الحلقة الثانية لتحق عدد معتبر من طلاب الثانويات والجامعات والمنتمين لمعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة والمدارس الحرة والزوايا وجامع الزيتونة و القرويين و غيرهم بالثورة، قبل تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين وقبل الإعلان عن الإضراب ولم ينتظروا الإشارة من أحد و هذا بفضل الدور التوعوي الذى قام به أساتذة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وقيادات بعض الأحزاب والزوايا والمتمثل في التعبئة الروحية و المعنوية . عن هؤلاء الفرنسيين من أصول جزائرية ومزدوجي الجنسية » يأكلون الغلة ويسبون الملة« فحدّث ولا حرج فمنهم من يكفر بالرحمن وآياته علنًا ويناله الصرع كلما تليت على مسامعه الآية الكريمة :Å»وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّنات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا«سورة الحج الآية 72 . فقلنا لهم وقتها ولأمثالهم أفيقوا من سباتكم ويلكم» فمن يتولهم منكم فانه منهم« ولكن» بل ران على قلوبهم« ... واستمروا في غيّهم وقالوا : أصولنا نحن الجزائريين أوروبية ولا علاقة لنا بالمشارقة والعلاقة الوحيدة بيننا هي الركن الخامس للإسلام وفقط ، نادوا بكل وقاحة بتعليم وتربية لائكية علمانية لشعب مسلم . أصابهم العمى على الهدى ونسو وصية أجدادنا : لا نشارك أوروبا ولا نرضى بالتجنيس نحن أبناء العروبة كما قال ابن باديس: رحمة الله عليهم جميعا . تصرفاتهم تلك اتجاه الجزائر المكافحة وشعبها أحدثت صراعات حادّة بين أبناء الأمة الجزائرية الناطقين بالعربية والناطقين بالفرنسية، حتى أصبح الضحك بالعربية ممنوعا في المدارس الفرنسية بحسب رواية المجاهد الرمز الكورونال عبد الحفيظ بوصوف رحمه الله . وقالوا عن اللغة الفرنسية: أ/ غنيمةحرب: فقلنا لما الأسبان في الأندلس لم يعدوا اللغة العربية غنيمة حرب؟Å!بل: نصبوا هناك محاكم التفتيش وحاكموا: العنصر العربي، الدين الإسلامي، اللغة العربية،وأيضا نقول لهم لماذا لم يتعلم الفرنسيون لغتنا؟ ألم يمنعوا تدريسها وأغلقوا المؤسسات التربوية وصادروا ممتلكاتها منذ احتلالهم لبلادنا؟. ب/ إنها لغة ملايين الجزائريين المهاجرين . ج/ لغة العشرات من الدول والشعوب: في جميع القارات لغة رسمية في كل المحافل الدولية والمنظمات الهيئات الأممية ، لغة التمدن والرقي والنخبة والدبلوماسية والعصرنة والتطور والعلم والذوق السليم والحب بالخصوص و. .. لقد حاربوا حتى تعريب المحيط بدعوى تشجيع وتنشيط السياحة كأن كل سكان المعمورة لا يتكلمون إلا لغة موليير . حاربوا لغة الضاد في عقر دارها لكل شراسة وبلا هوادة وبوسائل لا يعرفها لا شيطان الجن ولا شيطان الإنس نصّبوا أنفسهم حماة للغة الفرنسية بدون مقابل من فرنسا. وعن اللغة العربية قالوا: إنها لغة السحرة والشعوذة والتخلف والتشدد والتعصب ولا تصلح إلا لتعليم العبادات والحمد لله استرجعنا سيادتنا وشيئا فشيئا تتبوأ لغتنا الحبيبة الجميلة مكانتها الطبيعية والمستقبل لها في وطنها الجزائر وفي العالم أيضا . لغة القران وأهل الجنة والخلود لها وليس لغيرها حتى وإن أبيتم يا بقايا فرنسا بالمجان ولتموتوا بغيضكم. بعد وقف إطلاق النار رحل كبار الخونة مع الجيش الفرنسي والأقدام السوداء ولم ترحل معهم أفكارهم الخبيثة الهدامة . لقد حاربوا هوية الجزائري وعرضوه للمسخ وحاولوا أيضا تعطيل تطبيق دستور البلاد ولو لبعض الوقت » الدين الإسلامي- اللغة العربية«. ونحن في عام 2014نسجل رحيل وتقاعد أغلب من ورثتهم فرنسا إدارات الجزائر واستخلفهم أبناءهم ونعلم أنهم عرضة لمساومة الفرنسيين: تدافعون عن مواقعنا ولغتنا في الجزائر وإلا سنكشف عن ماضي آبائكم وأجدادكم وخيانتهم للجزائر. ( أرشيف المكتب الخامس للجيش الفرنسي في الجزائر أثناء حرب التحرير) إنهم شر خلف لشر سلف لقد فعلوا كل شيء لينالوا رضا أسياد أبائهم وأجدادهم وأغلب الظن عندهم قابلية للاستعباد . لقد كانوا يهرولون فعلا لنيل رضا فرنسا أمهم الحنون! لم تطهر لحد اليوم من خبثهم ودنسهم »جهوية محسوبية سحت رشوة« دواليب الدولة وسيريحنا الله من جرائمهم في حق الوطن والمجتمع عندما يزيحهم جميعا عن كراسيهم ملك الموت . لم يبتسم لهم الحظ ذلكم العام وللمرة الثالثة :الأولى يوم 19 مارس 1962 والثانية يوم 5 يوليو .1962 وصعقوا صباح اليوم الأول من افتتاح السنة الدراسية 19631962 لما كتب المجاهد الأستاذ في الصبورة بعد باسم الله الرحمن الرحيم : أبنائي الأعزاء: اعلموا أن »الغال« ليسوا ولم ولن يكونوا أجدادكم أبدا إن شاء الله الرحمن الرحيم واقلبوا الصفحة ولا تمزقوها LES GAULOIS N?ONT JAMAIS ETE ET NE SERONT VOS ANCETRES . هذه نهاية مشوارهم مع الخيانة وصدق رحمه الله العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس عندما قال في حقهم: واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب. وقتها نشأ خلاف وتلاسن حاد بيننا عن موضوع فريضة الجهاد ومن له الحق في الإعلان عنه . هم قالوا: طلب العلم ، طاعة وخدمة الوالدين و.. أيضا من الجهاد وقد يكون الجهاد أحيانا فرض كفاية . نحنأجبنا: الدفاع عن الدين والوطن والعرض والنفس والنسل والمال و.. فرض عين ولو حبوًا.. وإليكم مثلا، عندما يكسر الجنود الفرنسيون الأبواب الموصدة يجرون وراء الحرائر في أفنية وسطوح الدور يعربدون وهم سكارى والأطفال يبكون من هول ما يشاهدون وهم عاجزون عن دفع الأذى عن أمهاتهم والعجائز يصرخن في وجه الزوج »هاك المغزل وهات سيفك« وهو يهرول باحثا عن أبيه لطلب الرخصة للجهاد ... ما العمل في هذا الظرف العصيب يا جبناء ... يا طلبة خبز الذل والمهانة ؟ تركناهم في حجور زوجاتهم يختبئون وهم يعلمون أن الثورة بحاجة للمثقفين . أما نحن طلبة الشرف انصرفنا شطر جبال الاوراس المبهاج الأشم حي على الكفاح وانتصرنا بفضل الله وبحد السلاح رغم قلته. والخلاف والفرق بيننا وبينهم قائم منذ يوم 19 ماي 1956 إلى اليوم هو عن ثوابت الأمة وفقط، ولكن لا يمكن أبدا إنكار دور الطلبة الوطنيين في تأطير الثورة قبل وبعد 1950 1956وصدق العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله حين قال: يا نشئ أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب وللأسف لم يأخذوا حقهم في الكتابات التاريخية . فكثيرا ما يهمل هذا الجانب من الثورة رغم الدور الفعلي والفعال الذي قامت به هذه الشريحة . فلا يمكن إنكار دورهم في التعبئة في الأرياف والمداشر وقدرتهم على إقناع سكان تلك المناطق والدليل أنهم تمكنوا ومنهم من لا يتجاوز سنه 22 عاما. من قيادة قسمات ونواحي بعد التحاقهم بصفوف جيش التحرير الوطني في أقل من سنة، وشعارهم القول المأثور : الصدق في القول والإخلاص في العمل.لقد انخرطوا في الثورة بنية صادقة وخرجوا بنفس النية بدون خلفيات أو صراعات شخصية . أجزم أنه لم تسجل خيانة من طالب من طلبة معهد بن باديس أو المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أو أساتذتهم بل تقلدوا مسؤوليات سامية وقيادية ومن حضر منهم الاستقلال شارك في معارك البناء والتشييد ومنهم من رجع إلى مقاعد الدراسة وتخرج . أبناؤنا: أعطيناكم الفرصة عن طيب خاطر وحب في الجزائر وانتظرناكم حتى تخرجتم بشهادات عليا من الجامعات والمعاهد العليا وسلمناكم المشعل كونوا خير خلف لخير سلف وذاك الشبل من ذاك الأسد. وحاليا لم يبق من ذلكم الجيل في هياكل الدولة بعد 58 سنة من العطاء تحت شعار » الصدق في القول والإخلاص في العمل « إلا ما يساوي عدد أصابع اليدين .