تعرف ظاهرة انتفاخ البطن انتشارا واسعا لدى الجزائريين بسبب العادات الغذائية السيئة والأكل غير المنتظم الذي يطغى عليه الدهون والمشروبات الغازية، حيث تؤكد الدراسات أن العرب يحتلون المرتبة الأولى لأصحاب الكروش في العالم، كما أن هناك نحو 45 مليون عربي من نحو نصف مليار شخص في العالم تقريبا ممن يعانون من هذه المشكلة. كثيرا ما نصادف أشخاصا تحول مظهر بطونهم إلى بشاعة لانتفاخه، نتيجة العادات الغذائية السيئة والأكل الزائد على الحاجة في أوقات غير المنتظمة هذا ما أكدته لنا خديجة التي تبلغ من العمر36 سنة، حيث أصبحت تستحي من شكل بطنها، مؤكدة أن السبب الرئيسي في انتفاخه هو التناول المفرط للسوندويتشات وكذا المشروبات الغازية، معتبرة أن هذا المشكل جعلها تخجل من نفسها، كما أنها حاولت أن تقلل من تناول المأكولات الخفيفة لكن دون جدوى ما زاد من حدة المشكلة. اقتربنا من شهيناز 30 سنة، والتي تعاني هي الأخرى من مشكلة انتفاخ البطن الذي أثر بشكل كبير على مظهرها الخارجي، حيث أصبحت لا تستطيع ارتداء فساتين السهرة، بالإضافة إلى هذا فان شكل مظهرها الخارجي أثرعلى نفسيتها، حيث بإرادتها القوية هي الآن تحاول قدرالمستطاع التخلص من انتفاخ بطنها من خلال تتبعها كل أنواع الحميات. أما صفية التي لا يتعدى عمرها 36 سنة فقد حاولت كل أنواع الحميات العشوائية من قبل وكانت تنقص بسرعة وتعود لتسترجع ما خسرته من كيلوغرامات مضاعفة في وقت قياسي مما أثر سلبا على نفسيتها بعد أن اعتقدت أن كابوس انتفاخ البطن لا حل له، لكن رأيها تغير عندما نصحتها إحدى صديقتها بأن تقصد أحد أخصائي التغذية، حيث وجدت صعوبة باللغة في التخلص من البدانة وكذلك من عاداتها الغذائية السيئة. ويرجع سبب ارتفاع نسبة أصحاب الكروش إلى العادات الغذائية السيئة والأكل الزائد على الحاجة في أوقات غير منتظمة، وأيضاً الإفراط في تناول النشويات، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، كما تلعب الوجبات السريعة والمياه الغازية دور كبير في انتفاخ البطن والأخطر من ذلك منتجات الألبان المستوردة، كما أنه من المعروف أيضا أن نسبة الدهون في جسم المرأة هي ضعف الدهون الموجودة في جسم الرجل، وهذه الدهون هي التي تسبب الكرش، حيث تتكون قرب الكبد والجهاز الهضمي وتنتشر في أوردة البطن بسبب تأثير هرمون الأنسولين فتزيد نسبة السكر في الدم ويتحول إلى دهون وخاصة مع تزايد العادات الخاطئة في الأكل بالحلويات والشكولاطة علما بأنه كلما كان النوع فاخراً كلما كانت السعرات أكثر. ويؤكد الأخصائيون أن طريقة الأكل هي التي تجعل الشخص يعاني من الانتفاخ من عدمه، فتناول الطعام ببط ء ومضغه جيدا ليصبح مطحونا ناعما لا يساعد فقط على تدفق عصارات الهضم بطريقة منسجمة وإنما يؤدي أيضا إلى إنتاج المزيد من الحمض اللازم ?لتفكيك الطعام، بحيث يقضي وقتا أقل في المعدة، كما أن البقاء ساعات طويلة من دون أكل قد يؤدي أيضا إلى تراكم الغازات، من جهة يقول بعض الخبراء، أن الانتفاخ دليل على خلل في الجهاز اللمفاوي، فإذا كان الجسم لا يتخلص، كما يجب من فائض الماء والسموم، يصبح مترهلا ومنتفخا، حيث في مثل هذه الحالة، يجب تجنب البقول، مثل العدس والفول واللوبيا البيضاء والذرة و نشير إلى أن هذه الأطعمة تحتوي على البروتين والألياف لكنها تسبب الغازات. وكذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية لأنها تنفخ البطن، كما أن العلك قد يؤدي إلى النتيجة نفسها بسبب دخول الهواء إلى البطن أثناء المضغ.