انطلقت بقاعة المحاضرات الكبرى بالمكتبة المركزية لجامعة جيجل، أول أمس، فعاليات الملتقى الدولي ”أبو العيد دودو الرجل - المسيرة والأعمال” بعد حلم تم انتظاره 10 سنوات بمسقط رأسه ولاية جيجل، ببلدية العنصر، وهذا بمشاركة حوالي 60 أستاذا من بينهم 40 أستاذا يمثلون جامعات الوطن، وبحضور بعض القامات الأدبية في الجزائر مثل عبد المجيد حنون الرشيد مريبعي، عبد العزيز بوباكير، عبد الحميد بورايو وعمر عيلان وغيرهم، إضافة إلى الحضور المميز لعائلة الفقيد التي تم تكريمها بالمناسبة من طرف السلطات المحلية ورئاسة الجامعة. وقد كانت المناسبة فرصة للحديث عن شخصية الراحل، حيث قدم المشاركون أبرزت الجوانب المجهولة من حياة أبي العيد دودو الإنسان والأستاذ، حيث أشار الدكتور شيد مريبعي إلى أنه تتلمذ على يد الفقيد في مرحلة الليسانس والدكتوراه، وأن الفقيد كان متواضعا جدا ويحب طلبته، وكان يفضل أن يقدم محاضراته ودروسه وهو واقف رغم المرض، مرتجلا كل الدروس، لا يحمل كراسا ولا ورقة، وهو مازاد من قيمته في نظر كل الطلبة، وكان يقدم دروسه بأسلوب مرح وسهل ممتنع. وكشف أيضا عن رفض أبي العيد دودو للعمل مع عدة مجلات أجنبية وبالعملة الصعب، لاسيما الفرنسية منها، لأنها كانت مناهضة لمبادئ الثورة الجزائرية، مشيرا إلى أن دودو كان دائما يعتز بوطنيته ويرفض النشر في هذه المجلات رغم حاجته الماسة للمال وشراء الأدوية، نظرا للفقر الذي كان يعانيه ككل المثقفين آنداك.. وهو أستاذ بالجامعة المركزية بالعاصمة. أما الدكتورة مليكة بن بوزة، من جامعة الجزائر، فقد أشارت في مداخلتها إلي أنها تتلمذت على يد الأديب، متحدثة عن خصاله وسلوكياته مع الطبلة، معرجة على جوانب خفية من حياته الشخصية وكيفية تعرفه على زوجته إيما بإحدى المقاهي بالنمسا خلال دراسته هناك. كما تطرقت إلى منهجيته في الترجمة، حيث يبدأ بانتقاء الكتاب بعد ترجمات كبيرة، وكان يبحث بماله الخاص عن الكتب المترجمة والمقارنة بينهما رغم كون راتبه لا يكفي للتكفل بحاجياته الاجتماعية. وكان يجيد الألمانية أكثر من الألمان أنفسهم. أما الدكتور بورايو عبد الحميد فقد أشار في مداخلته أنه كان طالبا عنذ دودو كذلك، موضحا أنه كان يعاني أزمة سكن كبيرة عندما كان أستاذا بجامعة الجزائر، رغم أنه كان محاطا بالعديد من وسطاء الدوائر السياسية في البلاد، وكان لدودو أيضا - يضيف بورايو - أسلوب مميز في الترجمة، حيث يحس القارئ بأنها مؤلفة وليست مترجمة، كما يرتاح القارئ عند قراءتها لجاذبيتها وأسلوبها المشوق. وأشار الدكتور فيصل لحمر، منسق اللجنة العلمية المنظمة للملتقى، إلى أن فعالياته ستدوم 03 أيام، حيث سيتم مناقشة عدة محاور في أعمال أبي العيد دودو، خاصة القصصية .. بحيرة الزيتون الطعام والعيون، الطريق الفضي، دار الثلاثة. والتأليف المسرحي لدى الكاتب ”البشير والتراب”، وخصوصيات نشاط الترجمة لحوالي 30 كتابا مترجما عن اللغة الألمانية، وكذا دور الوساطة الثقافية لأبي العيد دودو بين الثقافة الجزائرية والثقافات المتوسطية.