أصدرت، أمس، محكمة الجنايات فرع الأحداث بعبان رمضان بالجزائر العاصمة، أحكامها في ملف مقتل التلميذ رشيد العيفة الذي لقي حتفه بتاريخ 30 نوفمبر الفارط، أمام مقر ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم بالدار البيضاء التي يدرس بها، أين تعرض للضرب المبرح والاعتداء من طرف ثلاثة شبان قصر. ونطقت المحكمة بعد المداولات عن جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، في حق ثلاثة تلاميذ قصر من نفس الثانوية التي كان يدرس بها التلميذ الضحية ثانوية قاسم نايت بلقاسم بالدار البيضاء، بثلاث سنوات سجن نافذ بجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد احداثها، مع الزامهم بدفع 150 مليون سنتيم تعويض للطرف المدني ممثلا في عائلة التلميذ المقضي علية مع العلم أن النائب العام التمس ضدهم منذ أسبوع 10 سنوات حبسا نافذا. وعرفت جلسة محاكمة التلاميذ الثلاثة المتابعين في الملف اعترافهم بالشجار الذي نشب بينهم و بين الضحية يوم الواقعة على خلفية نظراته الاستفزازية، فيما أبدوا تمسكهم بإنكارهم التورط في حادثة قتله، أمام اعتراف أحدهم أثناء التحقيق أنه يوم الوقائع كان مع شابين آخرين أمام ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم لمعاكسة التلميذات لدى خروجهن منها، مشيرا أنه شاهد التلميذ رشيد العيفة وهو يرمقه بنظرات مستفزة عن بعد، وفي محاولة منه التقرب لطلب استفسارات منه دخلا في مناوشات كلامية بينهما، لتتطور الأمور بعدها إلى حدوث شجار بالأيدي فسقط الضحية على الأرض، ما جعل الحضور يتدخلون لوقف الشجار، وفي محاولة منه التحرك من مكانه بضع خطوات وصعوده إلى الرصيف سقط الضحية وأغمي عليه. غير أن باقي أصدقاء نفس المتهم، كما أضاف استغلوا الفرصة وقاموا بركل التلميذ رشيد العيفة ولقي حتفه في مستوصف بالدار البيضاء. وفي السياق، أفاد الشهود الذين حضروا الجلسة أن الضحية تعرض للضرب من طرف المتهمين الثلاثة في قضية الحال، أين شدّد والداه على أن ابنهم قد تعرض للتهديد ليلة الوقائع، عبر حسابه الشخصي على فايسبوك من طرف التلاميذ القصر محل متابعة في الملف، ليتمسك الدفاع بضرورة حضور كل الشهود الذين كانوا متواجدين أثناء الوقائع، علما أنه حضر جلسة المحاكمة اثنان وتغيب أربعة آخرون. ولقي بمستوصف بالدار البيضاء التلميذ رشيد العيفة حتفه وهو يبلغ من العمر 16 سنة. وتوصلت التحريات الميدانية لفرقة الشرطة القضائية لأمن دائرة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة إلى النتائج الحقيقية المؤدية لوفاة التلميذ رشيد العيفة وورود التحاليل المخبرية، التي وجهت أصابع الاتهام إلى الشبّان الثلاثة في قضية الحال وأصبحوا محل متابعة قضائية بالأفعال السالفة الذكر، في وقت أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش في ندوة صحفية أجراها أن وفاة التلميذ رشيد العيفة كانت نتيجة لتعرضه لأزمة قلبية وليس بسبب الضرب الذي تلقاه من طرف القصر الثلاثة المتابعين في الملف، أين شدد وكيل الجمهورية على أن تقرير الطب الشرعي بيّن أن الضحية تعرض لسكتة قلبية لا علاقة لها بآثار الاعتداء التي وجدت على جسده، مضيفا في السياق ذاته أن الفقيد كان يعاني من مرض القلب، مستدلا في طرحه هذا بالتقرير الصادر عن مصلحة الطب الشرعي لمستشفى سليم زميرلي، والذي بيّن أن آثار العنف الموجودة على رأس وظهر والأعضاء العلوية للضحية ليس لها علاقة مباشرة بالوفاة.