أكد المشاركون في الندوة الدولية التي احتضنتها يوم الأربعاء العاصمة الايرانية طهران تحت شعار "الحل السياسي - الإستقرار الإقليمي" على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقد انعقدت هذه الندوة بهدف تعزيز المساعي الإقليمية والدولية الشاملة لمساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة الراهنة وتوفير الأرضية المواتية لبدء الحوار الوطني الشامل. وقد شارك في هذه الندوة وزراء الخارجية وممثلو الدول الآسيوية (العربية الإسلامية) والإفريقية وأمريكا اللاتينية وأوروبا بالإضافة الى شخصيات دولية ومندوبي المنظمات الإقليمية والدولية. وقد ترأس الوفد الجزائري وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي. وقد طرح المشاركون في هذا الاجتماع وجهات نظرهم وأكدوا —في بيان مشترك عقب إختتام أشغاله— على ضرورة تسوية الأزمة السورية سياسيا وضرورة الحفاظ على الإستقرار الإقليمي من خلال إرساء الحوار الوطني باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية. كما طالبوا جميع الأطراف المتنازعة في سوريا بتجنب تصعيد العنف ووقف الإشتباكات على الفور وتوفير الأجواء الملائمة للإنخراط في العملية الديمقراطية. وأعرب المؤتمرون عن دعمهم "للمطالب المشروعة للشعب السوري لتنفيذ الديمقراطية والرقي والكرامة والمشاركة الفاعلة والشاملة لجميع الفئات والأحزاب السياسية المنبثقة عن إرادة الشعب في إدارة البلد وحق تقرير مصيره". كما رفض المشاركون أي تدخل خارجي في سوريا ونددوا بشدة بأي عدوان أجنبي على سيادة سوريا وسلامة أراضيها وأدانوا المجازر التي ارتكبت في حق المواطنين السوريين العزل واعتبروا تدفق الأموال والأسلحة إلى الداخل السوري أمرا يتعارض مع القانون الدولي والحل السياسي ويزيد الأزمة تفاقما وتعقيدا. وبعد أن أكدوا على ضرورة الوقف الفوري للعنف وسفك الدماء عبر المشاركون عن قلقهم حيال تصعيد الأزمة وانتشار الغليان إلى الدول الأخرى في الإقليم وتأجيج النزاعات في المنطقة مشددين بهذا الخصوص على ضرورة استتباب الأمن والإستقرار فيها. وأعرب المشاركون في الندوة عن دعمهم للمساعي الدولية الجارية وللتوافق الدولي بشأن انعقاد مؤتمر جنيف مسجلين بارتياح الموافقة المبدئية للحكومة السورية على المشاركة في المؤتمر ودعوا كل الأطراف السورية للمشاركة من أجل حل سملي وسياسي للأزمة. وأبدى المشاركون دعمهم الكامل للجهود المبذولة من قبل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي داعين الى إرسال المساعدات الإنسانية العاجلة للحد من آلام ومعاناة الشعب السوري عبر الهلال الأحمر السوري. وأكدوا على وجوب إنهاء العقوبات الإقتصادية المفروضة على هذا البلد فورا وتسهيل عودة النازحين إلى بلادهم مطالبين بزيادة الدعم لإعادة إعمار المناطق المتضررة. وفي الختام أعرب المشاركون عن عميق شكرهم وتقديرهم لجهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سياق تسوية الأزمة السورية سياسيا لاسيما من خلال عقد هذه الندوة لمساعدة الشعب السوري وتدعيم ركائز الإستقرار والأمن في سوريا والمنطقة.