أبرزت تصريحات رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي عن فحوى لقائه مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قوة الموقف الثابت للدبلوماسية الجزائرية حول الأزمات التي تعرفها المنطقة، حيث تداولت وسائل إعلام عربية ودولية مدى تمسك الجزائر برفض التدخل الأجنبي في دول الجوار، وكذا رفضها لقصف سوريا، بإظهارها أن عدم تراجع الجزائر عن الحلول السياسية والجلوس على طاولة الحوار كأولوية يمنحها تميزا دبلوماسيا لا يمكنها الحياد عنها مهما كان. وصرح رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أنه تطرق مع الرئيس بوتفليقة مطولا إلى عديد المسائل الدولية سجل خلالها أن التحاليل مستمرة وعميقة سيما مع رسائل حول ماليوسوريا، وأشار إلى أن رئيس الدولة شدد على أهمية التطرق إلى بعض المسائل بحكمة، معتبرا أن الحل لا يكمن في القصف، وترفض الجزائر الحياد عن مواقفها الدبلوماسية مهما حاولت قوى دولية دفعها لتغييرها، حيث أشار لارشي إلى أن المسؤولين الجزائريين يرون أنه لا حل آخر في ليبيا سوى تشكيل حكومة انتقالية ووحدة وطنية تسمح بإعادة بناء معالم الدولة. أما فيما يخص الوضع في سوريا، فأوضح أن المسؤولين الجزائريين الذين تحادث معهم ذكروا له أنه ينبغي إدراك أن هناك فقط تهديد واحد وهو ما يسمى ب -تنظيم داعش- وأولوية واحدة -القضاء عليه- اقتراح -كما قال- تتقاسمه فرنسا . والجدير بالذكر أن الدبلوماسية الجزائرية لطالما صنعت تميزها من خلال تمسكها بمبادئ ثابتة لا يمكن المفاصلة فيها، على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ووقوفها الدائم مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومرافعتها من أجل القضايا العادلة في العالم، دون التخلي عن لعب دور فاعل في الأزمات الدولية خاصة الإقليمية والعربية منها، وهو ما منحها نجاحا حتى قبل الاستقلال. وتحظى الدبلوماسية الجزائرية بإشادات المجتمع الدولي بالمواقف الثابتة التي تحكم خط ومسار السياسة الخارجية الجزائرية القائمة أساسا على احترام سيادة الدول ورفض التدخل في الشؤون الداخلية والجنوح للحلول السلمية بدلا من الحلول العسكرية. كما رافعت لصالح قارة إفريقية قوية تحل مشاكلها بنفسها وتسعى لافتكاك عضوية بمجلس الأمن.