السؤال الأول: من الأمور التي أصبحت تحرجني وتضايقني في عبادتي وقوع الذباب علي، فأنا أعلم يقينا أنها تقع على النجاسة وحتما يعلق منها شيء ثم تقع علي، وهذا سبّب لي مشكلة أصبحت تؤرقني في عبادتي إذ لا أستطيع أن أدفع الذباب كل وقت، كما أن تغيير الثياب في كل وقت محرج كثيرا فماذا أفعل، وبارك الله فيكم. ليعلم أخي الكريم أن سبب مشكلته وحرجه إنما هو جهله بالحكم الشرعي، وجهله بأن الدين دين يسر والله سبحانه وتعالى تعبدّنا بما نستطيع وعفا عنا فيما لا نقدر عليه، أو كان في القدرة عليه مشقة حقيقية، والله سبحانه قال في كتابه الكريم »وما جعل عليكم في الدين من حرج« (الحج 22) وعلماؤنا قالوا: »المشقة تجلب التيسير« و»الأمر إذا ضاق اتسع« وعليه فإن النجاسة يجب إزالتها، لكنها إن كثرت وصارت ملازمة للإنسان فإنها تدخل في دائرة المعفو عنه ومن ذلك الذباب يقع على النجاسة ثم يقع على ثوب الإنسان أو بدنه، ومن ذلك من يزاول في مهنته النجاسة فإن ثيابه طاهرة بالنسبة إليه، ومن ذلك الصلاة بالدراهم فإنه لا يعلم أين كانت ولربما أصابتها نجاسة عند بعضهم فلا يطالب بإخراجها من جيبه للصلاة لأن في ذلك مشقة واضحة، ومن ذلك أيضا حبل الغسيل يجفف عليه ثوب الصبيان، فإن كل ذلك من المعفو عنه كما قرر علماؤنا. السؤال الثاني: أصبت بورطة كبيرة هذه الأيام، حيث ذات ليلة من ليالي رمضان أصبت بالأرق وشعرت بالحاجة إلى زوجتي والرغبة في معاشرتها. تأكدت تأكدا كاملا من أن الفجر لم يحن بعد فقد كنت على يقين من ذلك، وعاشرت زوجتي واستلقيت بعدها على الفراش لأنام، وظللت على تلك الحال مدة ثم استيقظت لأتفاجأ بقرب طلوع النهار، وكانت الصدمة قوية حينما علمت أنني عاشرت زوجي بعد طلوع الفجر، وأنا في حيرة من أمري، هل يعفو الله عني، وهل أستطيع أن أكفر عن ذلك بالإطعام بدل الصيام، أم ما هو الحكم الشرعي أفيدوني بارك الله فيكم. - إن الحديث الذي تحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذلك الرجل الذي جاء إليه فقال: »يا رسول الله هلكت! قال: وما ذاك، قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال: لا ..« (أخرجه البخاري ومسلم) إن هذا الحديث إنما هو في الرجل الذي يجامع زوجته وهو يعلم بحرمة رمضان، وأما أنت فإنما يصدق عليك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه« (حديث صحيح) وعليك بقضاء يوم واحد بعد رمضان عن ذلك اليوم.