يبدو أن الصورة التي كانت طاغية على الشوارع تحوّلت إلى المستشفيات التي تعيش فوضى النفايات في ساحاتها وينزعج المرضى وعائلاتهم من تعثرهم بها في كل وقت، فبعد الظروف المأساوية التي باتت تملأها من كل جانب تعد النفايات هي الأخرى مظهرا من مظاهر التسيب التي باتت تحوم فيها مستشفياتنا، وبعد الحملة التي عرفتها الشوارع في التطهير يتمنى الكل انتقالها إلى المستشفيات، لاسيما وأن نفايات المستشفيات هي من نوع خاص ومن الممكن أن تؤدي إلى كوارث صحية في حال عدم الاهتمام بها من خلال الإبر ومخلفات العمليات الجراحية وغيرها من الأنواع التي قد تسبب كوارث صحية. أدت هذه الظاهرة إلى حوم الحيوانات الضالة بالمستشفيات وتعريض المرضى إلى الخطر، وأصبحت تزورها حتى الكلاب حسب شهود عيان وقفوا على الظاهرة ويبقى المرضى وحدهم ملزمين بالتعايش مع تلك الكوارث والمظاهر المشينة التي باتت تتخبط فيها أقطابنا الصحية. وفي زيارة لنا إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي شهدنا أكوام النفايات والخردوات وهي تتراكم بمداخل مختلف المصالح الصحية إلى درجة تعذر دخول بعض المرضى وذويهم بسبب الأكياس التي كانت مصطفة والممتلئة بالنفايات والخردوات ومخلفات تحطيم بعض الجدران، خصوصا وأن بعض مراحيض المصالح كانت هناك التفاتة من أجل إعادة تهيئتها كالتفاتة استحسنها المرضى وأهاليهم، إلا أن ساحات بعض المشتشفيات تعكس الصورة السلبية للتسيب والإهمال لاسيما وأنها الأمكنة التي تنفس على المرضى المقيمين بين الفينة والأخرى لنسيان آلامهم، وكان من الأجدر إظهارها على أحسن صورة، إلا أنه لاحياة لمن تنادي ومس التسيب كافة الجوانب والتي تعود على المرضى وتنعكس بالسلب على يومياتهم هناك التي قال عنها المرضى إنها أيام حالكة واليوم الواحد بمعدل سنة. اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم حول الوضعية فرأوا أنه من الأحسن أن تنتقل عمليات التطهير التي تعرفها شوارع العاصمة أيضا إلى المستشفيات كونها أماكن حساسة جدا وجب العناية بها لضمان إقامة المرضى في أحسن الظروف، وليس فتح المجال لاكتسابهم أمراضا أخرى نتيجة الجراثيم والميكروبات المنتشرة والتي تخلفها النفايات والحيوانات الضالة التي ياتت تفضل ساحات المستشفيات ومختلف الحشرات الأخرى. أحد المواطنين الذي جاء في زيارة لمريض قال إنه بالفعل انتشار بعص الخردوات وحتى النفايات يؤرق زوار المرضى وحتى المرضى أنفسهم بسبب الأكياس المتراكمة على واجهات المصالح من دون أن ننسى الحالة الكارثية لدورات المياة المخولة للمواطنين عبر مصالح الاستعجالات، وكان من الضروري إعطاء الصورة الحسنة لأقطابنا الصحية وفك كل تلك المشاهد عنها لفك غبن المرضى وذويهم. أما عون أمن، تحفظ عن ذكر اسمه فقال إن زوار المرضى أحيانا يتسببون في انتشار النفايات لاسيما الوافدين من أماكن بعيدة بحيث يحوّلون مساحات المستشفى إلى مطاعم على الهواء ويتركون مخلفات الطعام هناك، وعلى الرغم من الراقبة الدائمة إلا أنهم يطلقون العنان لتصرفاتهم غير المسؤولة والتي تؤثر على الصورة البهية للمستشفيات التي باتت تشهد فوضى لا ينفيها الكل من حيث انتشار النفايات ومخلفات عمليات الترميم التي تشهدها بعض المصالح.