شرعت مصالح مديرية الصيد البحري لولاية عنابة، خلال هذه الأيام، في تنظيم لقاءات تحسيسية مع مهني قطاع الصيد البحري، للتأكيد على احترام الحجم التجاري المتاح لصيد السردين، بعد تسجيل دخول كميات كبيرة من السمك دون الحجم القانوني المسموح به. و حسب مدير الصيد البحري لولاية عنابة، عزالدين بوكزية، للنصر، فقد تم عقد لقاء مع قيادة الواجهة البحرية بعنابة، المكلفة بتأمين المياه الإقليمية و كذا مراقبة و ضبط حركة الملاحة البحرية و تفتيش جميع الوحدات العائمة، سواء الخاصة بالصيد في أعالي البحار أو الموجهة لصيد سمك السردين، حيث تم التطرق خلال اللقاء الذي حضره ممثلون عن الصيادين، للانتهاكات التي حصلت في الفترة الأخيرة من قبل بعض أصحاب البواخر، بإدخال كميات معتبرة من السردين صغير الحجم و غير مكتمل النمو، حيث تكاد تظهر بعض أعضائها و منها العينان و هو ما يتنافى مع قوانين الصيد و يعتبر صيدا جائرا و استنزافا للثروة السمكية و منعها من التكاثر.و يحدد القانون بوضوح، وفقا للمصدر، الحجم التجاري المتاح لصيد السردين ب 11 سم كحد أدنى، غير أن بعض كميات السردين التي سوقت هذه الأيام حسب ما لاحظته النصر، يتراوح حجمه ما بين 4 و 6 سم، باستثناء وجود وحدات لصيد السردين تلتزم بالصيد القانوني. و في سياق متصل، لم تعكس دخول كميات معتبرة من سمك السردين إلى السوق، انخفاض الأسعار بشكل كبير، مقارنة مع ولايتي سكيكدة و جيجل، الذي وصل بها السعر إلى 100 دج في أيام الوفرة، فيما تراوح سعره في الأسواق الشعبية بعنابة، بما بين 400 و 600 دج للكيلوغرام، بينما حافظت محلات بيع السمك على سعر 700 و 800 دج. كما تمنع المصالح البيطرية الموجودة على مستوى ميناء الصيد البحري، دخول أنواع السمك غير المطابقة للحجم التجاري إلى مسمكة الميناء، كما لا تمنح لهم الشهادات البيطرية لنقلها، حيث يقوم بعض أصحاب بواخر صيد السمك بإنزال الأسماك الصغيرة بعيدا على موقع الإنزال القانوني أو في شواطئ الجنوح، كما تحاول الهروب و التملص من المراقبة البحرية الوطنية التي لها صلاحية فرض قوانين الصيد و منعه في فترة الراحة البيولوجية، كما تقوم في كل مرة بتحرير محاضر مخالفات في حق صيادين و إرسال الملفات إلى الجبهات المعنية. و قد تحركت المصالح المختصة من أجل تفعيل آليات الرقابة و وقف التعدي على الثروة السمكية التي أصبحت بعض أنواعها آيلة للانقراض لعدة أسباب، منها حسب تصريح مهنيين للنصر، تغير خريطة تنقل أسراب السردين في البحر، مع التقلبات غير الطبيعية للمناخ و كذا انجاز حواجز مائية و سدود في مواقع الوديان التي كانت تصب في البحر، حيث يفضل سمك السردين العيش في مياه البحر معتدلة الملوحة، أين تختلط المياه العذبة القادمة من الوديان بمياه البحر، فتصبح درجة ملوحته معتدلة، هذا النوع من السمك لا يفضل العيش في الأعماق المالحة، حيث تشتهر الواجهة البحرية من جيجل إلى القالة بسمك السردين، لاعتدال ملوحة البحر و مع تشييد عدة سدود، تراجع المردود و ارتفع سعر السردين. و أضافت ذات المصادر، بأن تراجع مردود الصيد، يعود إلى نقص الطحالب التي يتغذى عليها سمك السردين، بسبب الصيد العشوائي و غير المرخص للمرجان، لأن الطحالب من الكائنات البحرية التي تنمو و تعيش وسط الشعاب المرجانية.