المدينة الرومانية بتيبازة على وقع الموسيقى الكلاسيكية والأندلسية

من أجل تفتح أوسع على الموسيقى العالمية

ارتسمت على المدينة الرومانية بتيبازة، نهاية الأسبوع الفارط، لوحة فنية رائعة صنعتها إيحاءات الموسيقى الكلاسيكية العالمية وموشحات الأندلسي الأصيل التي نشطها الجوق النمساوي للموسيقى الكلاسيكية، كضيف شرف للمبادرة التي تنظم للمرة الثانية علي التوالي.
وتداول على ركح المعبد القديم للمدينة الرومانية لدى افتتاح الأمسية التي نظمتها ولاية تيبازة بالتنسيق مع سفارة دولة النمسا الجوق النمساوي للموسيقى السنفونية وجوق ولاية تيبازة، وكذا جوق معهد الموسيقى الكلاسيكية وفرقة الزرنة لمدينة شرشال.
وفي مستهل الحفل أمتعت فرقة الزرنة لمدينة شرشال بقيادة بلقاسم بوتفة الجمهور الحاضر بقوة، ميزها الحضور النوعي للمولعين بالموسيقى الكلاسيكية العالمية والفن الأندلسي الراقي، من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر في أجواء عائلية وحميمية.
وتواصلت الأمسية التي ألهمت قائد الجوق النمساوي سوبرانو إسقاري فراح يطلق العنان لموهبته فصنع وصلات من أرقى مقاطع الموسيقى الكلاسيكية العالمية. وبدت المدينة الرومانية بآثارها الضاربة في عمق التاريخ منسجمة ومتناغمة مع الأجواء.. تحاكي وتتفاعل مع أوتار العازفين لمقاطع بتهوفن وموزار.. مقاطع تجاوب معها الجمهور بحرارة.
وفسح المجال بعدها لعشاق الطرب والفن الأصيل.. المولعين بالموسيقى الأندلسية.. متعة وإبداع صنعهما شبان جوق ولاية تيبازة في أول تجربة له بعد تشكيل جوق مشترك يتكون من فرق ثماني جمعيات.. الراشدية والغرناطية والفن الأصيل ودار النسيم والقيصرية والسليمانية والمنارة والباشطرزية.
وصلات وموشحات جوق ولاية تيبازة بقيادة وليد الطويل، من نوبة وتوشية وإنصرافات وانشراحات صفق لها الجمهور مطولا، استهلت برائعة ”شمس العشية” و”لعيون السود” قبل المرور إلى ”حرمت نعاسي يا ميرة الملاح”، ثم إسدال الستار علي هذه الطبعة الثانية من المبادرة ب”سلي همومك في ذي العشية”.
ومن شأن هذه مبادرات المندرجة في إطار اتفاقيات التعاون الثقافي بين البلدين حيث يتواجد الجوق النمساوي للموسيقي السنفونية للمشاركة في فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى الكلاسيكية، ”تعزيز العلاقات القوية بين البلدين” على اعتبار أن الموسيقي لغة عالمية، كما وصفتها سفيرة النمسا بالجزائر فرامزيسكا هونسويتش.
كما تعد هذه المناسبة التي تستقطب ثلة من سفراء الدول المعتمدة بالجزائر، فرصة ”لتثمين الموروث المادي واللامادي لولاية تيبازة” التي تزخر بمعالم تاريخية وأثرية وسياحية ذات قيمة عالمية وإبراز الطاقات السياحية للمنطقة، مثلما قال والي تيبازة موسى غلاي لدى افتتاح الحفل.