هجرة غير نظامية: مراد يشارك بروما في اجتماع رفيع المستوى يضم الجزائر، إيطاليا، تونس وليبيا    لعقاب : الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة لقطاع الاتصال    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط بمشاركة 183 عارضا    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    اليوم العالمي لحرية الصحافة: المشهد الإعلامي الوطني يواكب مسار بناء الجزائر الجديدة    معادن نادرة: نتائج البحث عن الليثيوم بتمنراست و إن قزام ايجابية    السيد عطاف يجري بكوبنهاغن لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحفيون الفلسطينيون قدموا مئات الشهداء وهزموا رواية الاحتلال الصهيوني الكاذبة    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و 596 شهيدا    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بخصوص شكوى الفاف    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''نطالب بتعميم فرق الدرك والرافضون للمسعى أقلية تريد استمرار دعم الإرهاب''
''الفجر'' ترافق كتيبة عزازفة ليلا في مكافحتها للجريمة واستئصال الإرهاب
نشر في الفجر يوم 09 - 05 - 2009

''لولا عودتهم للقرى لواصلنا يوميات الجحيم•• نطالب بتعميم فرق الدرك الوطني عبر كامل تراب ولاية تيزي وزو، ومن يرفض ذلك أقلية تريد لنفسها مواصلة ثرائها الفاحش، ومن ثم تدعيم الإرهاب ماديا الذي لم نكن نعرفه قبل سنة 2002• لا نقبل الحديث باسم المنطقة وإسماع انشغالاتنا عبر قنوات الإعلام الأجنبي من وراء البحار••الخ ''•• هي عبارات ومثيلاتها بالمئات استقبل بها أحرار تيزي وزو ''الفجر'' في ليلة رافقت خلالها الكتيبة الإقليمة لعزازفة في مكافحتها للجريمة، واستئصال الإرهاب• موازاة مع ذلك تعرف الجريمة بأنواعها تراجعا ملحوظا، والحرب على الإرهاب توشك على نهايتها بالمنطقة بانتصار للشعب والدولة• وينتظر الشارع القبائلي تنفيذ الرئيس بوتفليقة لوعده بزيارة رسمية للمنطقة، وهي الزيارة التي باتت أكيدة وقريبة حسب الأصداء الذي وقفنا عليها طيلة تواجدنا هناك الأسبوع الماضي
وصلنا ولاية تيزي وزو، أومنطقة القبائل الكبرى كما يحلو لأهلها تسميتها، في حدود الثامنة والنصف صباحا بعد رحلة استغرقت قرابة الساعتين انطلاقا من العاصمة، وهي الرحلة التي كانت تحمل في قرارة نفسي الكثير من الأسئلة، كنت شغوفا بالإسراع في طرحها على السكان، الأعيان ومختلف المسؤولين الذي أصادفهم في طريقي، خاصة عن الوضع الأمني بالمنطقة، وكيف يتناولها الإعلام الأجنبي لاسيما الفرنسي الذي تجاوز أكثر من مرة الخطوط الحمراء وهو يصف المنطقة ب''الأقلية الدينية'' تارة و''العرقية'' تارة أخرى• ونحن نقترب من دخول إقليم ولاية تيزي وزو عبر منطقة تادمايت التي كانت تشع باخضرار حواف جانبي الطريق، لمحنا تعدد حواجز الدرك الوطني إلى جانب آخر للشرطة بما يتيح المراقبة الدقيقة لكل من يدخل ويخرج للمدينة• وكان ذلك بمثابة أول دليل على أن المنطقة تعيش حالة من التأهب القصوى للقضاء على ما تبقى من الجماعات الدموية التي مازالت تنشط بالمنطقة في عزلة تامة•
''مافيا'' قادت تمرد 2001 تحت غطاء اجتماعي سياسي لتحقيق مآرب شخصية
كانت تيزي وزو في ذلك اليوم (الثلاثاء صباحا) تعيش نشاطا ربيعيا جماله جمال طبيعة المنطقة الذي زينته وفود طلبة حسناوة التي كانت تملأ الشارع وسط حركية تجارية نشطة، جعلتني أتخلف لبعض الوقت عن الموعد الذي كان ينتظرني مع قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني حتى أجس نبض الشارع، دخلت مقهى الأنترنت واستدرجت صاحبه للحديث معي بعد أخذ ورد تبيّن لي فيما بعد أنه أستاذ مستخلف بإحدى ثانويات الولاية• بادرته بسؤال عفوي حول ما حدث بالضبط صائفة 2001 فرد بالحرف ''2001 بالنسبة لي، الذي كنت حينها طالبا بالجامعة، ماهي إلا محاولة تمرد قادتها مافيا حققت من الوضع المتعفن وتحت غطاء مطالب اجتماعية وسياسية مآرب شخصية• وما تراه من حولك من العمارات الضخمة ''الكوبيراتيف'' أغلبها ملك لأكبر من كان يحرض الشباب على الاحتجاج بلغة العنف، واتضح مع مرور الوقت أن الشباب والمنطقة هي الخاسر الكبير، لماذا الشباب؟ لأنه ضيع سنتين دراسيتين في كامل الأطوار وأغلب جرحى الأحداث من هذه الفئة، خاصة بعد رحيل قوات الدرك الوطني، ومن ثم بدأ ''قانون الغاب'' يفرض منطقه•• اغتصابات وتجريد لأبسط الممتلكات على الطرقات، وفي وضح النهار، ولا أحد يستطيع التجرؤ وتغيير المنكر•• وليت الندم يأتي مسبقا''•
وأنا أتبادل أطراف الحديث مع هذا الأخير كانت نظرات الاستغراب تلاحقني، ما عجل التعريف بهويتي، ليؤكد لي أحد الشباب المنحدر من ساحل آزفون بنفس المكان: ''بعض من كان يصفون أنفسهم بالزعماء بزنسوا بالموضوع، خدعوا الجرحى بجمعهم لملفاتهم ووعدوهم بالعلاج بالخارج، لكن الملفات كانت ذريعة لحصولهم على حق اللجوء السياسي بعدد من العواصم الأوروبية، بعضهم يتكلم عن أحوال سكانها وهو في باريس وجنيف ولندن يتقاضى الدولارات، هؤلاء شوهوا تاريخ المنطقة الثوري ولم يخدموها غراما في حياتهم''•
طالبوا برحيل الدرك فتزاوج الإجرام بالإرهاب ودخلت تيزي دوامة العنف
بعدها استقلتُ سيارة ''كلوندستان'' الذي كان يقودها شاب من الثلاثين من العمر ينحدر من ذراع الميزان، طلبت منه اقتيادي لأحد شيوخ وأعيان القبائل أوما يعرف ''تاجمعت'' بعد تحججي أنني صحفي بصدد إجراء موضوع تاريخي حول هذه السلطة العرفية التاريخية، فانطلق بي باتجاه أعالي جبل حسناوة، أردت هو الآخر أن يكون مصدر معلوماتي، سألته إن كان لا يخشى على نفسه بنقل أشخاص لا يعرفهم إلى أماكن مختلفة في ولاية يقال عنها أنها المعقل الأخير للجماعات الدموية فرد بسرعة ''لا أبتعد كثيرا عن مركز المدينة وأعمل مع زبائن اعتدت عليهم، ولا أغامر بالذهاب إلى أماكن تخلو من تواجد مصالح الجيش والدرك، وإن جاء الموت فهو مكتوب الله، لا نهرب منه في سبيل خبر الأولاد''•
بدأنا نصعد الجبل وسط منعرجات خطيرة بعد أن حدّثنا هذا الأخير أن المنطقة اشتهرت كثيرا بسرقة السيارات مؤخرا من طرف عصابات استغلت غياب الأمن، وكثيرا ما تعرض أصحابها الى أبشع أنواع القتل خاصة الزوار، فإذا بنا ندخل قرية ''آيت وانش'' وبعد سؤالنا وجدنا الشيخ عمرابن علي يجلس قبالة مساحة صغيرة مخصصة لدفن موتى القرية ببرنوس أبيض، ويداعب السبحة بأصابعه، رحب بنا وعرفنا بمهام ''الجماعة'' المورثة أبا عن جد التي لخصها في فك النزاعات داخل إقليم اختصاص القرية بإحقاق الحق وسحق الباطل وفق تعاليم الشريعة الإسلامية•
ومن جملة ما ندد به الشيخ عمر بعض الأفكار المسبقة التي يحملها البعض عن المنطقة كبعدها عن الإسلام، حيث قال ''منطقة تيزي وزو تحوي أكثر من 800 مسجد وزاوية، كما أنجبت العديد من شيوخ الإسلام• وفي رده عن أسباب انتشار بعض الكنائس بالمنطقة وحملات التبشير التي توقف بالمنطقة من حين لآخر، حيث تمكنت مصالح الدرك من توقيف ثلاث بعثات تبشير، ردّ قائلا: ''تلك قلة لا يمكن أن نصفها بالقبائل الأحرار''•
واعترف محدثنا أن المنطقة مازالت مستهدفة من طرف الأجانب منذ زمن الاستعمار الفرنسي• وغير بعيد عن هذه القرية تنقلنا الى قرية ''ايقنجرون''•• وفي دردشة مع شيوخها قال سي ''قاسي'' أحد معطوبي حرب التحرير إنه ''من العيب الدفاع عن حقوق المنطقة من طرف أشخاص لا يعيشون بيننا وفي قنوات أجنبية''، يضيف بعضهم مرّغ تاريخ المنطقة وهو يدعو للانفصال••• هؤلاء أرادوا إدخال المنطقة في دوامة من العنف ولا يحبون استقرار للمنطقة والجزائر، لم نكن نتلق أجورنا بسبب تأخر وصول شاحنة الأموال التي كانت تتعرض للسطو• من أشعل فتنة 2001 بالقبائل وطالب برحيل الدرك يتحمل مسؤولية الأوضاع التي آلت إليه المنطقة، الذي ظهر فيها كل أنواع الانحراف والإجرام والإرهاب الذي لم نكن نعرفه قبل 2002• القبائل كانت أيام اشتداد النشاط الارهابي بالعاصمة وغيرها من الولايات مثالا للسلم والأمن، والكثير ممن هددهم الإرهاب بمناطق أخرى آنذاك احتموا بها''•
وفي سؤال حول رأيه في عودة مصالح الدرك الوطني رد محدثنا بنبرة حادة: ''أليس من حق المنطقة الاستفادة كغيرها من مناطق الجزائر في الأمن؟! ليس لدينا أي حساسية تجاه هؤلاء الرجال والكثير من شباب المنطقة مجندون في صفوف الشرطة والجيش، وبفضلهم، أي الدرك الوطني، عادت الطمأنينة في نفوسنا، ومن بقي يرفضهم أناس معروفون أرادوا الاستمرار في أعمالهم غير المشروعة، لا سيما الاختطاف، وتجارة الكحول دون رخصة، ونهب الرمال، وسرقة أغراض الغير، وتجارة المخذرات •••الخ، وهي الأعمال التي كانت سندا ودعما قويا للإرهاب''•
إلحاح وطلبات يومية لعودة فرق الدرك الوطني
يقر الكبير والصغير من أهل القبائل أوالمستقرين بالمنطقة أن حال تيزي وزو يتجه من يوم لآخر من الحسن إلى الأحسن على جميع الأصعدة، ويعود الفضل الرئيسي في ذلك إلى عودة الأمن والطمأنينة إثر العودة الواسعة لفرق الدرك الوطني للمنطقة وإعادة الانتشار بها، وهي العودة التي باتت أحد المطالب اليومية للسكان خاصة على لسان الأعيان وشيوخ المداشر والقرى المتناثرة هنا وهناك فوق سفوح الجبال، حيث باتت تناشد يوميا السلطات العمومية والمحلية عبر اجتماعاتها على ضرورة عودة الانتشار السريع لفرق الدرك الوطني عبر كامل إقليم الولاية، وهو ما حدث الثلاثاء الماضي ببلدية عين الحمام•• حسبما أكدته مصادر محلية على صلة بالملف خير دليل على ذلك، إذ ناشد أعيان ''تاملوة'' في اجتماعهم باللجنة الأمنية على ضرورة العودة السريعة لفرق الدرك الوطني عبر كامل قرى عين الحمام، خاصة أن أغلب فلاحي المنطقة أهملوا أراضيهم واستغلال غلة الزيتون وحب الملوك المنتشرة بكثرة في عين الحمام، بعد أن راودتهم شكوك بانتشار قنابل يدوية تقليدية من صنع الدمويين•
وفي نفس الاتجاه قال أحدهم ل''الفجر'' يأتي استعجال سكان عين الحمام بضرورة إقامة فرقة الدرك الوطني أسوة بما حققته انتشار هذه الأخيرة من نتائج إيجابية في بلديات مجاورة تبرز ثمارها يوم بعد آخر على المصلحة العمومية، حيث ساهم تحسن الظروف الأمنية وعودة الاستقرار إلى معظم مناطق تيزي وزو بظهور مشاريع استثمارية جديدة بالمنطقة، سواء كانت وطنية أوأجنبية•
وعلى هذا النحو علمت ''الفجر'' أن وفدا من رجال الأعمال الأروربيين حل بالمنطقة قبل أيام لدراسة إمكانية إقامة مشاريع في قطاعات متعددة من شأنها أن تساهم في حل مشكل البطالة، فضلا عن انتعاش الحركة السياحية ببعض المناطق الخلابة بالولاية والتي ظلت غائبة بغياب من يسهر على أمن السياح، خاصة أن العديد من الشباب حسب تصريحاتهم كان يجد مصدر رزقه نظير بعض الأنشطة التي كان يمتهنها خاصة بغابات ياكوران وبعض سواحل الولاية التي كانت مقصد الآلاف من السياح، والتي تلاشت بعد أن عشش الإرهاب بها•
كما عاد أغلب فلاحي بلدية سيدي نعمان إلى أراضيهم وقراهم بفضل عودة الأمن أيضا، حسبما استقصيناه في جولة بعين المكان رفقة عناصر الدرك الوطني• وأمام هذا الإصرار على ضرورة تعميم فرق الدرك الوطني علمت ''الفجر'' من مصدر موثوق أن قيادة الدرك الوطني بصدد إقامة 92 منشأة جديدة لفرقها ومصالحها المختلفة عبر كامل تراب الولاية، استجابة لطلبات أعيان العديد من المناطق والقرى•
مخططات إعادة الانتشار وتكثيف عناصر الأمن والتدخل السريع كبح الإجرام بالمنطقة
واستنادا إلى تصريحات قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية تيزي وزو ل''الفجر'' فإن عودة انتشار فرق الدرك الوطني وتدعيمها بفرق الأمن والتدخل، ساهم في تراجع كبير للجريمة• كما عاد الأمن إلى الولاية بفضل التعاون بين مصالح الدرك الوطني وكامل فعاليات المجتمع المدني•
وبلغة الأرقام سجلت مصالح الدرك الوطني، منذ بداية السنة الجارية، 36 جناية و339 جنحة، بالاضافة إلى 124 مخالفة تم على إثرها توقيف 124 شخص• وهي أرقام قال عنها قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بتيزي وزو، سجلت تراجعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية، فلم تعد هناك عصابات سرقة السيارات والاعتداء على الممتلكات، إذ فكّكت مصالح الدرك الوطني أكبر 06 شبكات كانت تنشط بالولاية آخرها الأسبوع الماضي بفضل التعاون واليقظة التي يسود المنطقة، كما تمكنت نفس المصالح من إبطال ثلاث محاولات تبشير فاشلة من طرف جنسيات أوروبية مختلفة، كما تمكنت من احباط عملية زرع المخدرات بالحدود الإقليمية بينها وبين بجاية السنة المنصرمة•
الحرب على الإرهاب توشك على نهايتها بتيزي وانتصار أكيد للمواطنة
انتقلنا إلى بلدية فريحة بدائرة عزازفة التي تبعد عن عاصمة الولاية تيزي وز ب40 كلم، وهي أكبر المناطق التي عانت من ويلات الإرهاب في السنوات الأخيرة• دخلنا مقر الكتيبة أين كان في انتظارنا قائد الكتيبة النقيب الشاب طايبي نورالدين في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، وبإصرار منا سمح لنا مرافقة هذه العناصر والوقوف على عملها في مكافحة الإرهاب والجريمة، بعد استعداد الفرقة التي كانت مزيجا بين دركيين من فرق الكتيبة الإقليمية وعناصر الأمن والتدخل، كلهم شباب معدل عمرهم لا يتجاوز 30 سنة، كلهم عزم على استئصال الإرهاب ومكافحة الجريمة، وفرض سيادة القانون•
وأنا أتأهب لامتطاء سيارة قائد الكتيبة لفتت انتباهي عبارات التوديع التي كان يطلقها عناصر هذه الفرقة لزملائهم في الإدارة والبعض لأبنائهم أمام سكناتهم الوظيفية الواقعة بمقر الكتيبة، هي إشارة واضحة من أن المهمة صعبة وساعة التخلي على الذات في استئصال بقايا الإرهاب دقت، خاصة أنني لاحظت عند مدخل مكتب قائد المجموعة قائمة بصور شهداء الواجب الوطني خلال العشرية السوداء بالولاية•
انطلق الموكب، وماهي إلا لحظات حتى تلقت الفرقة برقية تفيد بوجود حادث مرور بوادي سيباو، وصلت الفرقة وشرعت في إجراءات إدارية تمثلت في تأمين الطريق، وتحريات حول أسباب الحادث••بدأ الظلام يحل وانطلقت الفرقة باتجاه أعالي فريحة•
كانت أعين الدركيين الذين كانوا بجانبي لا تغفل أبدا تراقب كل صغيرة وكبيرة وسط الأدغال، وبين الحين والآخر تتوقف القافلة، لتفتيش المسلك وتأمينه• وفي هذا الصدد قال لنا النقيب إن ''هذا العمل روتيني نهدف من ورائه إلى سد الثغرات وعدم إعطاء أي فرصة لهم (الإرهابيون) لإحداث ضجة إعلامية، مستفيدين بذلك - حسب مسؤول الكتيبة - من تجاربهم في مكافحة الإرهاب بالمنطقة•
ولم تكن الفرقة مكلفة بمكافحة الإرهاب وفقط، بل سيارة إسعاف من خلال طلب قائدها من أحد الشاب الذي سقط من منحدرالجبل أن يرافقوه الى المستشفى للعلاج• سألت الشاب ''ما رأيك في هذا الجهاز؟''• قال لي ''بل لم نجد سواها يوم عزلتنا الثلوج''•
بعدها تنقل الموكب على الفور إلى أحد الأماكن العمومية بسد ''ترياتين'' بناء على شكاوي أحد المواطنين تفيد وجود عصابة تبيع المشروبات الكحولية دون رخصة، بالإضافة إلى تناولها الخمر في الأماكن العمومية علانية•
تتوقف الفرقة، يفرّ التاجر، في حين وعد بعض الشباب قائد الكتيبة أنهم لن يستمروا من اليوم في تناول الكحول بهذا المكان العمومي•
بعدها واصل رفقاء السيد طايبي مهمتهم ونحن على مقربة من قرية أزرو، وأمام حاجز أمني للقوات الأمن المشتركة، تأكدت - بعد أن أمرني قائد الكتيبة بارتداء صدرية الأمن والقبعة الحديدية العازلة للرصاص- أنني فعلا بلا شك في أحد معاقل الإرهاب•
تجاوزت الفرقة الحاجز وزادت درجة تأهبها، وماهي إلا لحظة حتى لاحقت شاحنتين كان أغلب الظن إنها للدمويين، غير أنه سرعان ما تبين أنهما لعصابات نهب الرمال، وهي العصابات التي يحرجها ويزعجها وجود دوريات للدرك الوطني•
ونحن نواصل ''المعركة'' كانت تحيات المواطنين ترد إلينا في حدود منتصف الليل، ما يزيد في نفوس الدرك ثقة وعزم أكثر في تأدية مهامهم، ويفند مقولة ''القبائل ضد الدولة'' والتي كثيرا ما حاول أعداء الجزائر الاستثمار فيها•
إستغللت فرصة توقف القافلة التي كانت ترافق الشاحنتين إلى المحشر بالذهاب إلى محل لبيع قارورات الغاز بقرية ''قاعدة الحياة''، سألته عن الوضع الأمني بالمنطقة، ليرد أنه في تحسن مستمر ولولا ذلك لما عاد إلى نشاطه في بيع هذه القارورات التي جرده الارهابيون منها سنة 2005، كما اعترف صاحبنا بأن الفضل في ذلك يعود للدرك الوطني الذي أوقف ابتزاز الإرهابيين لأموال وماشية أهل القرى والمداشر المحيطة•
الإنضمام إلى المصالحة الوطنية أوالموت الأكيد
لعب جهاز الدرك الوطني بالتنسيق مع باقي أسلاك الأمن، بفضل خطة أمنية محكمة، خاصة بعد تزويده بوسائل متطورة كأجهزة الكشف على المتفجرات، دورا محوريا في تنقية المنطقة من الدمويين وعزلها في بؤرها• واستنادا إلى مصدر أمني بالمنطقة، فإن بقايا المسلحين لم يبق أمامها سوى خيار واحد، وهو الانضمام إلى نداء المجتمع والدخول في مسعى المصالحة الوطنية الذي مازال مفتوحا• وفي هذا الصدد هناك العديد من الاتصالات بالمنطقة ونداءات متكررة من قبل نشطاء سابقين بالمنطقة أوالنهاية المأساوية، بعد حرب تقترب من نهايتها بانتصار للدولة والشعب•
الشارع يعيش على شغف قدوم الرئيس بوتفليقة
غادرنا تيزي وزو، وأهلها كلها شغف بتجسيد وعد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في تأدية زيارة رسمية للمنطقة كما وعد به في حملته الانتخابية بالولاية، وهي المحطة الذي توصف بالتاريخية، شجعت القبائل الأحرار على المشاركة الشعبية ولأول مرة في الانتخابات الرئاسية بنسبة تجاوزت 82 بالمائة• وباتت هذه الزيارة أكيدة وقريبة حسب الأصداء المتناثرة هنا وهناك، خاصة بورشات المشاريع التي يجري إنجازها كالأشغال العمومية والسكة الحديدية وغيرها، التي من المزمع أن يعطي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إشارة انطلاقتها ويعلن عن مشاريع أخرى مدرجة في مخطط تنموي خاص بالولاية، أهمها الصحة وقطاعي التربية والتعليم•
مبعوث ''الفجر'' إلى تيزي وزو: رشيد حمادو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.