تتواصل بقسنطينة عمليات الترحيل التي تكاد لا تستثني أي شهر من شهور السنة، حيث من المنتظر ترحيل 500 عائلة خلال شهري فيفري ومارس المقبلين، وهو ما يؤكد أن عاصمة الشرق في طريق مفتوح للقضاء على السكن الفوضوي والهش. انطلقت، أول أمس، عملية ترحيل 300 عائلة من مختلف أحياء المدينة القديمة بقسنطينة، إلى سكنات اجتماعية جديدة بالمدينة الجديدة علي منجلي يوم أمس، حيث مست كمرحلة أولى 75 مستفيدا من قاطني القصبة ورحبة الصوف وحيي ملياني والسويقة. وأفاد رئيس دائرة قسنطينة أن 75 عائلة تسلمت مفاتيح شققها بالوحدة الجوارية 18 والوحدة الجوارية 1 يوم أول أمس، من بينهم 40 عائلة من القصبة و12 من رحبة الصوف و5 من حي ملياني و8 عائلات من السويقة. وأشار المسؤول المباشر عن عمليات الترحيل بمدينة قسنطينة إلى أن العملية ستتواصل لتشمل الحائزين على قرارات الاستفادة، الذين قاموا بدفع المستحقات الخاصة بهم. كما ستتواصل طيلة الأيام القادمة لتمس 300 عائلة، منها المستفيدون الذين رحلوا مع عائلاتهم في عمليات سابقة وينتظرون الحصول على شققهم. ولم يخف ذات المسؤول أن ما يقارب 90 بالمئة من المعنيين قاموا بالإمضاء على الالتزامات بعدم استغلال السكن مرة أخرى. ومعلوم أن والي الولاية كمال عباس قد أكد مع بداية الأسبوع الجاري، عبر أمواج إذاعة سيرتا المحلية، أن عمليات الترحيل ستتواصل طيلة أشهر السنة المتبقية بغرض القضاء على السكن الفوضوي والهش بصفة خاصة، إلى جانب إعطاء دع أكثر للسكن التساهمي وسكنات عدل، مشددا أن مصالحه ستواصل بشكل أوسع هدم كل السكنات التي شيدت بطريقة فوضوية وخارج القانون وأنه لن يتسامح في هذا الخصوص، خاصة مع تنامي الظاهرة وتسجيل بنايات فوضوية حتى بمداخل مدينة قسنطينة من مختلف الجهات على غرار ما سجل بمنطقة المالح بمنحدر المنية بالقرب من منطقة زواغي بطريق المطار . جدير بالذكر أن ولاية قسنطينة خطت منذ أزيد من عشريتين خطوات كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة للقضاء على السكنات الفوضوية والأحياء القصديرية، بما فيها الكبيرة على غرار ”نيويورك” و”البوليڤون” و”فج الريح” و”طنوجي” و”رومانيا”، وهي الأحياء التي كان القضاء عليها وتنحيتها من الخريطة العمرانية بمثابة المستحيل بالنظر لنسيجها وكذا لكثافة سكانها. إعادة إسكان 150 عائلة اليوم بابن زياد وفي سياق عمليات الترحيل، من المنتظر أن يشرف صباح اليوم الخميس والي قسنطينة على ترحيل 150 عائلة إلى سكنات جديدة ببلدية ابن زياد الواقعة على الطريق الوطني الرابط بين ولايتي قسنطينة وميلة، وهي العملية التي تأتي أيضا في سياق محاربة السكنات الهشة ودفع عملية السكن الاجتماعي بهذه البلدية، حيث أن 50 وحدة منها خاصة بسكان حي خلفاوي حسناوي القصديري لتخليص المعنيين من معاناة الإقامة في بناءات قديمة من جهة، وإخلاء المنطقة من السكان، كونها أصبحت معرضة للفيضانات بعد إنجاز مجمع مائي ضخم بالقرب من منازلهم. وأضاف المسؤول أنه سيتم موازاة مع هذه العملية، تسليم مفاتيح 100 عائلة أخرى من سكان البلدية المستفيدين من سكنات اجتماعية، والتي بإمكانها الإقامة فيها ابتداء من يوم غد، علما أن موقع الترحيل سيكون بحي ”النصر” بالنسبة لكامل الحصة المقدر ب150 استفادة، على حد قوله.