أضفى الاحتفال بعيد الأضحى المبارك جوا من الفرحة والبهجة في العديد من الأحياء والمناطق، حيث أقبلت العديد من العائلات على إحياء سنة نبينا إبراهيم الخليل عليه السلام، رغم ارتفاع أسعار الأضاحي الذي تجاوز سعرها 80ألف دينار، في الوقت الذي فضل فيه البعض أداء الواجب الديني دون الأخذ بعين الاعتبار قيمة وحجم الخروف. بالرغم من ارتفاع أسعار الأضاحي، إلا أن عيد الأضحى المبارك هاته السنة لم يفقد نكهته وطقوسه وعاداته التي لطالما ألفناها، حيث دأبت سائر العائلات على التحضير له مسبقا لاستقبال هذا اليوم الخاص والأضحية هي أهم ميزة في هذا العيد، في حين تقوم ربات البيوت بتنظيف المنازل وتحضير الأفرشة، ناهيك عن صنع الحلويات واقتناء ملابس جديدة للأطفال للتباهي بها، بالإضافة إلى وضع الحناء على جبين الأضحية في ليلة العيد. وتجلت مظاهر الفرحة في أجواء احتفالية تمثلت في توجه المصلين منذ الصباح الباكر إلى المساجد لأداء صلاة العيد والاستمتاع بخطبتها، وهي فرصة تطرق فيها الأئمة إلى فكرة ومغزى الاحتفال بهاته المناسبة المباركة واستخلاص العبر والمعاني السامية التي ينبغي استلهامها من إحياء هذه الشعيرة الدينية التي ترمز إلى التضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى، فضلا عن نحر الأضاحي اقتداء بسنة النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، ليتم بعدها تنظيف ”البوزلوف” المتمثل في الرأس والأرجل على النار والتي تعتبره جل ربات البيوت السمة الرئيسية العيد والتي لا يمكن الاستغناء عنها، ناهيك عن الدوارة أو البكبوكة كما يطلق عليها. وتواصلت مظاهر إحياء هذه المناسبة بزيارة بعض الأقارب والمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا للتخفيف من آلامهم والدعاء لهم بالصحة والشفاء، باعتبارها موعدا للترحم على الأقارب من الأموات والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالرحمة. فمنذ الصباح الباكر، كانت مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا على موعد مع منشطين و مهرجين قدموا العديد من العروض الفكاهية للأطفال أدخلت البهجة و الفرح في نفوسهم في هذا اليوم السعيد، فضلا عن بعض المتطوعين حاملين معهم بعض الهدايا واللعب للأطفال الذين حرموا من تمضية العيد في بيوتهم وخاصة الذين يقطنون خارج الولايات. نفس الأجواء شهدها الأطفال المرضى بالسرطان بمركز العلاج ”بيار ماري كوري” الذين فرحوا بإهدائهم بعض الهدايا الرمزية التي أدخلت البهجة في قلوبهم.