ما هي معايير احتراف لاعبي البطولة الوطنية في أوروبا؟

في كل نهاية موسم لبطولتنا الوطنية، يبرز لاعب معين فيها، تتعالى بكل تأكيد أصوات الجماهير، هنا وهناك، مطالبة إياهُ الانتقالَ لأوروبا من أجل الاحتراف هناك، حتى يكون ذلك عينة ودليلا لما تقدمه البطولة الوطنية، من نجوم، ولو على المستوى المتوسط في أوروبا.
غير أن عوامل عديدة تحول دون احتراف اللاعب المعني في أوروبا، سأعود إليها بشكل مفصل نسبيا لاحقا. من بين هذه الأسباب، نجد أن كثيرا من الأصوات تُلقي عدم احتراف اللاعب إلى وجوده في فريق غير متوج بلقب في الجزائر.
لذا أعود بحضرتكم إلى إحصائيات تخص تقريبا العشريتين الأخيرتين (1990-2012) عن اللاعبين المتكونين في الجزائر والمنتقلين إلى دوريات أجنبية، أوروبية كانت أم غير أوروبية، والتي من المفترض أنها تُنشر لأول مرة، بما أنه لم يسبق لي شخصيا الإطلاع عليها في موضوع واحد سابقا، ربما كان ذلك بصفة متفرقة خلال أخبار متنوعة في العشريتين الأخيرتين، فترة متابعتي لكرة القدم الجزائرية.
لاعبون احترفوا دون أن يتحصلوا على لقب في موسم الاحتراف
في القائمة التالية، نجد كل اللاعبين الجزائريين المتكونين في البطولة الوطنية والمنتقلين منها إلى البطولات الأوروبية وفي نوادي ذات مستوى جيد أو تاريخ عريق، أو كلاهما أيضا، دون أن يتحصلوا على لقب معين في الجزائر، سواء كان محليا: لقب البطولة الوطنية، كأس الجزائر أو كأس الرابطة الوطنية (آخر بطولة كانت لشباب بلوزداد سنة 2000 ضد مولودية وهران، بثلاث أهداف مقابل صفر)، أو لقبا قاريا: كأس رابطة أبطال افريقيا (كأس إفريقيا للأندية البطلة سابقا)، كأس الكاف (كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس سابقا).
- حسين آشيو انتقل من إتحاد الجزائر إلى نادي آرو في سويسرا
- يحيى شريف انتقل من شبيبة القبائل إلى ايستر الفرنسي
- رفيق حليش من نصر حسين داي إلى بنفيكا البرتغالي ثم يعار مباشرة عند إمضائه العقد إلى ماديرا البرتغالي
- خير الدين زرابي المنتقل من نصر حسين داي إلى بالانزس البرتغالي
- عبد الرؤوف زرابي من نصر حسين داي إلى نادي أجاكسيو الفرنسي
- ابراهيم بدبودة من مولودية الجزائر إلى لومان الفرنسي
- غازي فريد من شبيبة القبائل إلى تروا الفرنسي
- دزيري بلال من إتحاد الجزائر إلى سيدان الفرنسي
- زواني بلال، محمد خزروني وفريد طويل من إتحاد البليدة إلى نادي هلنسكي في فنلندا
- حكيم مدان من شبيبة القبائل إلى إلى نادي فاميليكاو البرتغالي
- عبد الحفيظ تاسفاوات من مولودية وهران إلى أوكسير الفرنسي
لاعبون احترفوا بعدما تحصلوا على لقب في موسم الاحتراف
القائمة التالية، تخص اللاعبين الذين احترفوا في أوروبا وتحصلوا على لقب مع نواديهم الجزائرية في موسم انتقالهم للبطولة الأوروبية:
- موسى صايب ، تحصل على كأس الجزائر مع شبيبة القبائل ثم انتقل أوكسير الفرنسي
- نور الدين دهام، تحصل على كأس الجزائر مع مولودية الجزائر ثم انتقل إلى كايزر سلاوتن الألماني
- هلال سوداني، تحصل على لقب البطولة الوطنية مع أولمبي الشلف ثم انتقل إلى فريق غيماراش البرتغالي.
- رفيق صايفي، تحصل على البطولة الوطنية مع مولودية الجزائر ثم انتقل إلى تروا الفرنسي
- ياسين بزاز، تحصل على كأس الكاف مع شبيبة القبائل ثم انتقل إلى أجاكسيو الفرنسي
- شريف الوزاني: تحصل على كأس إفريقيا للأمم ثم انتقل من مولودية وهران إلى نادي آيدن التركي
- جمال عماني، تحصل على كأس إفريقيا للأمم مع المنتخب الوطني ثم انتقل إلى ايدان سبور التركي (دون الأخذ بعين الاعتبار مروره قبل كأس إفريقيا بفريق أنتوارب البلجيكي الذي لم يلعب فيه تقريبا)،
قوائم خاصة للاعبين من البطولة الوطنية احترفوا في دوريات أجنبية
القائمتان أعلاه، لا تخص اللاعبين الذين احترفوا في نوادي صغيرة أو أقل مستوى أو عراقة للنوادي المذكورة أعلاه، وسأعطي بعض من أسماء اللاعبين لكل حالة مع ذكر الفريق الذي كان يلعب فيه عند احترافه، دون ذكر كل أسماء اللاعبين، لأنه خلافا للقائمتين أعلاه، فإن هذه القائمة طويلة نوعا ما، لفارق المستوى لدى هذه الأندية المُحترف فيها:
- أوروبا: نجد حمدود لاعب إتحاد العاصمة السابق، ميصابيح لاعب مولودية وهران السابق وحسين مترف لاعب إتحاد الجزائر السابق ...إلخ
- الخليج: نجد بوقاش لاعب مولودية الجزائر السابق، معيزة لاعب وفاق سطيف السابق، زافور، لاعب شبيبة القبائل السابق، أو زياية لاعب وفاق سطيف السابق...إلخ
-مصر: نجد كمال قاسي السعيد لاعب إتحاد البليدة السابق، بوفرمة لاعب شباب بلوزداد السابق وأخيرا عودية لاعب شبيبة القبائل السابق,
- المغرب: نجد محمد راحم لاعب إتحاد الحراش السابق، حمزة يساف لاعب شبيبة القبائل السابق وشريف الوزاني لاعب مولودية وهران السابق...إلخ
- تونس: نجد مليك زرقان لاعب وفاق سطيف سابقا، غازي كريم لاعب إتحاد العاصمة سابقا، أرزقي عمروش لاعب شبيبة القبائل سابقا ودزيري بلال لاعب إتحاد العاصمة سابقا...إلخ
- سلطنة بروناي: نجد عبد الحميد برقيقة لاعب شباب بلوزداد السابق...إلخ
- تركيا: نجد خالد لونيسي لاعب إتحاد الحراش السابق...إلخ
كل القوائم أعلاه، لا تشمل اللاعبين الذين احترفوا مباشرة في أوربا وهم في صنف الآمال:
- فضيل حجاج من مولودية الجزائر إلى نادي نانت الفرنسي
- حمزة آيت واعمر من إتحاد الجزائر إلى روان الفرنسي
مع وجود لاعبين نتقلا وهم في صنف الآمال لدوريات عربية:
- أمير سعيود: من وفاق سطيف إلى الأهلي المصري
- بوعلام خوخي: من نادي الشراقة إلى نادي العربي القطري
كما نجد في الإحصائيات السابقة أسماء لاعبين تتكرر، لأن لاعبا مثل دزيري بلال احترف في فرنسا وفي تونس و قطر، شريف الوزاني الذي احترف في تركيا والمغرب، موسى صايب في فرنسا، انجلترا، اسبانيا والسعودية.. إلخ
عوامل عديدة تتحكم في هذه الإحصائيات
في كل الإحصائيات السابقة، نجد حقيقة أن مستوى اللاعب يلعب دورا هاما في احترافه، لكن ذلك يكون بكل تأكيد من خلال تدعيم الأطراف المعينة ومساعدتها لناء جسر نحو البطولات الأوروبية: فمثلا ياسين بزاز، كانت له علاقات جيدة مع نادي أجاكسيو الذي كان موجودا فيه ابن عمه كمدرب مساعد. جمال عماني، احترف بفضل مساعدة من شريف الوزاني الذي طرحه على مسؤولي النادي التركي. فريد غازي ورفيق صايفي، انتقلا إلى نادي تروا بفضل مناجيرهما الذين أحسن التفاوض. رفيق حليش، انتقل إلى ماديرا البرتغالي، بفضل المدرب السابق لمولودية وهران وشبيبة بجاية قوميز الذي تربطه علاقات جيدة مع النوادي البرتغالية. حسين مترف، ولو أنه لم ينجح في تجربته الاحترافية في فرنسا مع نادي ديجو، إلا أنه احترف هناك بسبب معرفته لشخص مقرب من هذا النادي يمتلك مقهى أنترنت (un cyber café). الثلاثيي زواني بلال، محمد خزروني وفريد طويل ، انتقل للاحتراف في فنلندا بسبب أمقران مناجير اللاعب البرازيلي السابق لإتحاد البليدة دي أوليفيرا والذي استقدمه من البطولة الفنلدية.
كما يلعب أيضا رؤساء النوادي دورا هاما في تسهيل احتراف اللاعبي ونصحه، مثل محند شريف حناشي رئيس فريق شبيبة القبائل وسعيد عليق رئيس إتحاد العاصمة السابق...إلخ
لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت لغة المال تحدد احتراف اللاعب، حيث أصبح اللاعب، في البطولة الوطنية، يتعدى راتبه، في كثير من الأحيان، لاعبي الأندية المتوسطة في فرنسا، فقلل هذا الشيء من طموحات اللاعبين للاحتراف في الخارج، كما زاد ذلك، اعتماد بعض الرؤساء على أموال تحويلات اللاعبين، لتسديد رواتب لاعبين آخرين وعلاواتهم، وحينذاك بهذه الرؤية، يسقط منطق النصح ويُرمى به حتما إلى قاع البئر.