نقلت معظم الصحف الجزائرية الصادرة أمس تصريحات وصفت بالغريبة لرئيس الإتحادية الزامبية لكرة القدم ، فحوى التصريحات أن مصر أقرب إلى اقتطاع تأشيرة كأس العالم، وأن الفريق الجزائري يحتل المرتبة الحالية بفعل ضربة حظ. وتصريحات من هذا النوع ، تدخل في إطار العادي ، لولا أن المباراة الحاسمة التي سيلعبها الفريق المصري ليست مع الفريق الزامبي. أما قبل موعد المباراة بثلاثة أيام يطلق رئيس الاتحادية الزامبية تصريحات من هذا الوزن، فهي تشير إلى احتمالين : إما أن رئيس الاتحادية الزامبية قد رتب المباراة لصالح مصر، أو أنه يخلق الفتنة في وسط الفريق الزامبي بين المدرب المتحمس للإطاحة بالفراعنة وبين اللاعبين المتحمسين أيضا، فتصريحات من هذا النوع تحبط العزائم. وهو ما يجعل الفريق الجزائري وأنصاره يميلون إلى التأكيد على أن هناك " ترتيبا " للمباراة، وما هذه التصريحات سوى تحضيرا للرأي العام الزامبي وحتى الدولي لتقبل نتيجة المباراة القادمة بين مصر وزامبيا. وترتيب المباراة لن يتوقف على تمكين مصر من الفوز فقط، إنما بنتيجة عريضة لا تقل عن هدفين. والغريب فعلا أن تصريحات رئيس الإتحادية الزامبية لكرة القدم، تأتي معاكسة لتصريحات المدرب هنري رونار، الذي لم يفوت أي خرجة إعلامية للتأكيد على أنه فريقه يتحسن من حيث الهجوم وأن بوسعه " كبح جماح " الفريق المصري. وتأتي تصريحات رئيس الإتحادية الزامبية أيضا مغايرة لتصريحات وزير الرياضة الزامبي، الذي عاتب فريقه على عدم تحقيق النتائج رغم توفر العامل المادي، ثم حثه اللاعبين على آداء مباراة قوية أمام مصر بهدف تحقيق التأهل لكأس إفريقيا قبل الجولة الأخيرة. وكذلك تأتي تصريحات رئيس الإتحادية الزامبية مغايرة لرأي الرئيس الزامبي الراغب في مشاهدة فريق بلاده يؤدي مقابلات قوية ويتأهل لكأس أمم إفريقيا. على أية حال، هذه زاوية مهمة قرأنا من خلالها نحن الجزائريون تلك التصريحات، والمطلوب من روراوة ، أن يستفسر من نظيره الزامبي حول فحوى هذه التصريحات، وتهديد الإتحادية الزامبية بالذهاب بعيدا نحو المؤسسات الدولية في حال ثبوت تلاعب بنتيجة المباراة. ونحن الجزائريون لدينا كل الوسائل الإقناعية لذلك، لقد كنا ضحية عام 1982 وكنا سببا في تغيير بعض قوانين الإتحادية الدولية، ولم نرض في وقت لاحق بترتيب المباراة حتى عندما تعلق الأمر بفريق شقيق هو مصر في إحدى دورات كأس العالم.