عيون تحميمين والباردة بڤالمة.. رائحة الخضرة والشواء

تقصدها العائلات للاحتفال بالمناسبات الخاصة

تعرف محلات الشواء الكائنة بمنطقة عين تحميمين، المقفل شرقا والباردة شمال عاصمة الولاية قالمة، خلال السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف العائلات القالمية وكذا بعض العائلات القادمة من الولايات المجاورة على غرار عنابة، سكيكدة وسوق اهراس على تناول لحم الخروف المشوي بنكهة أزهار الغابات.
تفضل العديد من العائلات خلال فصل الصيف الخروج ليلا للعشاء خارج البيت، هروبا من ارتفاع درجات الحرارة أو لكسر الروتين مع دعوة الأحباب والأصدقاء على طبق شواء توفره عدة محلات بأطباق متنوعة، ناهيك عن الخدمات المتميزة وكذا النوعية الجيدة لأنواع اللحوم المعروضة، وهو ما استحسنه الزوار الذين ألفوا هذه المحلات ليصبحوا زبائن أوفياء لديها.
عين تحميمين والمقفل سحر الطبيعة والشواء اللذيذ
تقع منطقة عين تحميمين والمقفل على بعد 45 كلم شرق عاصمة الولاية قالمة، حيث يشد انتباه الزائر إلى هذه المناطق سحر الطبيعة الخلابة التي امتزجت بين الأصالة، العصرنة وبين الجبال والبساتين، كما تطل بها عين معدنية غازية تنبع من قمة الجبل تسمى عين سنور، وتشتهر المنطقة بتربية المواشي ومحلات الشواء المنتشرة تقريبا على طول الشارع الرئيسي للقرية، أين تستقبلك أعمدة الدخان المتصاعدة من المشويات المتناثرة هنا وهناك والممتزجة بعبق رائحة أزهار الغابات والجبال القريبة منها.
زيارتنا إلى محلات الشواء بقرية عين تحميمين والمقفل، جعلتنا نقف على درجة الاهتمام التي توليه العائلات القالمية لخرجاتها والتي أصبحت لها نكهتها الخاصة، فهناك من يفضل الاحتفال بمناسبة معينة خارج البيت، كعيد الميلاد أو حتى أفراح النجاح، وهناك بعض العائلات من اختارت أحد محلات الشواء للاحتفال بنجاح أبنائها في الدراسة، وفي هذا الإطار يقول رب عائلة قادم من ولاية الجزائر “إن اختيار هذا المكان كان من طرف الأطفال الذين حرصوا على الخروج من زحم المدينة وضجيجها والقدوم إلى هذه المناطق الساحرة التي تنعم بهواء نقي، مشيرا أنها فرصة للتقرب أكثر من أفراد العائلة”.
عين الباردة أقدم منطقة تختص في الشواء
تعتبر عين الباردة الكائنة على بعد 40 كلم شمال مدينة قالمة، من أقدم وأشهر المناطق المختصة في الشواء والتي ذاع صيتها ربوع الوطن، فبالرغم من أن هذه البلدية تابعة إقليميا لولاية عنابة، إلا أن ذلك لم يمنع العائلات أن تستمتع بما تقدمه هذه المحلات من خدمات ومأكولات لذيذة، وهو الأمر الذي أنعش نشاط العديد من الشباب الذين تحولت اهتماماتهم في الفترة الأخيرة نحو المأكولات التي تجلب الزبائن، بالإضافة إلى اقتراح المشويات على المترددين على المحلات التي أصبحت تخصص قاعات مكيفة للعائلات، والدليل على ذلك السيارات التي تصطف أمام المحلات على طول الشارع الرئيسي والتي تؤكد إقبال العائلات على تغيير نمط حياتها خلال فصل الصيف، حيث تفضل الأغلبية كسر روتين البيت والمطبخ لتناول وجبة العشاء خارج المنزل، ويتم اختيار المكان المناسب حسب الخدمات المقدمة وفطنة وذكاء عون الاستقبال، وهي المهنة الجديدة التي استحدثها أصحاب المحلات الذين يختارون شبابا للتقرب وكسب ثقة الزبون لحث الزوار على اختيار المحل، مع تخصيص مكان لركن السيارة.