مع إعادة فتح الشواطئ، قرر الكثيرون استثمار ما تبقى من العطلة الصفية، فانطلقت رحلة البحث عن مساكن أو شقق للكراء بالمدن الساحلية، مقابل إنزال عروض متنوعة عبر كامل الساحل الجزائري، لسماسرة أثلج صدورهم قرار إنقاذ الموسم، فيما أفرغت أسر مساكنها و عرضتها للكراء بنظام الليلة الواحدة، لفائدة الأسر القادمة من باقي مناطق الوطن. و يسجل سوق كراء المساكن لموسم الاصطياف حركية كبيرة، تعكسها الأعداد الهائلة للعروض التي جرى تنزيلها عبر الإنترنت، و كذا الإعلانات التي يتم تعليقها في الشوارع و الأحياء و التي عادت للظهور مجددا، مع تسجيل إقبال مكثف، تعكسه الاستفسارات و الحجوزات التي يسجلها أصحاب هذه المساكن بشكل يومي، حسبما أكده لنا بعض الذين اتصلنا بهم، مشيرين إلى أن الحجوزات تمت بشكل سريع، لفائدة الكثير من الأسر التي تناوبت على ذلك، إلى غاية نهاية شهر سبتمبر ، حسب صاحب أحد المساكن بمنطقة الصابليي بقلب مدينة بومرداس. وأكدت بعض الأسر التي قامت بحجز مساكن على مستوى بعض المدن الساحلية، خاصة بمنطقة الوسط الجزائري، أنه و بعد الانخفاض الكبير في أسعار استئجار المساكن خلال فترة الحجر الصحي التي استغلها البعض، اصطدموا بارتفاع الأسعار فور الإعلان عن الافتتاح التدريجي للشواطئ، حيث أوضح طارق أنه استأجر منزلا بشرشال مقابل مبلغ 8000 دينار لليلة الواحدة، بعد أن كان سعر كرائه قبل نحو شهر 5000 دينار فقط. في المقابل تسجل الشقق و البيوت المخصصة للعرسان أعلى أسعار الإيجار بعد أن أصبحت تنافس أفخم الفنادق، إذ بلغ سعر كراء بعضها 13000 دينار لليلة الواحدة، و على الرغم من توفرها على مستلزمات الراحة من أجهزة كهرومنزلية و مسبح، إلا أنها شكلت صدمة لمن يفكرون في التوجه للمساكن المفروشة، هروبا من ارتفاع الأسعار بالفنادق، حسب بعض العرسان الجدد. و على الرغم من ارتفاع التكاليف، إلا أن الكثيرين قرروا المغامرة، على أمل إنقاذ عطلة على مشارف النهاية، يأملون في الاستمتاع بها و لو لفترة قصيرة، بعد تقليص مدة الكراء من 15 يوما إلى أسبوع فقط من أجل التخفيف من الضغوطات الناجمة عن فترة الحجر المنزلي .