اجتمع مثقفون وكتاب وفنانون وإعلاميون سوريون قصد المشاركة في التفكير لاتخاذ القرار فيما يخص القناة الجديدة المزمع إطلاقها والتي ستكون قناة مخصصة للدراما. وقد عرض هؤلاء ما لديهم من رؤى وتصورات وأفكار ولكنهم خرجوا دون أن يحسموا أمرهم ولم يصلوا إلى تصور نهائي للقناة. ويبدو أن وزارة الإعلام أرادت من هذا الاجتماع وضع المثقفين السوريين أمام مسؤولياتهم لأول مرة، حيث طالب الكاتب حسن يوسف أن تكون القناة معبرة عن الثقافة السورية وهو الجانب الذي يجد صعوبة في التسويق في المحطات العربية، أما الفنان سلوم حداد فيريدها محطة بعيدة عن الإشراف الحكومي المباشر، فيما يريد الكاتب خيري الذهبي محطة تستطيع استعادة تراث الدراما السورية في الستينيات والسبعينيات، وهو تراث شديد الأهمية لأنه كان يحمل رسالة ثقافية وليس رسالة إيديولوجية، لأن الفنانين كانوا يشتغلون كهواة. والفنانة أمل عرفة تريد محطة " تعرض وتنتج...". وتساءل المخرج هيثم حقي هل تستطيع هذه المحطة أن تدفع للمنتجين كما تدفع المحطات العربية للحصول على العرض الحصري الذي سيصل في السنوات القادمة إلى 60 ألف دولار للحلقة الواحدة، وتساءل أيضاً عما يمكن عرضه على المحطة وكيف تعرض الأعمال السورية المعبرة عن الوجه الآخر لسوريا.. ورقابة التلفزيون أسوأ من الرقابة الخارجية. وطالب باسم ياخور الاستفادة من خبرات المحطات العربية وتقديم برامج تحقق شرط الجماهيرية للحصول على إعلانات تساعد المحطة. ورأى أحمد معلا أن أمام المحطة " تحديات هائلة" لابد أن تستجيب لضرورات إبداعية وأن تنقل على الهواء ما يجري في الساحة الدرامية السورية أولاً بأول. وطالب نبيل صالح بإشراك القطاع الخاص في المشروع واستطلاع رأي الجمهور وقاطعه الدكتور أحمد برقاوي بالقول: الجمهور في وضع سيء ولا يُستفتى. وكان رأي الأديب وليد أخلاصي متناغماً مع رأي الدكتور برقاوي فهو يرى أن "مشاهدة مسلسل تركي أهم عند العرب من استعادة القدس"، وطالب أن تكون المحطة حالة جديدة لا مثيل لها وإلا علينا أن نتوقف، ورأى المخرج علاء الدين كوكش أن المحطة قد تكون فرصة للدراميين السوريين للخروج مما سماه كارثة رمضان، حيث لا توجد محطة أو شركة عربية تقبل أن يكون المسلسل أقل من ثلاثين حلقة. ورحب الفنان دريد لحام بالفكرة وقال: "الدراما السورية لديها مخزون ومستقبل"، ولفت لحام إلى ضرورة تشكيل لجان أعضاؤها مخلصون وشاركه الدكتور وليد مشوّح الرأي.. فهو يرى أن تشكيل لجان استشارية لوضع خطة عمل للمحطة ضروري جداً. اجتمع المثقفون للمشاركة في اسم القناة وهديتها وقدموا أفكاراً مهمة وجديرة بالتوقف عندها، خاصة أن المتحدثين هم رواد وأعمدة الثقافة والدراما السورية ولكن جولة واحدة لا تكفي، فإنشاء محطة للدراما السورية أمر يجب ألا يترك لمزاج أحد، خاصة أن الدراما هي الوجه الحضاري لسوريا والواجهة المضيئة.. وإذا استطعنا التعامل معها ومعرفة قيمتها الحقيقية فقد تتحول إلى حائط نسند إليه ظهرنا.