وحدة فرنسية خاصة بالاغتيالات، أنشأها جهاز التوثيق الخارجي والاستخبارات المضادة، تحت قيادة بيار بورسيكوت، استمرت في عمليات الاغتيال من سنة 1952م إلى فترة الستينيات، أهدافها رموز الحركات الوطنية في تونس والجزائر والمغرب. في سنة 1957م تولى الفريق اللواء بول قروسين قيادة جهاز التوثيق الخارجي والاستخبارات المضادة، وقام بإعادة تفعيل الوحدة، وتطوير طريقة عملها، وقد تم تعيين قنسطنطين ملنيك على رأس الوحدة، وأصبحت أهدافها اغتيال رموز حركة الاستقلال الجزائرية ومؤيديها، وخاصة من عرفوا بأصحاب الحقائب، وهم المثقفون الجزائريون بأوروبا. قامت الوحدة باغتيال أكثر من 200 شخص، منهم 135 في سنة 1960م. وشملت أنشطة الوحدة أكثر من خمس دول أوروبية، بالإضافة لدول المغرب العربي، وتنوعت عملياتها بين التسميم، الرمي بالرصاص، السيارات والطرود المفخخة، القنابل الموقوتة، الرمي بالسهام، كما قامت الوحدة بإرسال رسائل تهديد للعديد من الشخصيات الفرنسية، ومن ضمنهم المحامي الشهير جاك فرجاس. قامت عصابة اليد الحمراء باغتيال عدد من الوطنيين التونسيين، ومن أهمهم الزعيم النقابي فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952م، وساهمت في اغتيال القيادي الدستوري الهادي شاكر في سبتمبر 1953م، أحد مؤسسي الحزب الحر الدستوري الجديد عام 1934م. كما اغتالت الطبيب الوطني عبد الرحمن مامي في 13 جويلية 1954م، الذي فتح عيادته الخاصة في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة تونس، وقد خصص يوما أسبوعيا لمعالجة مرضاه من الفقراء مجانا.