قال دياب في حديثه ل''الفجر''، إن زغلول سلك في أطروحته، طريق التهويل والتقليل من أهمية فكر فرانز فانون، مشيرا إلى أن زغلول لم يكن أمينا في تشريح فكر فانون، الذي يقول عنه الباحث المصري، إنه ''ورغم وفاته قبل 47 سنة، استطاع أن يقدم القاعدة الأساسية النضالية والفكرية لجزائر ما بعد الاستقلال، إلى درجة أنها في السنوات الأولى لما بعد الاستقلال، تزعمت الجزائر العالم الثالث، حيث كان كل مناضلي العالم الثالث يحجّون إلى الجزائر''•• ويواصل دياب انتقاده للباحث الجزائري، معتبرا أن ما جاء في أطروحته، ''لا يصدر إلا عن شخص يكره فانون ولا يؤمن بفكره التحرري''، مؤكدا في السياق ذاته أن الحكايات حول فرانز فانون، تضاربت وتباينت واختلفت الأحكام من حوله، ''فمنهم من أسماه ماركسيا ومنهم من يصنفه كعضو في نادي المنبوذين الماركسي، ومنهم من قال إنه جدليّ ورفضه، كمالك بن نبي الذي رأى أن أفكار الرجل لا تقاسم الشعب الجزائري مشاعره، مع أنه من الثابت أن بن نبي، أخذ فكرة القابلية للاستعمار عن فكرة التمثيل التابعة ليوحنا الفيلسوفة الألمانية، وبذلك ناقض بن نبي نفسه• ويضيف دياب، أن هناك من حاول تدجين فانون، بمعنى تأجيل فكر فانون لمقتضيات نظرية حداثية، إلى درجة أن كاتبا كبيرا مثل ''كيسون''، صاغ مفهوما بديعا حول المحاولات التي تغيرت وحرفت فكر فانون وسمّاها ''مضاجعة أو مراودة الفانونية''• في سياق متّصل، وصف دياب فكر فانون بالفكر الرافض للوعي الاستعماري الاندماجي والوعي السلفي الذي ظهر في ظروف عرفت فيها الجزائر تيارات فكرية كثيرة، مثل التيار التروتسكي والإسلاموي وكذلك الإندماجي، وهي تيارات، يضيف دياب، لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وكل يوم تكسب حيزا أكبر• ويؤكّد دياب أن فرانز فانون، استطاع أن يبتعد عن جذب التياّرات المختلفة، ''فهو لم يكن معاديا للإسلام، ولم يكن معاديا للماركسية، لكنه كان معاديا للسفالينية، أي ذلك النظام الذي فرضه ''يوسف كالين'' في أوروبا الشرقية بعد وفاة قديسين''. كما كان فانون، يضيف دياب، معاديا للعنصرية ومرافعا لأجل تحرير السود• في سياق آخر، يقول دياب ''أعجبني مؤخرا تحليل بعض علماء الاجتماع الذين قدموا لي فكرة مازالت تعشش في ذهني، وهي قضية الحجاب المناضل، ففانون لم يكن يهمه الحجاب كصيغة إسلامية تقليدية ردعية، بل ما كان يهمه في المرأة الجزائرية أثناء حرب التحرير كونها استطاعت أن تحافظ على الحجاب لمتطلبات التحرر، وهذا ما جعله يضع مصطلح ''الحجاب المناضل'' وخرج من هذا بتعميم مازلت أناقشه بيني وبين نفسي، وهو أن الثقافة الشعبية سواء على مستوى العادات أوالتقاليد أوالمعتقدات الدينية أوالآداب الشعبية أوالفنون، لا تثرى إلا في إطار تجربة تحررية إما أن نتحدث عن عالم المأثور والموروث دون تجميد هذا العالم بصباغه التحرري''• ويواصل الباحث المصري تشريحه لما أحاط من فكر فانون من ''لبس''، معيبا على بعض المهتمين بفكر فانون، توزيعه على حقول معرفية متعددة ''فهناك من يصنّفه في خانة التحليل النفسي، أوفي الإيديولوجيا السياسية وكذا في الفكر والأدب، لكنني أتصور أن نصّ فانون، هو نصّ واحد تتعاقد في داخله نصوص سيكولوجية أو إيديولوجية سياسية ثقافية أو غيرها''• وعن تلقّيه الشخصي لفكر فانون يقول الدكتور دياب ''تلقي فانون هو في ذاته إشكالية وهذا ما أردت توضيحه في تدخلي في الملتقى الدولي حول فرانز فانون حيث عنونت محاضرتي ب''فانون إشكالية التلقي''•• نحن نقترب من الذكرى ال50 لرحيله، ولا زال هناك تلقي خاطئ لفكره•• ببساطة أقول إنه يمكن تسمية فكر فانون ب''نحو فانون'' المكون من الفعل وهو الانجاز المقدم، ثم الفاعل وهو فانون، وأخيرا المفعول وهو التلقي'' للإشارة، فإن الباحث المصري محمد حافظ دياب، جاء قبل 35 سنة للتدريس في الجزائر، وبالتحديد في عنابة، وهو من المهتمين بفكر فرانز فانون ومن المتابعين للدراسات التي أحاطت به• ويذكر أن الباحث الجزائري عبد القادر زغلول، يشغل منصب مستشار في رئاسة الجمهوريّة•