التقيت به وهو القومي المحب للجزائر المتشيع إلى مدرسة " مالك بن نبي" الملم بالطرائق المؤدية إلى التنوير الإسلامي ومناهج الحوار الواجب اعتمادها لمعالجة الوضع الإرهابي السائد، ومحاربة الاحتراف في التطرف والغلو الديني عبادات ومعاملات والحال هذه وبمبادرة مني جذبته إلى الحديث عن الوضع في لبنان الشقيق، فإذا به الخبير الجامع بأطراف الشأن اللبناني، ماضيا وحاضرا ومستقبلا الطائفي منه والمذهبي وحتى السياسي• وبالرغم من أن كل العالم متجه نحو لبنان بإجماع غير مسبوق، لم يحصل على الإطلاق حول منطقة أخرى أو شأن آخر ولو كانت أكثر تعقيدا وأخطر وقعا على منطقة الشرق الأوسط، سواء بتقويم قبلي أو بعدي فإن اللبنانيين هذه المرة هم الذين يحملون عود الثقاب، وفتيل الزيت، لإشعال لبنان بطريقتهم الخاصة• إلا أن الدكتور حبش يحمد الله ويشكره على أن هشيم النار التي تحرق أحشاء وأطراف لبنان هذه المرة فتشوه منظره الجميل وتكدر صفوه، وتلوث نصاعة بياض ثلوجه وتشحب وجه أوراق - أشجار الأرز به - الناطحات للسحاب والمقتحمة لطبقات ضباب جباله ووهاده، وتذبلها فتسقطها، بعد شموخ متميز واخضرار بامتياز، لم تكن نارا طائفية ولا هي مذهبية• سألت الله عافية الدارين للأشقاء المروعين في لبنان وحسن الخاتمة للبنان الذبيح فيما يسفر عن رأي الأستاذ المحاور لسجناء الرأي، والذي قال : أن الفرقة والتشرذم في لبنان ولأول مرة في تاريخه إنما هو نتاج تفاهم سياسي ومعارضة سياسية، موالاة ومعاداة، وهذا في نظره ما يبعد لبنان عن شبح التقسيم والذهاب إلى المطالبة برسم الحدود والاستقلال السيادي الطائفي والمذهبي• ويذهب ويؤكد على رأيه هذا كون أن السنيين موجودون في كل من صف الموالاة وصف المعارضة، والأمر نفسه بالنسبة للشيعة، وذاته بالنسبة للموارنة كمراكز قوة، وهو كذلك بالنسبة للأقليات الأربع عشرة الأخرى• إلا أن الكاتب الصحفي سمير عطا الله في إحدى مقالاته الأخيرة بإعلامية - الشرق الأوسط - يذهب غير المذهب ويقول:" إن لبنان قسم وانتهى الأمر ليس إلى فئات وطوائف، بل إلى دول متعادية ترفض الاعتراف بالدولة اللبنانية" وإن كنت أنتظر لبنانا أهدأ وأجمل•• فاعتبارا للخلفيتين أعلاه، وعلى وقع الفرقة التي تعصف بلبنان، والتي إن كانت للفرقة جنون فأخطر جنون لها في بلد عزيز يسمى لبنان••!؟