الجزائر - يتوجه قرابة 110 مليون ناخب روسيا اليوم الاحد الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس الدوما "الغرفة السفلى بالبرلمان" وسط توقعات في بفوز حزب "روسيا الموحدة" الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بأغلبية مريحة تمهد الطريق لبوتين نفسه بالعودة إلى الكرملين بعد أن قضى به فترتين رئاسيتين متتاليتين بين عامي 2000 و2008. ويتنافس في انتخابات مجلس الدوما الذي يضم 450 مقعدا سبعة أحزاب سياسية من بينها حزب "روسيا الموحدة"- حيث يرأس الرئيس الروسي دميترى ميدفيديف قائمة مرشحى الحزب- أمام منافسه "الحزب الشيوعي الروسى" أهم أحزاب المعارضة فى البلاد الى جانب أحزاب أخرى من بينها "الحزب الليبرالي الديمقراطي", وحزب "روسيا العادلة". وإذ تختلف الاحزاب المشاركة في الانتخابات ببرامجها المقترحة فان ما يجمعها هو تركيزها على الجانب السياسى و الاقتصادي وتعهدها ب"تحسين أوضاع الطبقات المتوسطة والفقيرة" التي تشكل الغالبية العظمى للناخبين. و طيلة الحملة الانتخابية ركز الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" في دعايته على ما تم إنجازه منذ أن وصل فلاديمير بوتين إلى منصب الرئاسة في عام 2000 وبعده دميتري ميدفيدف في مجالات الاقتصاد والرواتب والسكن و الامومة الخ... وفى هذا السياق، دعا الرئيس دميترى ميدفيديف المواطنين الروس إلى دعم حزب "روسيا الموحدة" فى الانتخابات التشريعية مبرزا "الإنجازات" التي تم تحقيقها في روسيا خلال السنوات الماضية من "رفع الأجور والرواتب والمعاشات التقاعدية وانخفاض مستوى الفقر مرتين وزيادة متوسط طول عمر السكان بعدة سنوات, ووصول معدلات المواليد إلى أعلى مستوى له خلال الأعوام العشرين الماضية". وأعاد الرئيس الروسي إلى الأذهان أنه تم رفع أجور العسكريين, وإحراز إنجازات في مجال الإنتاج الزراعي وتحديث الصناعة, وضخ الاستثمارات في قطاع العلوم والتعليم مشيرا الى أن تمكين القوات المسلحة من المعدات الحديثة سيكون احدى أولويات الحزب. وصرح المترشح ميدفيديف أن "الأهم هو تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في روسيا وتعزيز قوة الطبقة المتوسطة". ويملك حزب "روسيا الموحدة"- الذي يعتمد في تركيبته الاجتماعية على قاعدة جماهيرية واسعة وعلى القيادات الإدارية في جهاز الدولة والجيش وقوى الأمن وكبار الموظفين في المقاطعات والأقاليم الروسية- 315 مقعدا من أصل 450 في مجلس الدوما الحالي, وهو عاقد العزم على تحقيق النتيجة نفسها تقريبا في الانتخابات التشريعية ليوم غد. وحرص حزب "روسيا الموحدة" على تقديم مرشحيه في مجمل المراكز الانتخابية بهدف الحصول على أعلى نسبة من مقاعد مجلس الدوما وهذا ما أكد عليه رئيس الحزب فلاديمير بوتين حين صرح أنه "على الحزب أن يحرز على أغلبية من شأنها تسهيل اتخاذ القرارات المناسبة كي لا نصل إلى الوضع الذي وصلت اليه بعض الدول الأوروبية بسبب الأزمات الإدارية ونتيجة كوابح دستورية". ويدخل الحزب الشيوعي -أهم منافس لحزب "روسيا الموحدة"- الانتخابات البرلمانية وفق برنامج سياسي واقتصادي اجتماعي يحمل وعودا بمواجهة "تحديات أساسية" تواجه روسيا من بينها "الفوارق الاجتماعية الكبيرة" و"انهيار الاقتصاد المعتمد على المواد الخام" و"فقدان القدرات الدفاعية وخسارة الحلفاء". ووعد الشيوعيون القاعدة الناخبة في مجال السياسة الخارجية بتوسيع حلقة حلفاء روسيا الاتحادية وتعزيز دور منظمة الأممالمتحدة والحد من تأثير حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودعم الجيش والمجمع الصناعي العسكري لروسيا الاتحادية. ومن المتوقع أن يحتل "الحزب الديمقراطي الليبرالي" المركز الثالث في الانتخابات النيابية كونه لعب في دعاياته السياسية دور المدافع عن الروس الوطنيين وعن مقومات الثقافة الروسية. ورغم أن غالبية الملاحظين يرجحون كفة حزب "روسيا الموحدة" للفوز بالانتخابات البرلمانية فإن جانبا آخر من المتتبعين يعتبرون ان قوة الحزب الحاكم قد "تتراجع نسبيا على خلفية الاستياء الشعبي الناتج عن آثار الأزمة الاقتصادية العالمية التي كانت لها تداعيات على الاقتصاد الروسي ومشكلة الفساد الاداري عامة" على حد تعبيرهم. وتتوقع مراكز استطلاع الرأي أن يحصل حزب "روسيا الموحدة" على 57 بالمائة من أصوات الناخبين بينما قد يحصل "الحزب الشيوعي الروسي" على نسبة تتراوح ما بين 16 و20 بالمائة من المقاعد البرلمانية ويحتل بذلك المرتبة الثانية من حيث عدد النواب. كما منحت مراكز استطلاع الرأي للليبراليين 12 بالمائة من المقاعد في البرلمان ويأتي حزب "روسيا العادلة" في أخر قائمة الأحزاب التي ستدخل إلى الدوما وفق رأي مراكز الاستطلاع التي قدرت عدد المقاعد التي يمكن أن يحصل عليها على أقصى تقدير 10 بالمائة. وتخوض ثلاثة أحزاب أخرى الانتخابات التشريعية الا أنها قد لا تحصل على نسبة 7 بالمائة التي تؤهلها لدخول البرلمان ويأتي في مقدمتها حزب "يابلوكو"(التفاحة( الذي يمثل بحسبه "الفئة المثقفة في المدن الروسية".و ستجرى الانتخابات التشريعية فى روسيا بحضور 360 مراقبا دوليا تم توزيعهم على مختلف الدوائر الانتخابية بمختلف مناطق البلاد فضلا عن آلاف المراقبين المحليين وفق ما أعلنه رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا فلاديمير تشوروف.