مسرحية"المادة 146" إطلالة على قانون الميراث من بوابة غارسيا لوركا قال المخرج وليد بوشباح بأنه يستعد لعرض مسرحيته الجديدة "المادة 146"بقاعة الموقار بالعاصمة خلال شهر جوان ،و ذلك بعد عرضها الشرفي الذي احتضنه المسرح الوطني محي الدين بشتارزي قبل أيام ، مؤكدا بأن المسرحية حققت تجاوبا مشجعا من الجمهور في عرضها الأول. "المادة 146"المقتبسة من الرواية الشهيرة "دار بارناردا آلبا"لفردريكو غارسيا لوركا، شكلت مرة أخرى محور اهتمام المسرحيين الجزائريين، حيث اختار المخرج وليد بوشباح بعد عمله الأخير "اليوم الأخير في حياة مدان" لفيكتور هيجو، الخوض في قضية حساسة لا تزال تثير الجدل و هي حق النساء في الميراث و التي تمكنت طالبات معهد برج الكيفان لمهن و فنون العرض السمعي البصري من خلالها من تلخيص معاناة المرأة في تحصيل حقوقها و على رأسها الميراث. الممثلة لمياء كوحيلي التي تقمصت دور الأخت الكبرى حياة، قالت من جهتها ،بأنها و زميلتيها غزال العلوي و نوال أحمدو وجدن في رائعة لوركا ما يعكس واقع الكثير من النساء، موضحة بأن "المادة 146"تناولت النص من زاوية مختلفة عما سبق تناوله في المسرح الجزائري من قبل، كعدم التركيز على الأم و تسليط الضوء على بناتها اللائي اختزل وليد بوشباح عددهن من تسعة إلى اثنتين، و جعل منهما فتاتين شجاعتين متمسكتين بحقوقهما و شبابهما، لكن دون أن تخلا بواجبهما اتجاه والدتهما المسكونة بالخوف من فقدان ما ورثته من زوجها لعدم إنجابها ابنا ذكرا من جهة ،و إيجاد نفسها وحيدة في آخر عمرها من جهة ثانية. و هكذا عالجت طالبات معهد برج الكيفان الثلاث في مدة لا تزيد عن 50 دقيقة، مشكلة الميراث و ما تجنيه من ضحايا في أوساط النساء المذعنات و المستسلمات و الذي ترجمه وليد بوشباح الذي تقيّد بما جاء في رواية لوركا من سوداوية المشهد العام، في ديكور بسيط ميّزه احتكار اللون الأسود للمكان، تأكيدا للحزن السائد ببيت "بارناردا" و بشكل خاص الزوجة و الأم الأرملة التي نقلت يأسها و عدم قدرتها على التخلص من حدادها إلى ابنتيها اللتين بذلتا كل ما في وسعهما للتحرّر من قيود الوالدة التي حولت حياتهما إلى جحيم، فاختارتا الاستمتاع بحريتهما على طريقتهما، لتظهر أحلام اليقظة كأسهل بوابة للفرار من واقعهما الحزين، قبل أن يكون التمرّد سلاحهما الفعال لجعل والدتيهما تراجع قراراتها التعسفية في حقهما. عن سر إسناد الأدوار المهمة بعمله الجديد لوجوه مسرحية جديدة، قال وليد بوشباح بأن طالبات المعهد العالي للفنون الدرامية، لا تنقصهن الاحترافية لكونهن شاركن في الكثير من العروض مع المسرح الوطني، مسترسلا بأنه بإشراك المتخرجين الجدد يعطي نفسا جديدا للفن الرابع ، مع منح الجميع فرصة للبروز.