البطاقة الفنية: المعلومات الشخصية: الاسم الكامل: فريدريك كارلتون لويس الجنسية: أمريكية تاريخ الميلاد: 01 جويلية 1961 المكان: برمنغهام بولاية ألاباما، الولاياتالمتحدةالأمريكية الإقامة: ميدفورد، نيو جيرسي الطول: 1.91 متر الوزن: 81 كلغ يلقب ب: الملك، ابن الريح، عدّاء القرن الإنجازات: 10 ميداليات أولمبية، 9 منها ذهبية، أربعة منها في دورة واحدة. ألقاب بطولات عالمية منها 8 ذهبية. لم يكن اختيار العدّاء الأمريكي كارل لويس أفضل عدّاء في القرن في رياضة أم الألعاب عبثا، بل عن جدارة واستحقاق، لأنه وفي مسيرته الحافلة التي امتدت ل17 عاما، حفر خلالها اسمه بأحرف من المعدن النفيس على صفحات تاريخ أم الألعاب. ورث حب ألعاب القوى عن والديه الرياضيين فريديك كارلتون لويس رأى النور في الأول من شهر جويلية لعام 1961 في مدينة برمنغهام بولاية ألاباما الأمريكية، والتي عاش فيها فترة من الزمن مع والديه بسبب ارتباطهما بالعمل في تلك المنطقة، هو الثالث بين خمسة إخوة، أمضى طفولته في ويلنغبورد رفقة أخته الصغرى كارول ووالده بيل وأمه إيفلين، ورث حب ألعاب القوى عن والديه حيث كان والده مدربا في الجامعة بينما شاركت والدته في بطولة "ألبان أمريكان" وبالتحديد في سباق 80 متر حواجز، أحرزت فيه المركز السادس، وكان ذلك عام 1951 أي 10 سنوات قبل ميلاد كارل. جيسي أوينز.. ملهمه الأول ومثله الأعلى عندما بلغ كارل سن ال12 قدّمه والده إلى العدّاء الظاهرة جيسي أوينز، هذا الأخير كانت قفزته في مسابقة الوثب الطويل عام 1936في برلين والتي بلغت آنذاك 8,60 أمتار محفورة في ذهن كارل، وهي الذكرى التي كان يحتفظ بها عن أوينز والتي تعتبر خارقة للعادة بالنسبة لكارل، يذكر أن جيسي أوينز هو أيضا من أبناء ولاية ألاباما ويشترك مع لويس أيضا في كونهما حقّقا 4 ميداليات ذهبية في دورة واحدة، الأول في برلين عام 1936 والثاني في لوس أنجلس عام 1984، وقد أرجع لويس الفضل فيما وصل إليه إلى مواطنه جيسي أوينز حيث يقول: "ربما كان أوينز هو القوة وراء ما أؤمن به سواء كرياضي أو كشخص". إصابة في بداية المشوار كادت تقضي على الأحلام عندما كان في الثانية عشرة من عمره، خرج ليلعب مع أصدقائه ومن سوء حظه أنه تعرض لإصابة بالغة في ركبته اليمنى كادت تنهي مشواره في بدايته، لكنه وبعد علاج طويل ومكثّف عاد وهو في سن ال13، ليقفز من جديد، وقفز لمسافة 5,51، وهو ما أثار الشكوك حول قدرته على العودة إلى مستواه المعهود لكنه وبفضل الإصرار والتأهيل الجيّد، تمكّن من تحسين رقمه بتحقيق 6,07، 6,93، 7,27 إلى أن وصل إلى 7.85 أمتار وهو ما جعل المدربين يتنبؤون له بأن يكون ذا شأن عظيم في مجال ألعاب القوى. بداية حكاية المجد بتتويجه بطلا لمنطقته لم تكن بدايات كارل لويس في الوثب الطويل تنبئ بأن هذا الولد الأسود سيصبح ذا شأن في المستقبل، بحيث كانت عادية جدا، لكن عند بلوغه 16 وبالذات عام 1978 تغير كل شيء في حياة كارل حيث بزغ نجمه من خلال تتويجه بطلا لمنطقته بقفزة بلغت 7.76 مترا، صدى هذه القفزة بلغ مجموعة الجامعات، من خلال انتشار خبره على الجرائد، فراحت تبدي اهتمامها به وتقدم له العروض المغرية، لكن وبنصيحة من والديه رفضها وفضل الانضمام إلى جامعة "هيوستن" بتيكساس وأشرف على تدريبه هناك توم تيليز. يحسن الإختيار ويخطو أولى خطوات النجاح كان اختياره لجامعة "هيوستن" صائبا إلى حد بعيد، حيث، وبفضل مدربه تيليز والذي كثّف من تمريناته وبالخصوص الجانب البدني، تحسنت بنيته، وقد كان مدربه يرى ضرورة امتلاكه لسرعة هائلة من أجل تجاوز حاجز الثماني أمتار والذي نجح فيه لاحقا، وكانت المفاجأة في إحدى الحصص التدريبية عندما تفوق على مواطنه ستيف ويليامس في سباق المئة متر ما جعل مدربه يتكهن له بأن يكون أحد أكبر العدّائين في سباقات السرعة، رغم تفضيل كارل لمسابقات الوثب الطويل والتي توج فيها بطلا للولايات المتحدةالأمريكية بقفزة بلغت 8.25 أمتار. أبواب النجومية تفتح في سن الثانية والعشرين كان العام 1983 مفتاح النجومية للأسطورة كارل لويس، حيث حقّق في 19 جوان رقما جيّدا في سباق ال100 متر خلال بطولة الولاياتالمتحدةالأمريكية قاطعا المسافة في 9,97 ثوان، كما سجل 8,79 أمتار في مسابقة الوثب الطويل ثم خاض السباق نصف النهائي في سباق ال200 متر قطع مسافته في توقيت قدره 20,15، ما أهله للنهائي الذي خاضه بعد ساعتين محرزا فيه 19,75 علما بأنه تراخى في الأمتار الأخيرة للسباق حيث رفع يديه ملوحا بالنصر ما حرمه من تحطيم الرقم القياسي العالمي والذي كان بحوزة بيرو مينيا الإيطالي، وقد سأله أحد الصحفيين قائلا: "لماذا لم تحاول كسر الرقم العالمي والذي هو 19,72؟"، فأجابه: "لقد كنت أسابق الحاضرين وليس الغائبين"، وأحرز أيضا لقب سباق 100 متر ومسابقة الوثب الطويل وسباق التتابع أربع مرات في بطولة العالم الأولى في هلنسكي. رفع التحدي لتحطيم رقم مواطنه جيسي أوينز دخل كارل لويس أولمبياد لوس أنجلس عام 1984، بعدما اجتاز التصفيات التأهيلية وضمن المشاركة في سباقات ال100 و200 متر و4 في 100 متر تتابع ومسابقة الوثب الطويل رافعا شعار التحدي لمعادلة إنجاز مواطنه جيسي أوينز عام 1936 في برلين عندما أحرز هذا الأخير أربع ميداليات ذهبية أولمبية وقد وعد بتحقيق ذلك، وأبدى كارل تفاؤلا كبيرا قبل بدء المسابقات وكان مدركا تمام الإدراك أن لا شيء مستحيل إذا ما آمن بقدراته ووثق بنفسه. نجح في التحدي ووفى بالوعد وبالفعل، كان لويس عند وعده وأحرز لقب ال100 متر مسجلا 9,99 ثانية بعدما تقدم على سام غرادي كما فاز بسباق ال200 متر محقّقا زمنا قدره 19,80 ثانية متقدما على كيرك بابتيست، وحلّ أولا في مسابقة الوثب الطويل مسجلا قفزة بلغت 8,54 أمتار أمام غاري هوني قبل أن يحطم إلى جانب مواطنيه غرادي، رون براون وكافين رقم القياسي العالمي لسباق التتابع أربع مرات 100 متر في توقيت قدره 37,83 ثانية، وهنا يكون قد نجح في التحدي الذي رفعه بتحقيقه أربع ميداليات في بطولة أولمبية واحدة، وكان هذا السيل من الميداليات الذهبية سببا في دخول كارل لويس تاريخ ألعاب القوى من أوسع الأبواب حيث أصبح كارل المصنف الأول عالميا لسباقات 100 و200 متر والوثب الطويل، وبعد هذه البطولة صار يلقب ب"الملك كارل" و"ابن الريح".
مواجهته مع الكندي بين جونسون جاءت بطعم خاص اكتست مواجهة كارل لويس مع العدّاء الكندي بين جونسون في أولمبياد سيول أهمية كبيرة بالنسبة إلى لويس الذي اعتبرها فرصة لتأكيد هيمنته على أسرع سباق في العالم أو الخسارة وترك المجال لظهور نجم جديد، وحل كارل في هذا السباق ثانيا بزمن قدر ب9,92 بعد بين جونسون الذي لم يكتف بتحقيق المركز الأول بل تعداه إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر بتحقيقه زمنا قدره 9.79، هذا الرقم قال عنه بين جونسون أنه سيصمد أمدا طويلا. العدالة الإلهية أنصفته ومنحته لقبا يستحقه أبت العدالة الإلهية إلا أن تنصف كارل لويس، حيث لم يصمد هذا الرقم الذي حقّقه بين جونسون إلا ساعات قليلة وذلك جراء انفجار أكبر فضيحة في تاريخ ألعاب القوى عندما تم تجريد بين جونسون من لقبه ورقمه العالمي، إثر ثبوت تناوله للمنشطات، ومنح اللقب لكارل لويس والذي اعتبر "الرجل النظيف" لسباقات السرعة العالمية، تجدر الإشارة إلى أن كارل لويس صرح بأن هذا اللقب هو الأغلى في تاريخ مسيرته الحافلة بالألقاب. يهدي ميدالية لوالده المتوفى خلال البطولة جاءت بطولة العالم في روما عام 1987 وكان كارل لويس قد شارك فيها وتوج خلالها بثلاث ذهبيات في سباقي ال100 و 4 في100 متر تتابع بينما كانت الثالثة في مسابقة الوثب الطويل، وخلال تلك الأيام ألمت فاجعة بكارل حيث فقد والده الذي كان يعاني مع مرض السرطان، عافانا الله وإياكم، وفي تأبينية والده قام كارل بتصرف غريب حين وضع الميدالية الذهبية التي فاز بها في سباق ال100 متر بين يدي والده وقال له: "أريدك أن تأخذها لأنها كانت أفضل مسابقة لديك"، هذا التصرف أثار دهشة والدته، لكنه طمأنها بقوله: "لا تخافي سأفوز بغيرها"، وهو ما قام بتحقيقه فعلا بعد ذلك.