كشف رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفي الجامعي لوهران، البروفسور زيان بن عتو، في حديث خص به “الفجر”، عن تسجيل 1600 إصابة بداء السل الرئوي السنة الفارطة بذات المركز. أوضح البروفيسور زيان أن الداء بات ينهش أجسام العديد من المرضى بالولاية، وذلك نتيجة تراكم أسباب عدّة، جعلت وهران تتبوأ المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية تندوف في عدد الإصابات، بعدما ثم إحصاء بها 3000 حالة. في الوقت الذي تم تسجيل فيه سنة 2011 نحو 1550 حالة، ليرتفع عددها الموسم الماضي ب 50 إصابة، الأمر الذي بات يستدعي دق ناقوس الخطر، وجعل الأطباء يحذرون من انتقال العدوى من شخص لآخر، خاصة بعدما تم استقبال في ذات المركز السنة الماضية 224 حالة مرضية مستعصية ومزمنة يئس الأطباء من علاجها نتيجة انتشار المرض في كامل الجسم وحدوث مضاعفات خطيرة صحية لدى المريض بعد انخفاض وزنه بشكل كبير، وما صحب ذلك من تدهور في صحة المرضى، حيث تم إخراجهم من المستشفى بعد فقدان الأمل في شفائهم. والأخطر من ذلك أنهم أصبحوا يشكلون خطرا على المحيط الذي يعيشون فيه، نظرا لانتقال العدوى، يضيف محدثنا. ويبقي مشكل تدني المستوى المعيشي لدى الكثير من العائلات الجزائرية، خاصة بالمناطق والبلديات النائية، ينعكس على صحتهم بعد ظهور العديد من الأمراض بينهم منها السل والإكزيما وفقر الدم وأمراض أخرى. فضلا عن انتقال العدوى في الأماكن العمومية والمقاهي الشعبية بعد شرب القهوة أو الشاي من كأس واحد دون غسله جيدا، ما يسهل انتقال العدوى. كما أن وسائل النقل الجماعي أصبحت بدورها فضاء سهلا لنقل المرض وانتشار العدوى. دعا البروفيسور زيان وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى ضرورة إعادة النظر في الخريطة الصحية وتنظيمها، مع إعداد برامج خاصة بمكافحة المرض الخطير، وأن تكون هناك مراقبة صارمة ومتابعة لها من أجل الوقوف عند مدى تطبيقها في الميدان دون حبسها في أدراج المديريات الولائية للصحة وإخراجها في المناسبات فقط. إلى جانب تنصيب لجنة ولائية للتكفل بالمرض وتوفير الأدوية، وكذا وحدات الكشف وتشخيص المرض بشكل واسع بعد الجمود الذي بات يخيم على اللجنة السابقة التي لم تنطلق منذ سنة في عملها ولم تشرف على أي اجتماع يذكر. فيما فند محدثنا تسجيل أي حالة وفاة داخل المركز، في الوقت الذي يغادر المرضى أسرة المستشفى بعد تدهور حالتهم لقضاء الساعات الأخيرة في أجواء عائلية، وهم بذلك يشكلون خطرا على ذويهم من نقل العدوى لهم، وذلك ما باتت تعكسه الأرقام التي تسجلها مصالح الكشف الصحي بقطاعات الصحة الجوارية، والتي تحول المرضي لطلب العلاج إلى مصلحة الأمراض الصدرية للمستشفي لمتابعة حالاتهم والتكفل بهم.