بقيت جميع انشغالات المواطنين و كذا الإجراءات الخاصة باستخراج الوثائق و التعاملات الروتينية معطلة بعد رفع جميع المسؤولين شعار العطلة السنوية بمجرد دخول شهر أوت وهي الانشغالات التي تم تأجيلها طيلة شهر رمضان بسبب التحاق الموظفين و كذا المسؤولين بمناصبهم في ساعات متأخرة ورفضهم استقبال شكاوى المواطنين . وحسب ما لاحظناه خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض الإدارات العمومية فإن جميع المكاتب الخاصة بالمدرين رؤساء المصالح مغلقة أو خالية على عروشها فلا أحد يسألك أين تتجه أو من أين جئت و الملاحظة التي تستقبل بها هي أن المدير في عطلته السنوية ولا أحد ينوبه أو يستقبل مكانه لتتلقى بعدها دعوة لتأجيل كل ما جئت من أجله إلى شهر سبتمبر أو نهاية شهر أوت و يتعلق الأرمر ببلديات و دوائر و مختلف المصالح التابعة للإدارات العمومية بما فيها مقرات الولايات كلها بدت خالية إلا من الحراس لتبقى جميع المصالح معطلة لانعدام استراتجية خاصة تتضمن تنظيم العطل السنوية ووضع برنامج خاص لضمان تسيير أمور المواطن و التي بقيت مؤجلة منذ نهاية أو منتصف شهر جوان. حيث أنه ومع حلول شهر رمضان جميع المسؤولين يلتحقون بمناصب عملهم في ظل انعدام الرقابة من السلطات الوصية بعد الساعة الحادية عشر صباحا أو منتصف النهار بسبب إدمانهم على السهرات الرمضانية التي لا تنتهي إلا مع الساعات الأولى من اليوم الموالي أو بعد موعد السحور في حين يبدأ بعدها موسم الأعراس و الحفلات فالذين تم تسخيرهم من الموظف للسهر على راحة المواطنين و تلبيته حاجياته اليومية من الإدارة الجزائرية يعمدون الالتحاق بمناصبهم ما بعد الظهر و ضمان الحد الأدنى من الخدمات كتوقيع الوثائق المستعجلة و المراسلات مع بقاء جميع المصالح الأخرى معطلة و التي تتعلق بالمواطن بالدرجة الأولى و سرعان ما يغارد الموظف الذي كان من المفروض أن يكون نائب المدير أو ممثله مكان عمله بسبب انشغاله بقضاء أمور شخصية خاصة في ظل انعدام الرقابة .وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن حال المواطن الجزائري يبقى معلقا على أمل أن يتم إصلاح الإدارة التي تتوقف طيلة أشهر الصيف لتستمر المعاناة بشكل دوري لا ينتهي إلا مع الأسابيع الأولى لشهر سبتمبر.