آثار رومانية بتبسة تتحوّل إلى مفرغة عمومية تعرف العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى الحقبة الرومانية بمدينة تبسة حالة من الإهمال وعرضة للزوال . وهو الأمر الذي دفع بالغيورين على هذا التراث العالمي إلى دق جرس الخطر ، والدعوة إلى الاهتمام بهذه الآثار من خلال إعداد دراسات جادة لإعادة الاعتبار لها و تهيئة المواقع الأثرية التي طالها الإهمال و أصبحت قوب قوسين أو أدنى من الانهيار بل و حتى الزوال جراء الشقوق و التصدعات الخطيرة التي تعبث بهذا الموروث الثقافي والتاريخي الذي تتميز به الولاية منذ آلاف السنين. ولعل الزائر لمدينة تبسة يستوقفه في بداية رحلته وهو يلج وسطها تلك الحالة البئيسة التي يعرفها السور البيزنطي الذي بات وضعه ينذر بالخطر ويبعث على الحسرة والأسى بعد انهيار بعض الأجزاء من جسمه الذي أصبح هرما وهو الشاهد على حضارة عريقة مرت في يوم من الأيام على هذه المدينة التي اسمها " تيفاست " . ناهيك عن جرائم الحرق المقصود للقمامة بجانب السور الروماني من قبل الباعة والتجار الذين حولوا زوايا السور وجدرانه مكانا مفضلا لهم لرمي مختلف النفايات ،مما أثر و بشكل واضح وجلي على المظهر الجمالي لهذه التحفة ، وسط صمت مطبق من طرف مختلف الجهات التي يناشدها الغيورون بالولاية عن الآثار بردع كل من تسول له نفسه العبث بأحد مقومات المنطقة وتاريخها الضارب في شعاب الزمان . وقد دفعت هذه الوضعية المزرية بأحد أبناء المدينة الذين يتجرعون مرارة ما يحدث إلى القول " في مدينتي تلتقي الحضارة بكل قوتها مع التخلف بكل معانيه ، في مدينتي ندوس على التراث وعلى الرقي وعلى التاريخ ، بل ونتبول على جدرانه، في مدينتي لا نعبأ كثيرا للتاريخ ولا للآثار ولا لما ترك القدامى والأجداد لأننا لا نفقه غير التهريب والتجارة الرخيصة والبذاءة. هذه مدينتي ..هذه هي مدينة تبسة ، ركام ما ترك تجّار الشموع والأبخرة والمفرقعات ، ركام هنا أمام أنظار التاريخ ، أمام السور البزنطي الذي يتوسط مديني ويشهد على "العار" ، ما الفائدة من مسابقة "أجمل حي" ؟ ما الفائدة من تنظيم احتفالات السنة الأمازيغية في مدينتي؟". أما الحديث عن قوس النصر المعروف باسمه الروماني ب" باب كاراكلا " وهي التسمية التي يعرف بها لدى سكان الولاية فحدث ولا حرج ، فهو الآخر بات يئن تحت وطأة الأخطار المحدقة به أين يتهدده الإنهيار حيث يسجل المواطنون الذين يعبرونه يوميا انهيارات جزئية و تصدعات على مستوى الأعمدة،فضلا على تسرب مياه الأمطار إلى داخله مما أدى إلى ظهور بعض النتوءات التي تشكل خطرا عليه وعلى المارة ، وأمام هذه الوضعية بات لزاما على المسؤولين التدخل السريع لإعادة الاعتبار لهذه المعالم التاريخية قبل أن تزول وتصبح في حكم الميت ، وحينها سنندم ولن يرحمنا التاريخ الذي سيظل شاهدا على ما اقترفناه من جرم في حق تبسة التاريخ .