"استيديا " القرية الجزائرية التي قسّمها خط غرينتش إلى نصفين لحظة مشاهدتك للوحة استدلالية بالطريق الوطني رقم 11 تتعلق بمرور خط غرينيش بمنطقة استيديا التابعة إقليميا لولاية مستغانم تتوقف برهة من الزمن لتستطلع الأمر عن هذا الخط الافتراضي الذي يقسم الكرة الأرضية إلى نصفين . أهم ما يميز الطريق الساحلي لولاية مستغانم خصوصا بالجهة الشرقية إشارتين كبيرتين على قارعة الطريق الوطني رقم 11، أولهما مصب لأكبر نهر بالجزائر "واد الشلف "الذي يمتد على طول 725 كلم ينبع من جبال الأطلس التلي ويصب في البحر الأبيض المتوسط ويرتبط بعدة روافد تصل إلى نحو 5 إلى 6 روافد كبرى تتجمع في مصب النهر الكبير، ويعتبر واد الشلف أهم مورد لسكان ولايات الوسط الغربي لمياه الشرب أو للسقي الفلاحي على غرار ولايات البليدة و المدية وعين الدفلى و الشلف . و أنت تقف عند المصب تحاول المياه العذبة خصوصا عند جريانها خلال الفترة الشتوية أن تخترق مياه البحر بقوة في تماوج وتمازج واضح يفرض اللون الرمادي نفسه على بقعة واسعة من البحر الأبيض المتوسط الحاضن لمياه واد الشلف . الإشارة الثانية تدلك على مرور خط غرينيش أو مدار غرينش وفق ما هو مدون على اللوحة الجانبية للطريق بمنطقة اسيتيديا على بعد 15 كلم من مقر عاصمة الولاية. ويفتخر سكان هذه المنطقة بمرور هذا الخط الافتراضي الذي يقسم الكرة الأرضية إلى نصفين ب360 خط طولي ويمثل خط غرينيش نقطة الصفر التي تفصل بين خطوط الغرب و الشرق ب180 خط ،ويعتبر مؤشرا مهما لتحديد الوقت و الاتجاهات عبر العالم و يمر خط غرينتش على أوروبا و أفريقيا وهو يفصل بعض الدول إلى قسمين مثل الجزائر و بريطانيا و فرنسا و مالي و غانا و يمر على مناطق لديها نفس التوقيت . سمي كذلك لأنه يمر في مدينة غرينيتش في لندن و يقسم خط غرينتش الكرة الأرضية إلى قسمين شرقي وغربي .التوقيت الشرقي منه يحتسب بوقت غرينتش زائد خطوط الطول. التوقيت الغربي منه يحتسب بوقت غرينتش ناقص خطوط الطول ،حسب كتب الجغرافيا أهم ما يميز المدينة حديقة غرينتش ،حيث يتواجد"خط جرينتش" و جرينتش هي ضاحية تقع جنوب شرق لندن، وهي الآن جزء من لندن وذلك لوقوعها تحت الانحناء المميز لنهر التايمز. المواطن عبد القادر م ،44 سنة يتأسف لأن منطقة استيديا لم تستغل للترويج السياحي واستقبال الوفود ،مثلما هو الشأن حسبه بالنسبة للمنطقة المقابلة و التي تسمى غرينيش ببريطانيا التي أخذت نصيبا كبيرا من الشهرة. فحظ هذه المنطقة يضيف صديقه مصطفى 40 سنة لا يتجاوز وضع إشارة واحدة على جانب الطريق، و قد كان الصديقان في طريقهما إلى مقر دائرة مماش المجاورة و ينتظران وسيلة نقل. ولكون هذه البلدية ساحلية وأراضيها زراعية خصبة، فإن اقتصادها يعتمد أساسا على هذين المصدرين، الزراعة وصيد السمك، بالإضافة للسياحة الداخلية، ولكنها تخلو من الخدمات الفندقية . الجدير بالذكر أن مساحة بلدية استيديا55 كم2 وتعتبر أقرب منطقة جغرافيا إلى أوروبا بنحو 150 كلم كما أوضح محدثونا و أطلق عليها هذه التسمية «استيديا» نسبة إلى منبع ماء في المنطقة اسمه «استيديا»، وقد سبق لها أن استقبلت العديد المهاجرين من بينهم مهاجرون ألمان أرادوا الهجرة إلى أمريكاالجنوبية في سنة 1846 ،حيث علق هؤلاء بميناء دنكرك الفرنسي لمدة طويلة فقد تم توجيههم من طرف الإدارة الفرنسية إلى المكان المذكور بعد موافقتهم في إطار تثبيت أقدام الاستعمار الفرنسي بالجزائر .