ترى كيف ستتعامل وزارة الداخلية مع لحية أبي جرة سلطاني ومع خمار زوجته؟! وكيف ستتعامل وزارة الداخلية أيضا مع لحية بلخادم وخُمُر زوجته وبناته؟! هل سيغني موظفو الداخلية لبلخادم وسلطاني الأغنية التي غناها الشيوعيون الجزائريون في السبعينيات للمرحوم مساعدية "حفف بسفير إينوكس تتهنى..!"؟ أم سيقولون لهؤلاء: التنظيم العسكري لأحزابكم يفرض عليكم حلق اللحية والعناية بالشنبات بواسطة مقص خاص! في عهد نابليون كان الجندي الفرنسي إذا قام بإطلاق اللحية يحصل على منحة خاصة تسمى منحة العناية باللحية؟! وفي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي سنت فرنسا قانونا يفرض ضريبة على كل مواطن جزائري يبلغ سن البلوغ أسمتها "ضريبة اللحية"! وتدفع مرة في العام! وبدأت بسبع فرنكات ووصلت إلى سبعة آلاف فرنك عشية الاستقلال.. كان يدفعها المواطن الجزائري لمصلحة الضرائب تحت بند ضريبة اللحية..! وألغيت هذه الضريبة في الستينيات، ولا أذكر إن كان قد ألغاها الرئيس بومدين أم قام بإلغائها الرئيس بن بلة قبله..! قد تخرق وزارة الداخلية القانون وتستثني من عملية الحلق لحية بلخادم ولحية أبي جرة..! مقابل أن يوقع كل منهما على وثيقة يتعهد فيها بأن لحيته هي لحية شيغيفارة وكاسترو وليست لحية عباسي أو بن لادن..! القانون العسكري الجزائري يمنع منعا باتا على العسكري الجزائري أن يقوم بإطلاق لحيته! بل ويجبره حتى على الحلاقة كل يوم! فلماذا لا يعمم هذا القانون على الأحزاب وعلى مؤسسات الدولة الأخرى كالحكومة والبرلمان وقيادات الأحزاب وإطارات الدولة؟! جواز السفر وثيقة من وثائق الدولة السيادية.. وإذا كان إصدارها يتطلب نزع اللحية فمناصب الدولة الحساسة أيضا مناصب سيادية، فلماذا لا يشترط فيها نزع اللحية؟! وما أجمل هذا البيت الشعري الذي قاله الشاعر العربي الذي لا أذكر اسمه: إن تطل في ذقنك مخلاة فالمخال معروفة للحمير علق الله في رأسك مخلاة ولكنها بغير شعير