أجمع الخبراء والمختصون في مختلف مجالات الإعلام، أمس، بمقر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الجزائر تعيش عددية إعلامية وليست تعددية إعلامية، مضيفين أن وسائل الإعلام العربية، كانت ولاتزال امتدادا للسلطة وحجتهم في ذلك الإعلام التونسي، قبل وبعد نظام زين العابدين بن علي. شكل دور وسائل الإعلام العربية في الثورات العربية التي تشهدها بعض بلدان العربية، ندوة نقاش بمقر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان بعنوان “وسائل الإعلام والثورات العربية”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية. وأشار الأستاذ رضوان بوجمعة من معهد الإعلام والاتصال، إلى مفهوم الثورة، مشيرا إلى أن هذا المفهوم يعني “القطيعة داخل مجتمع ما” وهو الأمر الذي لا يتكرس حسبه مادام أن وسائل الإعلام العربية ضيعت التنسيق فيما بينها لخدمة الجمهور أو الرأي العام العربي. وأوضح نفس المتحدث، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال، فصل أزمة الإعلام عن الأزمات السياسية والاقتصادية، التي تعرفها البلدان العربية، مؤكدا أن المجتمعات الأقل حرية هي التي تعاني من نقص الإعلام، وقال بخصوص الخريطة الإعلامية في الجزائر أنها تعيش عددية إعلامية وليست تعددية إعلامية وحجته في ذلك غياب إعلام المواطنة بصفة عامة. من جهة أخرى، أكد الصحفي مصطفى هميسي في مداخلة له أن وسائل الإعلام في العالم العربي كانت دائما ولاتزال امتدادا للنظام الحاكم والدليل على ذلك ماحدث في الإعلام التونسي، في رحيل الرئيس بن علي وما يحدث اليوم، موضحا أن دورها لم يكن حاسما فيما يسمى بالثورات العربية وأعطى مثالا بقناة الجزيرة القطرية التي فقدت نوعا من موضوعيتها في هذه الأحداث، لاسيما ما تعلق بانتقاء المتدخلين. واعتبر هميسي أن الاحتكار الذي تمارسه الدولة على وسائل الإعلام ساهم في انتشار الشبكات الاجتماعية على شبكة الانترنت، مؤكدا أن الثورات العربية لم تكن من صنع هياكل الأنظمة السياسية أو الاجتماعية كالأحزاب السياسية أو منظمات المجتمع المدني.