والهدف الإسرائيلي المرسوم في ظل المتغيرات الجذرية الدولية الكبرى.. هو لعب دور سياسي واقتصادي وعسكري أكبر في الشرق الاوسط بعد إنجاز المخطط الأمريكي الاستراتيجي باحتلال العراق وامتداد الهيمنة المطلقة على دول الخليج العربي، مما يدعو الى تطوير القدرات العسكرية وتنفيذ مفاهيم جديدة للردع الاستراتيجي في اطار تحديث العقيدة العسكرية الإسرائيلية. ويكشف الإطار العام للتخطيط الصهيوني في فاتحة الألفية الثالثة عن اعادة هيكلة الجيش الإسرائيلي وبناء مقوماته وتكثيف عناصر القوة فيه ليصبح جيشا اصغر حجما واشد قوة واكثر سرعة يجمع في تكنيكاته بين كفاءة القتال والقدرة في الحسم السريع. ويتجلى مخطط الألفية الثالثة الذي أطلق عليه مخطط 2000: في بلورة مبادئ جديدة لنظرية الحرب الإسرائيلية واستكمال البرامج التسليحية المتطورة دون توقف، والوقوف على أهبة الاستعداد لتنفيذ استراتيجية الردع التقليدي واستراتيجية الردع النووي المعلن، وتفعيل نظرية القوة بإدماجها بنظرية "الأمن القومي" من خلال وضع برنامج عمل أساسي قابل للتنفيذ يتركز على فاعلية الجيش واستعداده لمواجهة اسوأ الاحتمالات والمخاطر المتوقعة واستثمار التفوق العلمي والتقني بما يضمن بناء القوة التي تتلاءم مع العمل. و العقيدة الإسرائيلية تعني الثوابت التي لا تتأثر بظرف عارض او تكتيك مستحدث ولا تتبدل بإسقاط حكومة او بانتصار تكتل سياسي الا بمقدار ما يعزز هذه العقيدة ويطورها تبعا لمتغيرات المرحلة وتطورها. ولن تقتصر العقيدة العسكرية الإسرائيلية في اطارها التخطيطي العام على إعادة هيكلة الجيش وبناء مقوماته وتكثيف عناصر القوة فيه في "خطة 2000" بل تعدتها لتصل في ابعادها إلى تجريد الدول العربية من كل مقومات عوامل القوة والتطور في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية والتكنولوجية باعتباره الوسيلة الأضمن لحماية هذه العقيدة ونظريتها الأمنية من اي اختراق ممكن.. ولو في مخيلة العربي المركون رغما عنه على هامش الحضارة المعاصرة.