عيساني فريد..

مختص في أمراض القلب في حوار ل السياسي :

هذه هي أسباب ارتفاع نسبة الوفيات بأمراض القلب
هذا هو الفرق بين الجلطة والسكتة القلبية
لا دواء يعوّض دواء سانتروم في الجزائر
أكد عيساني فريد مختص في أمراض القلب في حوار ل السياسي أن أمراض القلب تعتبر من بين أهم الأمراض المزمنة المنتشرة والتي تحصد سنويا عددا معتبرا من الأفراد وهم في تزايد مستمر ونسبي، وذلك مع تقدم الإنسان في العمر وانتشار بعض الأنماط الغذائية التي ساهمت بدورها في تفشي المرض الذي قد يكون المصاب في حدّ ذاته هو سبب تأزم وضعيته الصحية.
- تعدّ أمراض القلب والشرايين المتسبب الأول في الوفيات بالجزائر، حسب رأيكم ما هي أسباب ذلك؟
+ هذا المرض يعدّ من أول أسباب الوفيات بالجزائر، ويرجع ذلك لعدة أسباب والتي نذكر منها سوء العادات الغذائية أي غياب نظام غذائي متوازن، وهو ما قد يتسبب في ارتفاع نسبة الكولسترول والسكري والتي هي من أهم الأسباب التي ينتج عنها، إضافة إلى القلق والتوتر الذي يعيشه الجزائري يوميا.
- وهل من أعراض تكشف عن الإصابة بمرض القلب؟
+ للمصابين بمرض القلب أعراض عديدة نذكر منها التعب دون جهد وهو ما ينتج عنه النبض الخباط ، الصداع، ضعف البصر وكذا ارتفاع الضغط الدموي، هذه الأعراض تعدّ من أهم المؤشرات التي تنبّئ بالإصابة بمرض القلب
- ذكرتم سابقا الكولسترول، ما علاقة هذا الأخير بمرض القلب؟
+ من أهم العوامل المتسببة في إصابة الفرد بأمراض القلب -كما سبق وأن ذكرنا- هي ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون في الدم بنسبة عالية، الأمر الذي يتسبب فيه السمنة المفرطة، ما يجعل تلك الدهون تترسب في الشرايين التي تعد الموصل الرئيسي للدم بالأنسجة، وعليه تتحول تلك الدهون إلى عائق أمام تدفق الدم، ما يؤدي في النهاية إلى انسداد الشريان وحدوث جلطة. ومن جهة أخرى، فإن ارتفاع ضغط الدم أعلى من المعدلات الطبيعية ينجم عنه تلف الغشاء الداخلي للشريان ما يؤدي إلى انقباضه وتضيقه وبالتالي مرضه وانسداده. ومن العوامل الأخرى الهامة التي التي تتسبب في أمراض القلب، التدخين كونه يحوي العديد من المواد الضارة التي تؤدي إلى تلف الشرايين بشكل عام وجدار الشرايين بشكل خاص، ما يترتب عنه قصور في الدورة الدموية التي تغذي القلب، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بجلطة في القلب. وكل هذه العوامل تعد من أسباب ارتفاع الوفياة بامراض القلب في الجزائر، لأن النظام الغذائي وغيرها من العوامل الأخرى تلعب دورا مهما في حياة الإنسان.
- الكثير من المواطنين يستهينون بأهمية الكشف المبكر لتفادي أخطار المرض، إلى ما يرجع ذلك حسبكم؟
+ الاستهانة بالكشف المبكر لتفادي أخطار وتداعيات أي مرض يرجع إلى غياب الثقافة الصحية في مجتمعنا، إضافة إلى غياب حملات تحسيسية مكثفة وهو ما يؤكد أنه لا يمكن وضع استراتيجية علاجية دون استراتيجية وقائية.
- نسمع كثيرا عن ما يسمى الخباط ، فهل هذا يعدّ من بين أعراض الإصابة بالقلب؟ وإلى ما يرجع هذا النبض؟
+ النبض أو كما يسمى عند الناس عامة الخباط لا يعد بالضرورة من أعراض الإصابة بالقلب، فكل من أمراض المعدة والأنيميا والغدة الدرقية قد تتسبب فيما يسمى ب الخباط ، لذا هنا يتوجب على المريض التوجه لطبيب عام لتوجيهه بطريقة مهنية إلى طبيب مختص.
- هل هناك إسعافات أولية لا بدّ من التدريب عليها؟
+ تدريب الفرد على الإسعافات الأولية ضرورية لمرضى القلب مثل الإنعاش القلبي في انتظار وصول الإسعاف، فعند حدوث الأزمة القلبية فالنصيحة توجّه للمحيطين به، فعندما يلاحظون استمرار الأزمة القلبية لبضعة دقائق لا يجب الانتظار كثيرا ولا نقلل من شأن هذه الأعراض ونقول أنها بسيطة وستزول، لذا لا بدّ من أن نهدئ المريض ونطلب منه الجلوس والاسترخاء وعدم الحركة مع تركه يأخذ الوضع الذي يجد نفسه مرتاحا فيه، كما يجب أن نحثه على التنفس بطريقة هادئة وبسيطة مع عدم إعطائه أي شيء يأكله وإبعاد الناس عنه.على مرضى القلب تجنب أي نوع من الجهد خصوصا في حال حدوث الذبحة الصدرية ليبقى الدواء الذي يجب أن يظل في صحبة المريض هو الحل الذي يجعله يسترجع نشاطه، كما عليه الأخذ بالاحتياطات اللازمة التي حددها الطبيب حتى يتفادى الأخطار والمضاعفات التي يزداد احتمال وقوعها كلما تكررت نوبات الذبحة الصدرية ومنه السكتة القلبية التي تسبب الموت.
- يشتكي العديد من الأفراد من بعض الأعراض التي تعد مؤشرا عن بعض أمراض القلب وتجدهم يخلطون بين السكتة القلبية أو الجلطة وبين ما يعرف بالذبحة الصدرية، فما الفرق بينهما؟
+ العديد من الأفراد يخلطون بين السكتة القلبية والجلطة وبين ما يعرف بالذبحة الصدرية، فهنا يجب التوضيح لقرائنا الكرام بين هذه المصطلحات وقبل ذلك يجب التوضيح أن هذه الأخيرة سببها انسداد الشرايين أي عدم توازن الأوكسجين في عضلة القلب، فعندما يكون هناك نقص في توزيع الدم في عضلة القلب أي يكون هناك خلل بين العرض والطلب فينتج عنه بما يسمى الذبحة الصدرية ولو هذا الانسداد يزيد تقع ما يسمى ب الجلطة وهو ما قد يؤدي إلى موت جزئي لعضلة القلب، وقد يضعف القلب ويتسبب في سكتة قلبية أي الموت فلا يوجد أحد محمي من السكتة القلبية، لذا لا بدّ على الجميع أن يدركوا العوامل سابقة الذكر التي من شأنها أن تكون سببا في حدوث أمراض القلب، علاوة على ذلك قلة النشاط والتوتر الكبير الذي يتميّز به الكثير من الناس. ومما يجب إدراكه أن الفرد كلما تقدم في السن زادت احتمالية إصابته بأمراض القلب، كما أن مرض القلب قد يكون وراثيا.
- للجلطة القلبية علامات تنذر بها، فما هي؟
+ قبل حدوث الجلطة القلبية ينذر القلب عن طريق بعض الأعراض التي تكون عبارة عن آلام حادة، إذ يشعر المريض بعدم الراحة نتيجة تلك الآلام التي تكون عادة في الصدر، أين يشعر بالضغط الكبير وكأن شيئا ثقيلا جاثما فوقه وتدوم هذه الذبحة الصدرية إلى عشر دقائق وأحيانا أكثر من ذلك وتمتد هذه الآلام عادة إلى الرقبة وعلى طول الذراع الأيسر وأحيانا تنتقل إلى الظهر. ومن العلامات أيضا عن حدوث هذه الذبحة، هو وجود صعوبة كبيرة في التنفس والشعور بالفشل الجسدي وحتى التعرق الشديد.
- البعض من المرضى يشتكون من غياب التأمين وهو ما يجعل مهمة اقتناء الأدوية والخضوع للتحاليل والكشوفات صعبة، فما يمكن قوله في هذا الصدد؟
+ إن للتأمين دور مهم في هذا الإطار خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة على غرار مرضى القلب فبطاقة الشفاء سهلت الكثير على هؤلاء المرضى، وهو ما يثبت الخطوة الإيجابية لها خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأدوية الخاصة بهؤلاء المرضى.
- في الفترة الأخيرة لاحظنا وجود نقص دواء في سانتروم ، حسبكم ما هي أسباب نقص الدواء؟ وهل هناك دواء آخر يعوض هذا الأخير؟
+ في الحقيقة عاش مرضى القلب خلال هذه الفترة الاخيرة التي شهدت فيها نقص دواء سانتروم الخاص بتختر الدم معاناة كبيرة، وهو ما زاد من حدّة توترهم وحتى مرضهم، وأنا كطبيب مختص أتأسف كثيرا لهذا الوضع الذي دفع بأغلب المرضى شراء هذا الأخير في السوق السوداء وبأثمان مضاعفة لأن هذا الدواء ضروري وقد ينجر عنه عدة وفياة لأنه الدواء الوحيد الخاص بتختر الدم في الجزائر وهو أمر مستغرب، وهذا الخلل تتحمل وزارة الصحة لأنه من الغريب وجود الدواء في الصيدليات وعدم صرفه للمرضى.
- هل ترون أن مرض القلب يحتل المرتبة الأولى وطنيا في عدد الوفيات مقارنة بمرضى السرطان؟
+ الأكيد أن الوفيات بمرض القلب تحتل المراتب الثلاث الأولى خاصة في ظل نقص مصالح متخصصة في أمراض القلب والتي تحصي الجزائر العاصمة 4 فقط وهو ضئيل جدا مقارنة بعدد المصابين بهذا المرض.
- في الأخير، بما يمكن أن تنصح المواطنين لتفادي الإصابة بمرض القلب؟
+ كمختص أنصح المواطنين النظام الغذائي المتوازن والتقليل من السكريات والملح لأن هذه الأخيرة تزيد من نسبة الإصابة بمرض القلب وممارسة الرياضة وتجنب الأكلات السريعة الغنية بالدهون، وهو ما يزيد من نسبة البدانة لدى مختلف الشلرائح في المجتمع خاصة لدى فئة الاطفال وهو ما يعرضهم للإصابة بمرض القلب في سن مبكرة وهو ما نلاحظه وللأسف في مجتمعنا، ويجب على الشباب أيضا تفادي التدخين لأنه من بين العوامل المسببة للإصابة بأمراض القلب، وهو ما يترجمه تعرّض شباب في مقتبل العمر دون 35 سنة لسكتة قلبية.