اختتمت سهرة يوم الجمعة، فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني أهليل، بالولاية المنتدبة تيميمون ”200 كلم شمال أدرار”، والذي نظم تحت شعار ”أهليل رسالة الأجداد للأحفاد” في أجواء تراثية بهيجة مليئة بالألوان. وعرفت سهرة الاختتام التي ميزها حضور جمهور غفير بمدرجات مسرح الهواء الطلق بالواحة الحمراء، تقديم وصلات تراثية لمختلف الفرق المشاركة التي أبدعت في تقديم روائع قصائد أهلليل، وقد لمعت في هذا المشهد المتنوع لفرق أهليل من فئة الأشبال من الإناث اللواتي تألقن بكل اقتدار في تقديم قصائد من هذا التراث اللامادي الخاص بهذه المنطقة في أحسن أداء، وهو ما انعكس صداه من خلال تجاوب الجمهور مع أدائهن بكل عفوية وحماسة. وتعاقبت الفرق المشاركة على ركح المسرح في مشهد ثقافي متنوع تواصل حتى ساعة متأخرة من الليل، والذي تابع الجمهور جميع فقراته رغم برودة الطقس. وجرى في ختام المهرجان الذي أهديت هذه الطبعة العاشرة منه لشيخ أهليل في طبع ”تقرابت”، الراحل الدا مهمي أعمر محمد بن إبراهيم (1918 - 1977) تكريم شرفي لعائلته، نظير الجهود التي بذلها طيلة حياته في أداء قصائد إيزلوان (أهليل) في مختلف المناسبات التي شهدها إقليم ڤورارة. وتم بنفس المناسبة تكريم المشاركين والمساهمين بشهادات شرفية عرفانا لدورهم في إنجاح هذه التظاهرة التراثية. وعاشت منطقة ڤورارة على مدى ثلاثة أيام أجواء ممتعة صنعتها فعاليات المهرجان الثقافي الوطني أهليل في طبعته العاشرة، والتي عرفت مشاركة أكثر من ثلاثين فرقة وجمعية مهتمة بتراث أهليل، بحيث قدمت خلالها عروضا تراثية شيقة، استمتع بها الجمهور من سكان وضيوف إقليم ڤورارة الذين لم يفوتوا ليالي هذا الحدث الثقافي. وكان قد أجمع مشاركون في ندوة فكرية، نظمت يوم الجمعة بتيميمون، على أن تراث أهليل شكل ضمانة حقيقية لتراث أهليل بمنطقة ڤورارة عبر العصور الغابرة. وفي هذا الجانب، أشار الدكتور بن خالد عبد الكريم من جامعة أدرار، في مداخلة حول الرمزية السوسيو-ثقافية لأهليل، إلى أن هذا التراث اللامادي ”أصبح من احد الطقوس الصوفية التي ميزت علاقة الإنسان القوراري وارتباطه في وجوده بهويته المقاومة لمختلف التغيرات، ما جعله جزءا حاضرا في مختلف مراحل حياة المجتمع إذ لا يمكن الحديث عن قورارة دون ذكر أهليل”. وأضاف المتحدث خلال هذا اللقاء الذي نظم بالمكتبة العمومية للمطالعة بتيميمون، أن هذا التراث ”كان مصدرا فعالا في تكريس الرقابة الثقافية والاجتماعية على الأفراد، من خلال الأعراس والمناسبات التي تحضر فيها معاني الرغبة في التلاحم ورص الصف وعدم التشتت التي تبرز في قصائد أهليل التي تؤدى في هذه المواعيد”.