شدد الأخصائيون على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية المتعلقة بمخاطر التبغ من قبل الجمعيات ووسائل الإعلام، هذا الأخير يعتبر سببا في الإصابة بسبعة عشر نوعا من السرطان، كما يقتل مدخنا من بين مدخنين اثنين. وحسب دراسات واحصائيات أجريت بالجزائر العاصمة فإن نسبة استهلاك التبغ ارتفعت وسط الأطفال خاصة بين 11 و14 عاما. ”لا تستهلك أبدا للمرة الأولى”.. هذا ما حرص على توضيحه البروفيسور نورالدين بنديب، طبيب مختص في طب الأشعة، رئيس المصلحة الاستشفائية المختصة بمستشفى بن عكنون ورئيس الجمعية الجزائرية للطب الإشعاعي والتصوير الطبي، وكذا البروفيسورة فريدة سكندر، طبيبة مختصة في أمراض الرئة والمسؤولة عن كشف الأمراض الناجمة عن التبغ بمستشفى بني مسوس، وذلك في إطار يوم صحي لمكافحة التبغ، خاصة الأنواع التي تعرض المدمن عليها للموت، علما أن اليوم التحسيسي احتضنته قاعة العرض بمقر مخابر ”ماڤ فارم” الرائدة في مجال طب الأعشاب. ورغم أن نسبة التدخين مرتفعة عند الذكور مقارنة بالإناث في مجتمعنا، إلا أن بعضا من المناطق عرفت ما يسمى ب”الشمّة” التي تستهلكها النساء كذلك منذ زمن معتبر، فهي ليست أقل خطرا من التدخين الذي يؤدي الإدمان إلى صعوبة الاقلاع عليهما. وقد أجري أول تحقيق حول التدخين بالجزائر العاصمة سنة 1985، والذي بين أن ثلاثة رجال من بين أربعة هم مدخنون. في حين أن نسبة النساء المدخنات في ذات السنة كانت تفوق العشر بالمائة، لتكون هذه النسبة مرتفعة بالنظر إلى طبيعة المجتمع الجزائري الذي كانت تبدو عليه ملامح التحفظ. يقتل التدخين مدخنا من بين مدخنين اثنين، حسب ما أكدته البروفيسورة سكندر، لتستنكر المختصة توفر بيع التبغ أكثر من المواد الغذائية الصحية، حيث أن الحصول عليه يتم بكل سهولة. لتؤكد دراسة أن نسبة التدخين انخفضت عند الكهول لكنها ارتفعت عند الشباب، أما الأطفال فإن واقع التدخين وسطهم ”مخيف” باعتبار أن من تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة يتزايد بينهم فعل التدخين. على هذا الأساس فإن التوعية في المدرسة أمر مهم للوقاية منه. ليشدد كل من الأخصائيين بنديب وسكندر على عدم التفكير في التبغ ولو كانت مجرد محاولة للمرة الأولى، لأن هذه الأخيرة تعني المرة الثانية ثم الثالثة، وهكذا يكون التعود ثم الإدمان. ونظرا لكون مخابر ”ماڤ فارم” تعمل باحترافية رفقة الأخصائيين الذين تعتمد عليهم في كل المواضيع الصحية التي تتطرق اليها، فإن حضور أشخاص يمثلون شهادات حية ضرورة لخلق تجاوب مباشر بين الأخصائيين والمجتمع المدني، فقد حضر اليوم الصحي التحسيسي حول خطورة التبغ ضيوف منهم مدخنون، مدخنون سابقون وضحايا التدخين السلبي الذين حرصوا على المشاركة بالتجارب الخاصة مع السيجارة. كما تم توزيع منتج ”في ستريس” للراغبين في التوقف عن التدخين لأنه يعمل بفعالية ضد الإرهاق، التهيج والتوتر الناجم عن نقص النيكوتين.