من المشكلات التي أصبح يواجهها آدم أن يفتي من ليس بمفتي وأن ينتقد من ليس بناقد. ويجهل الكثيرون أن للنقد مقوّماته و أدواته ولا بد للناقد من معرفة كل ما يخص النقد، ليجعل من نفسه ناقداً دون تجريح أو مساس بالطرف الآخر و الإنتقاد بطريقة حضارية، شتان بين النقد والتجريح لأن النقد في غالبه يكون من أجل إصلاح وتوجيه الطرف الآخر، ونجد الطرف الآخر المنقود كله أذانًا صاغية لما يكون النقد خال من التجريح والتعصب والخروج عن صلب الموضوع. وعلى الناقد أن يملك أسلوبا خاصًا به و كله هدوء وأعصاب باردة لأنه لا يعرف مدى تقبل الطرف الآخر للنقد وإقناع المنقود يأتي بعد سلسلة من الكلام والأخذ والعطاء لأنه لن تكون أمور سهلة كما يتصورها أي شخص، فكثيرا ما يجد نفسه أدم مُجبرا على نقد شخص وتوجيهه إلى الطريق الصحيح ونصحه. وهنا أنوّه إلى نقطة أساسية هي مراعاة مدى قُربنا من الشخص المنقود ومعرفتنا به فإذا كان مُقربًا لنا كثيرا كأخ أو صديق هنا نجد أنفسنا قد كسبنا خطوة مُهمة مدى معرفتنا به تجعلنا كيف نُحضره ونجعله على أتم الإستعداد لتوجيه له إنتقادنا دون خروج عن صلب الموضوع والتجريح، لأن كثيرا ما نرى أساليب من النقاد جارحة وقد تجعل الطرف الآخر لا يتقبل الأمر وتكون ردة فعله قوية إتجاهنا، وتوجد فئة أخرى حساسة جدًا وأي إنتقاد إتجاههم يفسّرونه على أنه تجريح لهم ولمشاعرهم، مثل هذا النوع يستحق معاملة خاصة لأن نشأتهم مبنية على الإعتزاز بالنفس وعدم تقبل الإنتقاد من أي كان لم ترتق لدرجة الغرور ولكن فيها نسبة من التعالي. الخلاصة وما أردت الوصول إليه هو على الناقد أن يعرف كيف يوجه رسالته إتجاه المنقود قبل الخوض في النقاش معه وتوجيه له الكلام و تحضيره نفسيا لكي يتقبل كلامنا و يصله بالطريقة الصحيحة تجعله لا يُقفل باب النقاش أو يفر منا وإختيار الوقت المناسب لذلك. وأن يكون في إطار الإحترام المتبادل من الطرفين وأن لا يتجاوز الخطوط الحمراء. العضو: لوعيل مامي philo_sopher