سكن: تحضيرات عدل 3 جد متقدمة وبرنامج جديد للسكن الترقوي العمومي    "معركة الجزائر" تشحذ همم الطلبة الأمريكيين للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: ميدالية برونزية للمصارعة الجزائرية أمينة بلقاضي    القمة ال15 لمنظمة التعاون الاسلامي ببانجول : الوزير الأول يلتقي برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي    العدوان الصهيوني على غزة: حماس حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى    توقيع 7 مذكرات تفاهم بين متعاملين اقتصاديين جزائريين وموريتانيين في نواكشوط    بعد إعلان إصابتها بالسرطان: رئيس الجمهورية يعلن تكفل الدولة بعلاج الفنانة بهية راشدي في الخارج    بلمهدي يشرف على يوم تكويني لفائدة المرشدين الدينيين المعنيين ببعثة حج 2024    المرافقة النفسية لعدم العودة إلى الإجرام    المتحف الوطني للمجاهد: ندوة تاريخية إحياء لرموز الكفاح الوطني ضد الاستعمار الغاشم    التوعية بمخاطر الأنترنت تتطلب إدراك أبعادها    السيد بلمهدي يشرف على يوم تكويني لفائدة المرشدين الدينيين المعنيين ببعثة حج 2024    صدور مرسوم تنفيذي يتضمن إنشاء القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لمازونة بولاية غليزان وتعيين حدوده    يوم برلماني غدا الاثنين حول "واقع سياسة التشغيل في الجزائر"    النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية خلال أشغال القمة الإسلامية (15) لمنظمة التعاون الإسلامي    مظاهرات حاشدة في عواصم عالمية تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة    الأيام السينمائية الدولية بسطيف : تقديم العرض الشرفي للفيلم الثوري "الطيارة الصفراء"    اليوم العالمي لحرية الصحافة: عميد جامع الجزائر يدعو للتصدي للتضليل الإعلامي الغربي    الصحة العالمية: هجوم الكيان الصهيوني على رفح قد يؤدي إلى "حمام دم"    حماية الطفولة: السيدة مريم شرفي تستقبل من قبل وزير المصالح الاجتماعية بكيبك    مركز عربي إفريقي يُكرّم تبّون    مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري ينوه بنتائج الإصلاحات الاقتصادية التي تمت مباشرتها    الجزائر تستنفر العالم حول المقابر الجماعية بغزّة    البكالوريا.. العدّ التنازلي    بلمهدي: توفير قرابة 2000 سكن وظيفي للائمة قريبا    بطولة إفريقيا للسباحة المفتوحة أنغولا-2024: الجزائر تحصد 6 ميداليات من بينها 3 ذهبيات    هذه توجيهات وزير المالية للبنوك..    ميلة: قافلة طبية لعلاج المرضى بسيدي مروان    إعادة فتح جسر كيسير أمام حركة المرور    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    البطولة الإفريقية للسباحة: 3 ذهبيات وبرونزية حصاد الجزائر في اليوم الرابع من المنافسات    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    الجزائر في طريق تحقيق التكامل الإفريقي    رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن    حقيقةX دقيقة: بعد سنوات الظل..    الإعلام والمساجد لمواجهة خطر الوسائط الاجتماعية    التذاكر بأسعار تنافسية للمغتربين التزاما بتعليمات رئيس الجمهورية    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    دعوة إلى توحيد الجهود لحماية الحقوق الأساسية    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    قلعة لإعداد الرجال وبناء الوطن    4 شعب تتصدر النشاط وهذه هي "وصفة" تطوير الإنتاج    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسيّ والإرشاد المهني    حجز سيارات، مهلوسات ومحركات مستعملة    توقيف 15 شخصا أضرموا حريقا عمدا بحي رأس العين    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات في الذكرى ال61 لاستشهاده
نشر في النصر يوم 02 - 03 - 2018

بن مهيدي كان سياسيا متفتّحا و وشاية كانت سببا في القبض عليه
ما يزال الشهيد محمد العربي بن مهيدي يصنع الحدث حتى بعد مرور 61 سنة على استشهاده، حيث تبقى بعض مراحل حياته ومسيرته البطولية في سبيل تحقيق استقلال الجزائر، تحتفظ بأسرارها، خاصة ما تعلق بكيفية القبض عليه ومن كان السبب في ذلك، وهو الذي أرهق جلاديه وقال فيه الجنرال بيجار لو أن لي ثلة منه لفتحت العالم، كما أن وفاة البطل تبقى لغزا بعد أن روّج المستعمر الفرنسي لخبر انتحاره، وتأكيد العدو نفسه فيما بعد بأن الشهيد توفي تحت تأثير التعذيب.
النصر تعود في هذا العدد لجوانب من مسيرة الشهيد البطل و تزور مسقط رأسه بدوار الكواهي أين لا يزال بيت العائلة شاهدا على نشأة رمز من رموز الصمود، كما اقتربنا من ابن عمه المجاهد عفيف الدين صاحب الذاكرة القوية الذي روى لنا فصولا من حياة بن مهيدي، إضافة إلى الحديث لشقيقته ظريفة التي تؤكد بأن خبر انتحار الشهيد بات من الماضي باعتراف جلاديه.
ملف من إعداد: أحمد ذيب
ابن عمّ الشهيد المجاهد عفيف الدين المدعو حمودي يكشف
مارس كرة القدم وكان ضحية فيلا قادة الثورة
يخرج ابن عم الشهيد محمد العربي بن مهيدي المجاهد عفيف الدين بن مهيدي، عن صمته بعد 61 سنة من استشهاد ابن عمه البطل محمد العربي، ويكشف بأن ابن عمه الرياضي اللاعب في فريق مدينة بسكرة، تم القبض عليه بوشاية ، لم يكن هو المقصود بها بل المجاهد يوسف بن خدة للكشف عن تواجده داخل السكن الذي اشتراه قادة الثورة للمجاهدين بالجزائر العاصمة، ويروي المجاهد جوانب عن مسيرته مع الكفاح المسلح.
بداية تحيي مدينة عين مليلة هذه الأيام ذكرى استشهاد ابن عمك محمد العربي، فما قولك؟
الشهيد محمد العربي بن مهيدي ابن الجميع، والكل يفتخر به، والاحتفال بذكراه شرف كبير للعائلة ، غير أن دوار الكواهي الذي نشأ به لم يمسه أي تغيير ويعاني الإهمال، فلا ماء ولا إنارة ولا طرقات ويقصده الجميع كل 3 مارس دون تجديد أو تغيير، والقاصدون للمنزل لا يجدون سوى الأتربة وشجرة، والوضع يبقى على حاله في كل مرة، بالرغم من أن العشرات من خارج الولاية وكذا تلاميذ المدارس يقصدونه لزيارة المنزل ولا يجدوا داخله أي شيء، فحتى الصور التي تروي مسيرة الشهيد غير موجودة، وأطلب من السلطات المحلية والولائية تحويل السكن لمتحف حقيقي، لإقناع التلاميذ ببطولات القائد من خلال نقل الصور، والعائلة تطالب كذلك بإقامة تمثال كلي للبطل الرمز وليس على جزء منه فقط، على غرار مجسم الشهيد مصطفى
بن بولعيد، وبوالصوف عبد الحفيظ.
هل لك أن تضعنا في جوانب حياتية لعائلة الشهيد؟
أسرة الشهيد استقرت بدوار الكواهي سنة 1868 بعين مليلة، فالجد الأكبر محمد وهو الذي أنجب المداني ثم المسعود الذي تزوج سيدتين لينجب من السيدة الأولى عيسى، ثم الحاج ثم محمد ومجيد وعلاوة وأنجب من السيدة الثانية محمد صغير ومهيدي وعبد النور وعبد الرحمان، هذا الأخير رزق وبكل من محمد العربي ومحمد السعيد وعبد العزيز وعبد الحق واللذين استشهدا إلى جانب شقيقة أخرى استشهدت بميلة.
العائلة كلها مثقفة عم محمد العربي قاضي و ابناء عمه ضباط سامون، وإطارات، ووالد الشهيد متدين ومتواضع وميسور الحال، وعندما قرر التوجه لبسكرة استفسر منه والده عن سبب ذهابه وتركه الأرض وممتلكات العائلة، فكان رد والد الشهيد بأن رأس المال هو في أبنائه، أما أم الشهيد فهي عائشة قاضي، ابنة حمو المنحدرة من منطقة رأس الماء، وهي من عائلة معروفة كذلك فشقيقها كان نائبا بالبرلمان الفرنسي إلى جانب شقيقيها القاضيين، وعائلتنا ارتبطت بعائلة والدة محمد العربي بن مهيدي من خلال الزواج بأربع فتيات، أما عائلة الشهيد فتتكون من 3 فتيات وهن حليمة ووناسة التي توفيت خلال الأربعة أشهر الماضية وظريفة وشقيقين شهيدين محمد الطاهر الضابط في جيش التحرير الوطني ومحمد العربي.
وماذا عن مسيرة البطل محمد العربي بن مهيدي؟
محمد العربي في فترة العطلة كان يأتي لمدينة الخروب، أين كان والدي ووالده شريكين في شركة لإنتاج التبغ، ليدرس هناك في المدرسة القرآنية، ثم انتقل بعدها رفقة عائلته لولاية بسكرة، وقد كان رياضيا ويلعب ضمن فريق مدينة بسكرة وتوقف عن اللعب بعد أن أصيب في إحدى المقابلات بمدينة عين مليلة، وهناك فرق بين محمد العربي وشقيقه محمد الطاهر، فالعربي سياسي ومتفتح ولا يقلق في نقاشاته، أما محمد الطاهر فسخّر وقته للدراسة وبعد أن نال البكالوريا انتقل للدراسة حتى في تونس، ومن الجزائر العاصمة حول للنشاط العسكري في الولاية الثانية بمنطقة الشمال القسنطيني، ليستشهد في السنة نفسها التي استشهد فيها محمد العربي سنة 1957 في معركة البركة،
ماذا عن انخراطك أنت في النشاط السياسي؟
محمد العربي كان في الحركة السياسية، وبين جوان و جويلية من سنة 1954 وقع انشقاق في الحزب، ليرسل من كانوا في الكفاح المسلح و التابعون للمنظمة الخاصة ، على غرار رابح بيطاط ومصطفى بن بولعيد، ليطلبوا من الذين يريدون الثورة البقاء على الحياد، وبعدها أنشئوا اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وكان يشرف عليها بعين مليلة المجاهد الحاج موسى طورش، الذي انطلق في تشكيل الأفواج في كل من أولاد بلعقل وأولاد قاسم وأولاد حملة، وكان حركات علاوة ومحمد غزلان من عين كرشة و خليفي التهامي في مساعدته.
الفوج الذي كنت منضما إليه يحتوي على 6 أفراد، خمسة منهم يحملون لقب بن مهيدي وسادسهم خليفي، إضافة إلى عديد المجاهدين الملتحقين ببقية الأفواج، وكان على كل واحد منا أن يدفع أموالا مقابل تلقي السلاح ، واضطر بعضنا لرهن أرضه ليقتني سلاحا على غرار الحاج موسى طورش، الذي رهن أرضه وسلم المبلغ المالي للشهيد مصطفى بن بولعيد، والسلاح كان في البداية قديما.
حيث أن عمليات اقتنائه وجمعه انطلقت سنة 1945، فالسلاح الذي دعمت به الثورة اشتراه قادة الثورة من المواطنين، وأغلبه أمريكي الصنع وآخر يرجع للحرب العالمية الثانية، والقطع التي انطلقت بها الثورة كانت قديمة ومعطلة، بداية وللمشاركة في الثورة اشترط أن يكون المعني قد سلح نفسه، و قد دعمت مناطق مختلفة بسلاح جمع في مدينة آريس بباتنة وكان أغلبه في حالة عطب وأعيد إصلاح الكثير منه، المشاركون في الثورة خضعوا لتدريبات على استعمال السلاح على يد القائد لخضر بن طوبال وكذا على يد محمد عسكري ابن مدينة الخروب.
كيف حضرتم لانطلاق الثورة وهل كنتم تعلمون بساعة ويوم أول عمل مسلح؟
كل واحد منا لم يكن يعلم بأي مستجدات، ولم نعلم أبدا بأن الثورة ستنطلق أو انطلقت، فالأمر تم التحضير له في سرية مطلقة، وكان يتم التحضير لاجتماعات فقط في سرية دون إعلام بقية المناضلين، وكان لدينا شخص عيّن كدليل ليدلنا على مجموعة الخروب، وهو المدعو بوزيدي المنحدر من الصحراء، الاستعمار الفرنسي كان يعلم بأن الأمور ستنفجر ولم يكن يدري في أي يوم سيكون ذلك، حتى انطلقت الثورة وألقي القبض على عدد منا، حيث تعرضنا لشتى أنواع التعذيب والضرب، كان الاستعمار يستعمل في تعذيبنا الماء والكهرباء ويعلقون من يتم توقيفهم على سلم خشبي، وتم تعويض التعذيب بالسلم بعجلة مطاطية، و قد كنت حينها شاهدا على توقيف مصطفى بن بولعيد على الحدود التونسية، حيث نقل لسجن الكدية الذي كنت معه به، وألقي القبض بعدها على الطاهر الزبيري بقالمة.
كيف كان الوضع في السجن وهل فعلا التقيت بقياديين في الثورة وكذا برفقة الشاعر مفدي زكرياء؟
كانت تقدم لنا دروس داخل السجن من طرف قياديين ألقي القبض عليهم، على غرار درس بيطاط رابح الأسبوعي في المجال السياسي إضافة إلى دروس دينية وأخرى تاريخية، والتقيت بمصطفى بن بولعيد والطاهر الزبير ومعزوزي، ونقلت سنة 1955 من السجن قبل حادثة فرار بن بولعيد، لسجن الحراش، أين تمت إدانتي بعدها ب8 سنوات سجنا والأمر بنفيي 8 سنوات وحرماني ل8 سنوات من حقوقي المدنية، والتقيت هناك بمفدي زكرياء شاعر الثورة، وهو الإنسان المتواضع، وتم سجنه كونه الذراع الأيمن لمصالي الحاج وكان ممثلا لسكان منطقة غرداية في اجتماعات سرية، وكان زكرياء هو الذي نظم النشيد الأول للحركة الوطنية لينظم بعده النشيد الوطني الحالي، وكنت عندما ألتقي مفدي زكرياء في رواق السجن وأطلب منه شعرا يرد علي بقوله أن الشعر لا يأت هكذا، بل هو كالمطر لا يتهاطل إلا عندما يتشكل السحاب، ويطلب مني بعدها إحضار ورقة وقلم ويعطيني قصائد لا زلت أحفظها لغاية اليوم.
بالعودة لمحمد العربي بن مهيدي كنت في السجن فكيف وصلك خبر اعتقاله؟
كنت في السجن وأصدقاء مجاهدين أكدوا بأن العربي بن مهيدي كان ضحية وشاية الهدف منها كشف أمر الفيلا التي اشتراها قادة الثورة بالعاصمة، وكان يتردد عليها المجاهد الصيدلي يوسف بن خدة، غير أن قوات الاستعمار وعند محاصرتها للفيلا، ألقت القبض على محمد العربي بدلا من يوسف بن خدة.
كيف تلقيتم خبر استشهاده داخل المعتقل خاصة وأن الصحافة الاستعمارية تحدثت عن عملية انتحار؟
كنت في سجن البرواقية طيلة 4 سنوات بعد مروري على سجني الكدية والحراش، وفي السجن تداولوا أقاويل وإشاعات عن وضع العربي حدا لحياته بقميصه، وقدم لنا أعوان السجن جرائد لليوم الذي تلا اليوم الذي انتشر فيه خبر استشهاد محمد العربي، أين نشرت أخبار في الجرائد على أن ابن عمي انتحر بواسطة قميصه، وهي إشاعات كذبتها تأكيدات جلاديه بأنه توفي تحت تأثير التعذيب.
متى غادرت السجن وكيف كان الوضع غداة استقلال الجزائر؟
غادرت السجن سنة 1960 وكنت منفيا من الدخول لمدينة عين مليلة، غير أنني أصريت على العودة لعين مليلة وكلفت من طرف المسؤول عن المنطقة الرابعة بوقادي الجمعي ابن مدينة عين فكرون وبعده محمد حجار بتولي إحدى المسؤوليات بالمدينة، ومهمتي كانت الإشراف على العمليات الفدائية والتنظيم بمعية 4 مجاهدين آخرين، وقبل الاستقلال تم القبض علي مجددا وسط مدينة باتنة بعد أن وشى بي أحدهم عقب لقائي بمجموعة من المنفيين، أين تمت محاصرتنا في حدود الثانية عشرة ليلا، وتمت إدانتي بعدها ب5 سنوات سجنا، وعند إعلان الاستقلال غادرنا سجن الكدية بقسنطينة، أين تم استقبالنا بحفاوة من طرف سكان قسنطينة ومنحت لنا بدلات كلاسيكية، لأعود لمنزل والدي بعين مليلة وكنت حينها لم أعقد قراني بعد، وشغلت بعد الاستقلال منصب عضو في بلدية عين مليلة من الفترة الممتدة بين سنوات 1967 وحتى 1980، وشغلت بالموازاة منصبي عضو في اتحادية حزب جبهة التحرير الوطني ومسؤولي ناحية المجاهدين بعين مليلة، وأنا اليوم أقطن بمنزلي بالحي البلدي عيسات إيدير رفقة عائلتي التي تتكون من 6 أبناء بينهم ذكرين و4 بنات والذين أنجبوا 26 حفيدا و6 أحفاد الأحفاد، وأعاني اليوم صحيا لتأثير السجن علي خاصة على مستوى رجلي وأسفل
ظهري.
حاوره: أحمد ذيب
ظريفة بن مهيدي
شقيقي مات تحت تأثير التعذيب
تكشف شقيقة البطل محمد العربي بن مهيدي المجاهدة ظريفة بن مهيدي في هذا الحوار المقتضب، بأن شقيقها ألقي عليه القبض إثر وشاية، غير أنها لم ترد الخوض في هوية الواشي، مبينة بأن فيلمه الذي لم يصدر بعد، تطرق فيه صاحبه لعدة أسماء قيل بأنها من وشت به، وعن انتحار شقيقها كما روجت له الصحافة الفرنسية، بينت المتحدثة بأن هذا الخبر من الماضي، وشقيقها وباعتراف جلاّديه استشهد بعد تلقيه ألوانا من العذاب.
بداية علمنا بأن المكلفين بإنجاز نصب تذكاري جديد يخلد الشهيد وعلى عكس النصب الأول قاموا باستشارة أفراد عائلته، هل أنت من بين الذين تمت استشارتهم؟
نعم أنا من بين الذين استشيروا لإنجاز النصب التذكاري الجديد لشقيقي الشهيد محمد العربي بن مهيدي، ووقعت على محضر إنجازه بعد الموافقة على المجسم الذي اطلعت عليه، والذي أنجز في منطقة بابا حسن بالجزائر العاصمة، وعلى كل حال لا يوجد من بإمكانه أن يصنع تمثالا هو نفسه لبشر، غير أن الذي شاهدته ووقعت على وثيقة إنجازه أفضل بكثير من المجسم الذي أنجز قبل سنتين، والذي كان بعيدا كليا عن ملامح الشهيد، على عكس المجسم الجديد الذي يشبه بنسبة كبيرة ملامح شقيقي.
قبل سنة قطع القائمون على وزارة المجاهدين وعدا بتحويل منزل الشهيد لمتحف مفتوح على الجمهور، غير أن المنزل الذي زرناه يظل على حاله من دون تجسيد المشروع الطموح؟
ليس لدي أدنى فكرة عن مشروع تحويل المنزل لمتحف، والأمر بيد وزارة المجاهدين ووالي الولاية، فالعربي ابن الدولة وابن الشعب كذلك، فالدولة لديها كل الصلاحيات بأن تجسد مشروعها في أي وقت تريد، وأنا لا أرد في هذا لا بالموافقة أو بالرفض، والشعب هو الذي له حرية القول فالعربي يقول دوما أنا أبو الأجيال القادمة.
في حوارنا مع ابن عمك المجاهد عفيف الدين، كشف بأن من وشى ببن مهيدي، لم يكن يقصد العربي بل قصد كشف السكن السري الذي اشتراه قادة الثورة آنذاك؟
محمد العربي قبض عليه حقيقة بسبب وشاية، لكن لا أحد بإمكانه الجزم بهوية من يقف وراءها، والدولة والشعب والتاريخ هم الذين سيكشفون هوية الواشي، وفي فيلم العربي بن مهيدي قدمت أسماء أشخاص آخرين على أنهم من يقف وراء الوشاية بشقيقي، والفيلم عن قريب سيصدر، فالأقوال تختلف في هذا المجال، و"اللي باعوا حسابوا عن الله".
إذا تؤكدين بأنك اطلعت على الفيلم قبل صدوره، هل لك أن تطلعينا على بعض الأسرار التي جاء بها؟
لا يمكن الحديث عن الفيلم قبل صدوره، وأقول فقط بوجود أناس متهمين بالوشاية بمحمد العربي ولا أستطيع أن أقول أكثر من هذا على الفيلم ولا عن هوية الشخص الذي وشى بشقيقي والتاريخ هو الذي سيكشف هويته.
المجاهد عفيف تحدث كذلك عن نشر الاستعمار لخبر انتحار العربي بقميصه "قمجة" مبينا بأنه وبعد أن غادر السجن اتضح له بأن ابن عمه مات تحت تأثير التعذيب؟
شقيقي استشهد ولم ينتحر، وهذا كلام قديم لا معنى له اليوم، وأنا معارضة لفكرة العودة اليوم لهذا الكلام، فمعذبو العربي اعترفوا بعضمة لسانهم بأن شقيقي لفظ أنفاسه واستشهد تحت تأثير ألوان من العذاب، وهو اليوم يرقد بمقبرة العالية وليس بمكان مجهول كما روج له العدو الفرنسي.
حاورها: أحمد ذيب
تحويل منزل البطل إلى متحف مشروع معلق
حياة بدائية بدوار الكواهي
تعود النصر في هذا العدد لزيارة منزل الشهيد محمد العربي بن مهيدي، والوقوف على ظروف معيشة قاطني مسقط رأسه بدوار الكواهي، الذي يبعد بنحو 5 كلم عن مدينة عين مليلة، وهي الزيارة التي كشفت عن بقاء الوضع على حاله بالدوار، في ظل استمرار معاناة السكان مع أزمة الماء الشروب وعدم ربط السكنات القليلة بالمنطقة بمادة الغاز الطبيعي، بالرغم من تحول الدوار إلى قبلة للسلطات المحلية والولائية والمسؤولين بوزارة المجاهدين كل ثالث مارس من كل عام.
يفتح بن مهيدي ولي الدين المدعو خليل أحد قاطني دوار كواهي وأحد أفراد العائلة الكبرى للشهيد، قلبه للنصر وهو نفسه الذي استقبلنا قبل نحو 10 سنوات، حيث كشف هذه المرة بأن الدوار ظل على حاله ولم يتغير فيه شيء، بعد التغطية الميدانية التي نقلنا فيها معاناة سكان الدوار الذي يضم نحو 20 عائلة، مشيرا بأن زيارة السلطات الولائية والمحلية وكذا القائمين على وزارة المجاهدين لم يشفع للدوار وسكانه لتوديع المعاناة التي يعيشونها يوميا.
المتحدث ذاته أشار بأن جميع مشاتي البلدية استفادت من حصص في إطار البناء الريفي باستثناء دوار الكواهي الذي استفادت فيه عائلة واحدة من هذه الصيغة السكنية، إضافة إلى معاناة السكان المستمرة مع أزمة المياه الشروب، فالدوار به نقب واحد تراجع نسبة المياه به، ما حرم السكان من المادة الحيوية التي تصل حنفيات سكناتهم بشكل متذبذب، إلى جانب تخبط قاطني الدوار يوميا بحثا عن قارورات غاز البوتان في ظل غياب الغاز الطبيعي ، مشيرا أن الشبكة لا تبعد اليوم سوى 5 كيلومترات بعد أن تم ربط المؤسسات العمومية المجاورة.
محدثنا الذي يعمل في إطار عقود عمل البلدية ويتقاضى راتبا بقيمة 12 ألف دينار لحراسته منزل الشهيد، والإشراف على استقبال تلاميذ المدارس والعائلات والمواطنين القاصدين للمنزل بحثا عما يخفي داخله وكذا لالتقاط صور للذكرى، أكد بأن الطريق من مدخل الدوار تم تعبيده فقط لمدخل منزل الشهيد.
وأبدى سكان المنطقة تعجبهم، من عدم تجسيد مشروع تحويل منزل الشهيد لمتحف مفتوح للزائرين للدوار، مؤكدين في ردهم على حجة السلطات المحلية بأن الأرض ملك للعرش ولا يمكن تجسيد المشروع عليها، بأن المساحة المحاطة بسور والتي يتواجد بها منزل الشهيد تكفي لإقامة متحف يليق بالشهيد.
رئيس البلدية يطلب مهلة للاطلاع على جميع النقائص
يكشف رئيس بلدية عين مليلة إسماعيل أونيسي في تصريحه للنصر، بأن المجلس البلدي الحالي لا يزال حديث العهد بالتسيير، مطالبا سكان الدوار وكذا سكان المدينة منحه فرصة للإطلاع ورصد جميع النقائص التي يعرفها سكان دوار الكواهي وجميع المشاتي بالمدينة، سعيا وراء حلها.
وبين المتحدث بأن القائمين على قطاع الري حاولوا إيجاد حل لمعضلة التزود بالماء الشروب، وباشروا حفر نقبين بالمنطقة غير أنهم لم يجدوا بهما الماء، مشيرا بأنه طرح الإشكال على المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية، والذي طلب إعادة التنسيق مع مصالح مديرية الري، بحثا عن نقب جديد يكون به المنسوب الكافي من المياه للسكان، وأكد المتحدث بأنه طرح مشكل انعدام الغاز بالمنطقة على الوالي كذلك، واقترح دراسة إمكانية ربط الدوار بالقناة المزودة لإحدى الثكنات العسكرية المجاورة للمنطقة.
محدثنا أوضح بخصوص السكن الريفي بأن المجلس الحالي سيعمل على إبعاد وإقصاء أصحاب الملفات الذين يقطنون بالمدينة، وسيعطي الأولوية لسكان الدوار، وتأسف المتحدث من سكان الدوار وجميع المشاتي على عدم الاستجابة لكل الطلبات المقدمة التي تجاوزت 4 آلاف طلب، في ظل استفادة المدينة من حصة تضم 20 سكنا ريفيا فقط، وبين "المير" بأن مصالحه تنتظر رصد حصة إضافية للمدينة للاستجابة لشطر من الطلبات المقدمة، وعن مشاريع فك العزلة أوضح بأنه لم يطلع بعد على الملف، وفي انتظار ذلك سيعمل على التكفل بكل النقائص التي يعانيها السكان والتي بإمكان المجلس حلها.
أحمد ذيب
في وقت سطّر المجلس البلدي برنامجا ثريا بالمناسبة
12 فنانا يتطوعون لرسم جداريات مخلدة للذكرى بعين مليلة
تحوّلت، خلال اليومين الماضيين، الساحة المحاذية للمجمع المدرسي وسط مدينة عين مليلة، إلى فضاء مفتوح لفنانين قدموا من ولايات مختلفة، وأعلنوا تطوعهم لرسم لوحات فنية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 61 لاستشهاد البطل العربي بن مهيدي، وهي الساحة التي عرفت التفاف تلاميذ المؤسسات التربوية وكذا طواقمها الإدارية التربوية بالفنانين، وفي المقابل سطرت لجنة الثقافة بالمجلس البلدي برنامجا ثريا للاحتفال بالمناسبة.
فضاء رسم الجداريات الذي أطلق عليه صالونا وطنيا لرسم الجداريات والذي شاركت في تنظيمه كل من جمعية إلهام الشباب وجمعية نبراس المستقبل وكذا جمعية أولياء التلاميذ محمد خميستي، كشف بشأنه رئيس لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي البلدي قرفة موسى بأن الهدف منه، الخروج عن الطابع التقليدي للاحتفال بالمناسبة، حيث كانت تنظم داخل المؤسسات والفكرة جاءت بمحاولة إلقاء الاحتفالات للشارع إسقاطا لمقولة الشهيد.
وبين المتحدث بأن الجداريات جسدت على جدران المجمع المدرسي الذي يضم ابتدائيتي مريم سعدان ومحمد خميستي وثانوية أحمد الشريف منتوري ومتوسطة خليفي التهامي عبد الرشيد، وهي التي شارك فيها 12 فنانا من ولايات مختلفة، ويتعلق الأمر بكل من الجمعي خنفايس وبوسطيلة العمري وصالح لكبير وعرعار بوطي السعيد من مدينة عين مليلة وجمال بوطبة من خنشلة ونضال قدري من تبسة وجميل الوردي ونادية صياد من عين فكرون وقرقور عبد الحق من سطيف وصليحة لخشاخش من تقرت ورفيقة يوسفي من سوق أهراس والروسية ماكدولين من وهران، وأكد رئيس لجنة الثقافة بأن الاحتفالات لهذا الموسم تضمنت ولأول مرة تعيين فوج من عائلة الشهيد والأسرة الثورية وممثلي المجتمع المدني، والذين كلفوا بالتوجه لمزرعة روبين مارتين المعروفة اليوم بالبجعة والمتواجدة ببلدية الشبلي بالبلدية، أين تم تعذيب الشهيد بن مهيدي إلى أن استشهد داخلها.
ويضم برنامج المجلس البلدي كذلك إقامة معرض للصناعات التقليدية ومسابقات للسباحة والترفيه ودورات في كرة اليد والقدم بينها من تجمع بين قدماء اللاعبين، وكذا عرض ملحمة تاريخية وتنظيم ماراطون لألعاب القوى ودورة ولائية في رياضة الكيك بوكسينغ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.