نجح عمال تابعون لديوان تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية بميلة ليوم الثلاثاء في عملية إعادة سيلان المياه العذبة بقناة عين البلد الرومانية بميلة العتيقة و ذلك بعد فترة شهرين من انسداد سيلانها . و حسب عمار نوارة مسؤول آثار ومواقع ولاية ميلة التاريخية فإن هذا الانسداد التقني نجم عن ممارسات سلبية قام بها البعض بحشو شوائب ومواد مختلفة بالمكان المسمى عين الزروقية ما تسبب في تضييع ماء العين عن مصبها الحالي. وقد أزال عمال ذات الديوان بميلة تلك الشوائب بعد ساعات من العمل الشاق بهدف استعادة مكانة هذا المعلم الاثري الذي يعد أحد أهم معالم ميلة كما أفاد نفس المسؤول. وتلعب عين البلد دورا محوريا في نظام سقي قديم بميلة القديمة يقوم بتزويد السكان بمياه الشرب العذبة إلى جانب سقي بساتين المدينة التي كانت في فترة سابقة ثرية بمنتجاتها و غلالها الطيبة . وتعد عين البلد العين الرومانية الوحيدة التي تسيل ماء كما تحافظ على قنواتها الأصلية حسب مسؤولي الآثار بميلة . وكان هذا المعلم الذي يتميز بدفء مياهه شتاء وبرودتها صيفا قد اقترح خلال السنة الماضية 2012 لتصنيفه ضمن حظيرة الممتلكات الثقافية الوطنية. وإلى جانب إغلاق كل المنافذ التي يتم منها التعدي على قناة هذه العين تم بالمناسبة أيضا تعيين حارسين من طرف الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية لحراسة هذه العين التي يجهل لحد الآن مصدر مياهها رغم أن الشائع لدى الكثيرين أنها قادمة من جبل مارشو المطل على ميلة. ودعا محافظ آثار ميلة جميع المهتمين والباحثين في أنظمة الري إلى الاهتمام بهذا المعلم ودراسته علميا.