عزل واليي بجايةوسكيكدة تأكد من خلال بيان رسمي لم يتضمن أي تفسير للقرار الذي أدرج تحت عنوان تقليدي هو حركة في سلك الولاة. لا نعرف السبب الحقيقي الذي أدى إلى إنهاء والي بجاية، غير أن المعلومات التي تم تداولها مثل شكوى بعض المسؤولين المحليين من صعوبة التعامل معه، وقرار يكون قد اتخذه بخصوص مشروع استثماري لرجل الأعمال يسعد ربراب، وهي معلومات غير مؤكدة رسمية، تجعل تقديم تبرير رسمي ضروريا رغم أن العادة جرت على عدم إطلاع الرأي العام على كيفيات تعيين المسؤولين وإنهاء مهامهم. في مقابل هذا يسود الاعتقاد أن عزل والي سكيكدة كان بسبب حديثه مع أحد المجاهدين، وفي هذا الحديث الذي تم تصويره وبثه على شبكات التواصل الاجتماعي يبدو الوالي وكأنه مقطوع الصلة بواقع النظام السياسي الذي يعمل فيه، فقد أنكر على المجاهدين أي دور في تحرير البلاد الذي يعتبره إنجاز الشهداء وحدهم، كما اعتبر أن فئة المجاهدين استفادت أكثر مما يجب من الامتيازات. الذين شاهدوا شريط الفيديو الذي تضمن التصريح يكونون قد استمعوا، وربما للمرة الأولى، إلى وال وهو يردد كلاما طالما يتحدث به بعض الناس في المقاهي وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، ويكفي هذا لمعرفة مستوى ولاة الجمهورية الذين يجري تعيينهم لتسيير شؤون المواطنين. كيف لوال معين من قبل رئيس يوصف دائما بأنه الرئيس المجاهد، أن يتحدث مع المجاهدين وعنهم بتلك الطريقة ؟ لا أحد يتوقع طرح أسئلة على المرشحين لمنصب والي لمعرفة مواقفهم من قضايا تاريخية أو من فئات اجتماعية وقضايا عامة، لكن الحد الأدنى المطلوب هو تعيين ولاة يعرفون جيدا في أي بلد يعيشون، وأي نظام سياسي ينتمون إليه، وحديث والي سكيكدة يشعرنا بأن هذا الحد الأدنى غير متوفر تماما، بل أكثر من ذلك، إنه يدفعنا إلى التساؤل إن كان هذا الوالي يعرف حقا أنه ممثل رئيس الجمهورية على مستوى الولاية. لقد باتت الهواتف المحمولة، والانترنيت، أدوات فعالة في نقل بعض التفاصيل التي دأبت الصحافة التقليدية على تجاهلها، وهذا يجعلنا نرى الرداءة في حجمها الحقيقي وعلى المستويات كافة.