باشرت مصالح بلدية عنابة وسط عمليات تجديد لبعض الأرصفة، الواقعة بقلب المدينة ما سيمكن من إنهاء معاناة تنقل المواطنين رفقة السيارات على الطرقات، غير أن أزقة الأحياء السكنية القديمة تبقى على حالها، على الرغم من أنها تشكل المعبر الوحيد الموصل لأعالي المدينة. وعبر سكان حي البرتقال، لاكولون، لالي روز، برمة الغاز، عن استيائهم لتماطل الجماعات المحلية في وضع حد لتدهور وضعية الطرقات، عبر أزقة أحيائهم، التي ينعدم تواجد أرصفة بها، ما عرض، في العديد من المناسبات، حياة السكان لخطر الدهس من قبل السيارات والشاحنات، خصوصا في مكان تواجد المدارس التي تعج بالتلاميذ، الذين يسيرون جنبا إلى جنب السيارات أثناء التنقل. كما تسببت وضعية الطرقات السيئة في أزمة المرور الخانقة التي تعيشها المدينة يوميا، رغم توفر تمويلات هائلة، سخرتها الدولة لقطاع الطرقات بالولاية، أنفقت منها ملايير الدينارات، على أشغال تزفيت ترقيعية ليست في مستوى مقاومة الأمطار أو الثلوج التي تتساقط في فصل كل شتاء مخلفة وراءها مشهدا مؤسفا من الحفر والخنادق. غياب هيئة رقابية لنوعية أشغال العمومية جعل مبالغ مالية هامة تذهب في مهب الريح، مع بقاء الوضع على حاله منذ سنوا لت، هذا رغم الوعود المتكررة للقائمين على الشؤون البلدية والولائية، لإنهاء هذا الإشكال، الذي يعتبر السبب الرئيسي في التدهور البيئي والأزمة المرورية الخانقة والكثير من حوادثها المؤسفة. نفس الوضعية تعيشها أيضا الأحياء السكنية الجديدة، عبر أحياء الخامس من جويلية، وادي فرشة، الزعفرانية، فارماسكور وغيرها من الأحياء، التي لم يشهد غالبيتها أي تدخل يخص إعادة التهيئة منذ سنوات. وتجدر الإشارة، أن مدينة عنابة تبقى من أكثر المدن التي تفتقر للأرصفة وللطرقات العادية، حيث أنه وبحكم قدم عمرانها، الذي صمم أساسا لإيواء عدد معين من السكان خصص لهم صنف معين من المسالك والطرقات، لا يمكن بأي حال من الأحوال احتواء آلاف الأشخاص الذين يتدفقون يوميا عليها، ما يعني إعادة النظر جذريا في وضعية هذه الطرقات والأرصفة على السواء، لإنهاء مشاهد تنقل المواطنين عبر الطرقات الخاصة للمركبات وإنهاء إشكال الأزمات المرورية الخانقة التي أصبحت سمة بارزة في هذه المدينة العتيقة.