تحويل مستشفى البسباس بالطارف إلى مصلحة للأمومة و الطفولة: استحداث مصلحة للتكفل بمرضى فقر الدم المنجلي

أكد وزير الصحة والسكان، عبد الحق سايحي، أنه سيتم استحداث مصلحة خاصة بمرضى الدم على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية الجديدة، الأمير عبد القادر ببلدية البسباس، بغرض التكفل بهذه الفئة من قبل 3 أطباء تم تعيينهم.
و أضاف الوزير في رده على سؤال كتابي لعضو مجلس الأمة عن دائرة ولاية الطارف، يوسف لعراب، نهاية الأسبوع، بخصوص اقتراح تخصيص العيادة متعددة الخدمات المتواجدة ببلدية ببن مهيدي والتابعة للمؤسسة الاستشفائية للذرعان، للتكفل بهذه الفئة من المرضى وتحويل المستشفى القديم إلى مصلحة للأم و الطفل، أنه يعتقد أن المستشفى هو أفضل و أحسن و أولى من العيادة الطبية في التكفل بالمرضى، ذلك أنه بالإمكان حدوث مضاعفات أخرى في القلب و في أنحاء أخرى من الجسم و من ثمة فإنه من المستحسن التكفل بالمرضى في المستشفى عوض العيادة، على أن يتم نقل كل التجهيزات الطبية الخاصة بمرضى فقر الدم المنجلي التي هي موجودة الآن بالعيادة متعددة الخدمات في بن مهيدي، إلى مستشفى البسباس، للتكفل الطبي بهذا المرض الوراثي الذي عرفت انتشارا كبيرا على مستوى بعض الولايات الحدودية و منها ولاية الطارف.
و أضاف الوزير، أنه و لتفادي مضاعفات هذا المرض و تجنب انتشاره، يعمل قطاع الصحة على توفير الرعاية الصحية اللازمة لهذه الفئة بالتعاون مع جمعيات المرضى المصابين بهذا المرض، من أجل توعية عائلاتهم بكيفية التعامل مع هذا المرض، مشيرا إلى أنه بالنسبة لولاية الطارف، يتم التكفل الطبي في الوقت الحالي بمرضى فقر الدم المنجلي و البالغ عددهم 2471 مريضا على مستوى كل المؤسسات الاستشفائية و بعض الهياكل الصحية الجوارية بالنسبة للفحوصات و يضمن رعاية المرضى 5 أطباء مختصين في أمراض الدم.
و بخصوص استغلال المؤسسة الاستشفائية القديمة بعاصمة الولاية، أوضح الوزير، أنه سيتم تحويلها إلى مصلحة الأمومة و الطفولة و سيتم تعزيز المصلحة لتكون مصلحة خاصة بالأم و الطفل مستقبلا و بذلك ستتعزز الولاية بمصالح متعددة على مستوى كل المؤسسات الاستشفائية، بالإضافة إلى المؤسسات الجوارية للصحة التي تضمن تقديم الفحوصات الأولية و بالخصوص المصابين بمرض فقر الدم المنجلي .
و في ما يتعلق بمطلب إنشاء قطب طبي جهوي بولاية الطارف، للتكفل بهذا النوع من المرضى، فقد تم تحديده، يقول الوزير، كأحد العوامل الأساسية في الخريطة الصحية الوطنية الجديدة، طبقا للمرسوم 22/373 و الذي ستأخذ فيه ولاية الطارف مكانة خاصة في هذه الخريطة بجدارة، خاصة ما تعلق بمرضى فقر الدم المنجلي.
و تعرف ولاية الطارف انتشارا كبيرا لمرض فقر الدم الوراثي في أوساط السكان و لاسيما لدى الأطفال على وجه الخصوص، حيث تأتي الولاية في طليعة الولايات وطنيا بخصوص هذا المرض، حسب الدراسة و التحقيق الميداني الذي قام به طبيب مختص بمصلحة طب الأطفال بمستشفى، بوزيد عمر، بالقالة، الدكتور، بوطرفة نوري، حيث توصلت الدراسة الميدانية إلى إحصاء حوالي 2500 حالة لمرضى فقر الدم الوراثي المنجلي و البحري، 60 بالمائة منهم يتلقون العلاج بالمصالح الصحية في القالة و بن مهيدي و الطارف، فيما تتلقى 40 بالمائة من المصابين الآخرين، العلاج بمدينة عنابة و أغلبهم مصابون من بلديات دوائر الذرعان، البسباس و بن مهيدي و يبقى السبب من وراء انتشار المرض، إلى زواج الأٌقارب بحكم طبيعة و تقاليد المنطقة، من دون قيام الزوجين بالتحاليل المخبرية قبل عقد قرانهما، تجنبا لهذه المشاكل الصحية.
نفس المصدر أفاد بأنه تم إحصاء حوالي 600 تلميذ مصاب بمرض فقر الدم الوراثي، بعد التحقيق الذي تم عبر المؤسسات التربوية، منهم 50 مريضا متمدرسا يخضعون للعلاج المكثف تحت متابعة مستمرة من أطباء أخصائيين.
و حذر الدكتور، بوطرفة، من خطر تفتيشي انتشار مرض فقر الدم الوراثي في ظل جهل الأسر المحلية لهذا الداء، ما دفع مصالحه بطب الأطفال للقيام بحملات تحسيس في أوساط المواطنين و خاصة بالمناطق الحدودية و الأرياف الجبلية و تنظيم ملتقيات لتوعية السكان بمخاطر مرض و كيفية الوقاية منه.