كشف عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي، أن الأفلان يعمل على إدخال إصلاحات عميقة للقانون الأساسي والنظام الداخلي يتم طرحها للمناقشة في المؤتمر المقبل، بالموازاة مع عمل فكري يجري الإعداد له، وذلك لرفع صفة»الوعاء الانتخابي« عن الأفلان على حد تعبيره. نفى مصطفى معزوزي أي صلة بين خطاب التجديد الذي ترفعه قيادة الحزب الحالية، بترحيل أو تصفية جيل الثورة أو مؤسسي الحزب، مشيرا في حوار مع يومية »الخبر«، نشر أمس، إلى أن اختيار المندوبين في المؤتمر العاشر سيكون وفق القواعد الديمقراطية وبناء على نصوص ومواثيق الحزب، مؤكدا وجود مساعي لوضع حد لظاهرة الإنزال والمحاباة. ونبه القيادي الأفلاني إلى أن التغييرات الحالية لا علاقة لها بالمؤتمر، لان هذا الأخير مازالت تفصلنا عدة أشهر عن موعد عقده، فما تقوم به القيادة حاليا من تغييرات هو إعادة تنظيم وليس إغلاقا للعبة، »أما التغييرات الحقيقية فستتم بعد المؤتمر« على حد قوله، ملفتا الانتباه إلى أن توقيت العملية »لا أهمية له رغم أن ما يثار من تساؤلات والهدف المتوخى هو تقريب السلطة الوسيطة أي المحافظات من الهيئات القاعدية، وتمكين الحزب من الانتشار أكثر«. وردا على اتهامات ظلت تردد، قال عضو المكتب السياسي للأفلان، إن» ما يجري ليس إقصاء لأي من إطارات الحزب، بل إعادة تنظيم«، ووصف الوضع الذي يعرفه الحزب ب»المتشعب«،مما يتطلب التصحيح والمعالجة وأضاف »لقد وقفنا بعد تولينا مهامنا على وضعية صعبة، وليس سرا أن الحزب يواجه تحديات صعبة على المستوى التنظيمي، فهناك تقاليد ترسخت، وإقصاءات عشوائية، وهياكل مشلولة، ونحن نعمل لإعادة التوازن للحزب بصفة تدريجية«. ودافع مصطفى معزوزي عن خيارات قيادة الحزب بقوله »من حق القيادة الحالية اتخاذ الإجراءات المناسبة لتسيير الحزب وفرض الانضباط فيه، ومن أراد أن يتبع بلخادم فله ذلك، ومن أراد أن يتبع الحزب فالأبواب مفتوحة«، وذكر بأن »المناضلين واعون كل الوعي بما يجري في الحزب، ومن غير الممكن في ظل هذا المنتوج من خريجي الجامعات الذين يعززون صفوف جبهة التحرير الوطني، أن يأتي شخص يملي على المناضلين ما يجب فعله«.ووفق ما ورد في حديث معزوزي فإن رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، »هو رئيس لكل الجزائريين قبل كل شيء، وهو يضع نفسه خارج الصراعات والخلافات القائمة في الحزب، ولا يتدخل في قراره«.