كان جحا يجلس عند باب دكانه بعد أن أعاد ترتيب البضاعة وزينها ونسقها.. وأثناء قيامه بتنظيف مدخل الدكان وطلائه.. فوجئ ببعض الأولاد يتجمعون حول مدخل الدكان وهم يتصايحون ويتقاذفون ما معهم من حلوى وكرات وحصى، فغضب منهم جحا وخشي أن يتسببوا في إفساد ما قام به في تجديد وتزيين الدكان، وأخذ يفكر كيف يحتال عليهم ليبتعدوا عن دكانه..فقال لهم: أيها الأطفال الأحباء لأ تعلمون أن في آخر القرية جاء اليوم (سيرك) جميل به من ألعاب وغرائب ما سوف يسلبكم عقولكم؟ فسأله أحد الأطفا ل: وهل يوجد به فيل ضخم؟ فقال له: نعم. وسأله آخر : وهل سنرى الأسد والنمر؟ فرد عليه: بالطبع. وقال له ثالث: وألعا ب الهواة ما أخبارها؟ - ما أروعها، إنهم يخرجون الأرانب من طواقيهم والعصافير من أفواههم، هذا فضلاً عن ألعاب القرود والدببة والمهرج والهدايا المجانية. فصاح الأطفال: هيا نذهب جميعاً قبل أن تنفد الهدايا المجانية، وانطلق الأطفال يتصا يحون.. فأغلق جحا الدكان وجرى في أثرهم فسأله صديق له: لماذا تسابق الأطفال يا جحا...فرد عليه: ربما كا ن هناك فعلاً (سيرك).. فهل تريد أن تفوتني مشاهدته والتمتع به وبهداياه المجانية؟! نسي جحا عمامته يوماً وخرج إلى السوق حاسر الرأس دون أن ينتبه لذلك.. ومن الصدف الغريبة أنه قابل صديقه مرزوقاَ وكان هوالآخر كاشف الرأس، فناداه جحا ساخراً: يا مرزوق كيف تسير هكذا يا رجل دون عمامة، ألا تخشى أن يصاب رأسك بزكام هاهاها.. أو ربما حط على رأسك أحد الطيور وصنع له عشاً من العشب والوراق لتفقس عليه بيضاته.. هاهاها واغتاظ مرزوق وأراد أن يسخر هو الآخر من جحا مادام هو الآخر حاسر الرأس، إلا أن جحا لم يمهله ليتحدث واستمر في سخريته منه قائلاً: ألا تعرف يا مرزوق أن العمامة تعبر عن قوة شخصية صاحبها وأن مقام العمامة من مقام صاحبها ها ها ها.. ألاتدري يا مرزوق أن من نسي عمامته كمن من فقد مروؤته...ها ها ها إنني أعتقد أنك نسيت عقلك أيضاً داخل عمامتك عندما خافتها بالمنزل.. وإلى هنا لم يتحمل مرزوق فصاح به: وأنت ياجحا ألا تدري أنك تسير بدون عمامة. فتحسس جحا رأسه وأصابه ذهول وحرج، ثم قال بخبث ودهاء لصديقه: يا عزيزي مرزوق، إنني لم أنس عمامتي مطلقا ًولكن الحقيقه هي التى نسيتني فتركتني أخرج من الدار دون أن تقفز إلى رأسي كالعادة. فضحك مرزوق وضحك جحا، وعاد كل منهما إلى داره يبحث عن عمامتة.