كثيرا ما نسمع من الآخرين وصف المعاناة النفسية التي يعيشونها ب ( القرف)، حتى أنها أصبحت كلمات دارجة على ألسنتهم، يعبرون بها عما يدور بداخلهم من آلام تفتك بشخصيتهم وتحرق قلوبهم.. عندما نريد أن نتحدث عن القرف بذاته، فتلقائيا نتصور بأنه القذارة والنجاسة مثل الأوساخ والشوائب، ولكن عند هؤلاء له معني آخر، ومراد آخر، ومفهوم آخر، إنه قرف الحياة.. !! قرف الحياة هو قرف الإنسان فى روحه وحاله وعقله وقلبه.. حتى فى شكله ومظهره، والسبب في ذلك يعود للبيئة المحيطة به من الأسرة والمجتمع، لما تحتويه من عادات وثقافات وسياسات قد تعدم ثقافته وتجعله غير حر في حياته وبالتالي تحاربه بطريقة غير مباشرة أو من غير وعي حتى يفشل ويصل إلى مرحلة من اليأس والعجز حتى عن الكلام، فيصبح صم بكم عمي غير عاقل.. الناس عامة يتخلصون من الشوائب والأوساخ بمواد مخصصة للتنظيف، ولكن كيف يمكن لنا أن نطهر ما بداخلنا من الشوائب النفسية التي أصبحت عائقا كبيرا في حياتنا..؟؟ الإنسان خلق طاهر، لأنه من أصل طاهر، ولكن الذي ينجس الإنسان فا طبيعتنا هو نجاسة الإعتقاد والفكر، ويسمونها بالنجاسة المعنوية، ولكن أنا أقصد هنا الإنسان الطاهر المتنجس، والذي قد تنجس بسبب البيئة المحيطة به من أفكار ومعتقدات قد تهدم ذاته وتصنع فى داخله اليأس والحرمان من مشاركته في الحياة اليومية، خاصة أنه يعيش فى مجتمع منغلق، كما حال المجتمعات العربية بالتحديد، وهذا قد يؤثربشكل سلبي ويعود بعائد قد لا تعرف ما هي نتيجته بعد انفجار ثوراني يؤدي إلى إنحطاط فى الأخلاق والقيم، والتخلي عن العادات والتقاليد بسبب الضغوط التي يتعرض لها الشباب، لأن أسوأ أنواع الحصار هو الحصار النفسي. لكل مشكلة حل، ولكن الحل هنا يكمن في التغيير، لأن الله تعالى يقول (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ) الرعد الآية 11 لذا فعلى كل فرد أن يرسم إستراتيجيات للتغيير في حياته الشخصية، وأن يخطط بشكل إيجابي لذلك، لأن في التغيير هدم وبناء. ويعرف أهل هذا الفن التغيير بأنه (حالة ذهنية يعيشها المعني، ينتج عنها مسح وكتابة، وزراعة وتنظيف وتطهير )، فإن تمكنا نحن من التغيير في حياتنا، فحتما سيكون هنالك تطوير للذات البشرية، لأن التغيير له محركات تعمل بشكل ديناميكي وتلقائي ليعرض النجاحات التي تم تحقيقها للمجتمع المحيط بك، وذلك لأن التغيير الإيجابي من الداخل هو فن لإبراز منتجات النفس وبيعها والتلذذ ببيعها بأغلي سعر، وهذا يعني أن يكون التغيير قد نبت من أرض طيبة، تنبت الصدق والأمانة وعدم الإحتكار والإحتيال والمحسوبية، حتى لا نصل إلى نوع من عدم الإتزان والإيمان بحرية الآخرين، والشعور بالغربة النفسية وهي أن تكون أخلاقك فى واد وقيمك في واد آخر. وأرسم لكم هنا مجموعة من عوامل وخطوات وقواعد يقوم بها الإنسان على مدى حياته لتوصله إلى النجاح، فإستراتيجيات النجاح لها طرق كثيرة ولكن من لبها :- - أن أتعلم. - أن أفعل ما أحب أن أفعل. - أن أكون واضحا وصريحا مع نفسي والآخرين (صادقا - متواضعا). - أن أصاحب المتميزين في المجتمع. - حب الذات.. ولا يمكن أن أدخل متحف الذات إلا بالإصغاء والتحقق والسعي، حتى أصل إلى النجاح والراحة النفسية.. * بقلم: مصطفى محمد عودة