أجمعت دور النشر التي اقتربنا منها لرصد آرائها حول إقبال الجزائريين على الصالون الدولي للكتاب في طبعته العشرين، على أن الجزائري قارئ مثقف وفي شتى الميادين. البداية كانت من المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، حيث اعتبر المستشار الثقافي والإعلامي، توفيق ومان، بأن نسبة الإقبال على جناح المؤسسة كان كبيرا جدا، خصوصا أثناء عطلة الأسبوع، ومن مختلف الأعمار، مضيفا بأن المؤسسة في السابق كانت تستقطب شريحة معينة من القراء، ولكن هذا العام عرف الكتاب التاريخي إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح خصوصا وأن الجيل الحالي أصبح يقترب من الكتاب التاريخي.كشفت حياة بركان، مسؤولة الإعلام في جناح الشهاب، بأن الإقبال تركز على كتب التاريخ وتأتي الرواية في الصف الثاني والتي تملك هي الأخرى جمهورا كبيرا، ناهيك عن الكتاب شبه المدرسي، حيث تتوافد العائلات من أجل توسيع ثقافة أبنائها في مختلف مجالات الدراسة، إضافة إلى كتاب الطفل. دار القصبة هي الأخرى تبدي اهتماما كبيرا بالكتاب التاريخي، وهو ما أكدته ممثلة الدار، أنيسة مزيان، التي اعتبرت أن الإقبال على المعرض كبير هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، مضيفة بأن زوار جناح القصبة أقبلوا على كل التخصصات سواء في التاريخ، الكتب المدرسية، كتاب الشباب والطفل الذي نال حيزا كبيرا هو الآخر، بالإضافة إلى الرواية، حيث نشرت الدار لأسماء كبيرة مثل ياسمينة خضرا، أنور بن مالك وغيرهما. ممثلة دار الفارابي اللبنانية، نورة محمود، ذهبت في نفس الاتجاه بخصوص زيادة عدد الزوار، مؤكدة بأن حصة الأسد من المبيعات كانت في مجال الرواية، وتأتي بعدها الفلسفة والتاريخ، خصوصا أعمال ابن رشد، هيغل، الفارابي، سارتر وغيرهم. دار النهضة العربية من مصر وعلى لسان ممثلها عمر خليفة من أكبر دور النشر العربية المهتمة بالقانون، قال أن القارئ الجزائري يأتي إلى الدار تحديدا من أجل اقتناء كتب القانون في مختلف فروعه، ناهيك عن كتب جديدة مطلوبة في مجال السياسة. من جهتها، قالت آسيا موساي، ممثلة منشورات الاختلاف، بأن الإقبال كان أكثر من المتوقع، سواء من حيث الطلبة الباحثين أو القراء العاديين، مضيفة بأن قراءة الرواية تنتشر بصورة كبيرة في أوساط الجزائريين، خصوصا وأن الخمس روايات الجديدة التي أصدرتها الدار لقيت إقبالا كبيرا، وحسب موساي، فإن الفلسفة لقيت الاهتمام من طرف القراء، ناهيك عن الكتب الفكرية. وعرف ديوان المطبوعات الجامعية مثلما تحدث ممثلها علي بلقاسم، إقبالا هائلا من قبل الطلبة والأساتذة الجامعيين، نظرا لتوفر مختلف التخصصات، وبصورة خاصة العلوم الدقيقة مثل الفيزياء، الرياضيات، العلوم الطبية والصيدلانية، طب الأسنان، العلوم التكنولوجية، والهندسة المدنية، علاوة عن التاريخ، والعلوم الاقتصادية التي أخذت حيزا كبيرا من اهتمام المختصين والطلبة خاصة كتاب ”الاقتصاد الجزائري” الذي ألفه الوزير الأسبق عبد الحميد تمار.