* تقسيم السودان نجاح للدبلوماسية الإسرائيلية تحدث مساء أول أمس، ميشال رامبو، الدبلوماسي السابق والكاتب المختص في القضايا السياسية، عن الأزمات التي يعيش عليها العالم، وأيضا عن أسباب نشوبها، وكذا كيفية توجه العالم نحو عالم متعدد الأقطاب يسير نحو إيجاد حلول للمشاكل التي يخلقها عالم القطب الواحد الذي نعيش فيه. وقدم ميشال رامبو، كتابه الجديد بعنوان ”نحو النظام العالمي الجديد”، والذي يتكلم فيه عن الأزمات السياسية العالمية وأيضا الحروب والانتفاضات الشعبية التي عاشها عالمنا العربي، وجاء هذا التقديم للمؤلف، خلال محاضرته بقاعة المحاضرات التابعة لمديرية قصر المعارض، والتي تدخل ضمن البرنامج الثقافي المقترح من طرف المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار. وحذر ميشال رامبو، من خلال تدخلاته من ”مشروع إسرائيلي أمريكي يهدف لزعزعة الجمهوريات التقدمية” في العالم الإسلامي، على غرار سوريا والعراق والسودان وبعض دول شمال إفريقيا، معتبرا أن الهدف من هذه الاستراتيجية ”الحد من أثر التهديدات الصينية والروسية” وأيضا ”القضاء على كل المزاعم التنموية للدول العربية المستهدفة”. وتطرق سفير فرنسا السابق بعديد من الدول، إلى التدخل العسكري الروسي بالأراضي السورية، بحيث كشف أن هذا التدخل المباشر سيعطي للازمة السورية وللنظام والجيش الوطني السوري، دعما وسندا للخروج من الفوضى، وأيضا القضاء على ما يسمى ب”داعش” والجهاديين المتطرفين الذين تدربوا على يد الأمريكان، كما أضاف ميشال رامبو أن الرأي العام العالمي يشاهد كيف قضت الضربات الروسية ضد الجهاديين على أشياء كثيرة تابعة لهؤلاء المتطرفين، وأكثر مما دمرته قوات التحالف الدولي. وتحدث ميشال رامبوا خلال المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المهتمين الجزائريين بما يجري في عالمنا، إلى النفاق الأمريكي كما سماه، وهذا بطرحه عديد التساؤلات عن السياسة الأمريكية، بحيث قال المتحدث أن أمريكا هي من خلقت وتدعم داعش والمتطرفين، وتدعي أنها تحاربهم وتحاول القضاء عليهم، ولكن في الحقيقة خسرت أمريكا ملايين الدولارات من أجلهم، فكيف لها أن تدمر التنظيم الذي خلقته؟ فهي في الحقيقة تحاول المحافظة عليه، وقال رامبو لا يمكن أن نكون أب تنظيم ومدمره في نفس الوقت. ومن بين أهم النقاط التي تحدث عنها ميشال رامبو في المحاضرة، نذكر نقطة التغييرات السياسية الحالية والسابقة في العالم، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وبروز المحافظون الجدد بأمريكا الذين يحطمون كل من يسير ضد سياساتهم، وأيضا عن هدفهم المتمثل في خلق فوضى بالعالم العربي، وضرب ميشال رامبو مثالا بتقسيم السودان الذي اعتبره نجاح للدبلوماسية الإسرائيلية. كما تكلم المحاضر الذي له مواقف ضد الربيع العربي، والذي يعتبره مؤامرة ضد العالم العربي والإسلامي للسيطرة عليه، عن تغير السياسة العالمية سنة 2011 بعد نشوب الفوضى بليبيا، وكذا بروز السياسة الصينية وعودة روسيا، بهدف تحطيم سياسة عالم القطب الواحد، والتوجه نحو عالم يسير على سياسة متعددة الأقطاب. ونشير أن ميشال رامبو يعد ديبلوماسيا فرنسيا سابقا، كان سفير لفرنسا لسنوات طويلة بعديد من دول العالم، على غرار موريتانيا والزيمبابوي والسودان، كما أنه يعد ديبلوماسيا سابقا في كل من السعودية والتشاد والبرازيل، ومنذ 2006 يشتغل بمركز البحوث الدبلوماسية والاستراتيجية، ومن بين مؤلفاته نذكر ”زوبعة على الشرق الأوسط الكبير” الصادر في 2015 وكتاب عن السودان صدر في 2012.