برزت مع بداية رمضان، بعض الأعمال التلفزيونية التي تتناول عدة قضايا اجتماعية، منها ظاهرة الهجرة «شرعية وغير شرعية»و التي يعتقد من يقومون بها بأن العيش الكريم لا يكون إلا وراء البحار ولكن الواقع غير ذلك، إذ يصطدمون بمشاكل كبيرة تنتهي بأغلبهم عائدين إلى الوطن أو مشردين. و قد عالجت السلسلة الفكاهية "عيشة بروبلام»، للمخرج رشيد نكاع بطولة الفنانة بختة بن ويس والفنان مصطفى هيمون، هذا المشكل في إحدى الحلقات التي حققت التفاعل على مواقع التواصل، فبينما تبدي بختة تدمرها من ضيق المعيشة والحيرة بخصوص كيفية إيجاد طريقة للحصول على المال، ترد زوجها مصطفى مكالمة من فرنسا، و يقول له صديقه بأنه سيعود إلى الجزائر بعد عقود من الهجرة و بأنه يريد الاستقرار والزواج، و اعتقد مصطفى أن صديقه سيعود بأموال تمكنه من مواصلة حياته بأريحية في وهران، وبدأ يفكر مع بختة في كيفية الاستفادة من هذا الوضع. وفعلا يعود الصديق المغترب الذي تقدم في السن، ويستقبله مصطفى بترحيب كبير، ثم يتم يقدم له منوما ويزور توقيعه على ورقة يتنازل الزائر فيها عن ماله، كما يستغل الزوجان الفرصة ويتصلان بأحد الأرقام الهاتفية التي وجدوها على هاتف "الإيميقري» ويكتشفان بأن هذا الأخير فقد كل ثروته في فرنسا و أفلس بعد أن قضى 30 سنة من عمره مسجونا، وهنا كانت خيبة الأمل عند بختة ومصطفى اللذان عادا لواقعهما مع "عيشة المشاكل» ليكتشفا بأن الهجرة وأنه مهما ضاقت الأحوال المادية في الوطن، يوجد دائما منافذ لمواصلة العيش الكريم.نفس الموضوع طرحه شعبون في السلسلة الفكاهية «شعبون المغبون" لمخرجها نسيم هدي، حيث يعتقد الرجل، بأنه يعيش في ضيق، ويتلقى هو أيضا مكالمة هاتفية من عمه المغترب في أمريكا ليخبره بأنه سيعود إلى الجزائر و يوهمه بأنه يعيش عيشة الملوك في بلاد العم سام، فيبدأ حلم شعبون يكبر ويظن بأن عمه سيخرجه من الأزمات التي يتخبط فيها ويغير نمط معيشته ليصبح مثل الأثرياء. وبعد عودة العم "محبوب" يتضح بأنه لا يملك سوى الثياب التي يلبسها وبعض الكلمات بالإنجليزية التي يخدع بها الجميع ، ويدرك شعبون أن عمه كان يكذب عليه ويرسل إليه فيديوهات وصورا لأناس آخرين وينسبها لنفسه، و يتبين أنه مفلس وطردته زوجته الأمريكية بعد أن اشتكته للأمن، ليعود إلى البلاد أين يجد الترحيب والتكفل من ابن أخيه وكل الجيران. و الخلاصة من هذه القضايا المطروحة بشكل بسيط و فكاهي، هي أنه لا غنى عن الوطن وأن ضيق العيش فيه أفضل ألف مرة من المعاناة في بلاد الغير. بن ودان خيرة