تراث المدية الذي زار ولاية وهران حمل معه عادات وتقاليد المنطقة وكل ما يميز المجال الثقافي للولاية، من شعر وتاريخ ومختلف الأنشطة التقليدية والفرق الفولكلورية، وغيرها من مميزات ثقافة التيطري. الأسبوع خصص، كما جاء على لسان حفيظة زواني، نائب رئيسة جمعية القلوب النشيطة، للإبحار عبر تاريخ الولاية بمشاركة الأستاذ سليماني، باحث في التاريخ، بهدف تعريف سكان وهران بجذور وتاريخ المدية والتقرب من مختلف الحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها، بالإضافة إلى الشعر من خلال مشاركة مبدعي المنطقة الذين قدموا إسهاماتهم الشعرية التي تباينت عناوينها. وتخلل الأسبوع عرض عدة أنشطة جمعت بين التقليد والحداثة على غرار صناعة ما يعرف ب “الرافية”، هي سلة تنسج بخيوط من الحلفاء التي تتفنن في إنجازها زهية بقاق، وتعد أشهر صانعة لها بالولاية. كما سجلت عديد الإبداعات الفنية حضورها بأسبوع المديةبوهران، كالخط العربي والنقش على الخشب وكذا الرسم على السيراميك.. هذا الأخير مثله الفنان ولد راوول كمال الذي عرض تشكيلة مختلفة جسدت ثقافة المنطقة ومواضيع أخرى جمعت بين القديم والجديد. ونشطت الأسبوع أيضا أهم الفرق الفولكلورية المشهورة بولاية المدية، منها فرقة التيطري في النوع الأندلسي، فرقة الدزيريات في الطابع التركي، وفرقة الناظور للغناء العاصمي، التي أطربت الحضور الوهراني بألحانها الشجية وجابت به عبر تراث الولاية. ولم يغفل العرض أيضا الألبسة التقليدية، مثل الكاراكو وصناعة البرنوس والجلابية التي تتفنن في نسجها أنامل كركوك خالد، من منطقة بوغزول، والذي ينسج أرقى الأنواع الوبرية بالولاية، بالإضافة إلى جبة المدية التي تشبه إلى حد ما الجبة النايلية، بالإضافة إلى الأكلات الشعبية، منها أكلة قطع وارمي وأكلة البلبول، أو كما يعرف في مناطق أخرى البركوكس، وغيرها من الأطباق المميزة لمختلف مناطق الولاية.