دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة, خلال ترأسه لمجلس الوزراء يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, الحكومة إلى الإسراع في تقديم مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية أمام البرلمان. وجاءت دعوة رئيس الجمهورية بمناسبة مصادقة مجلس الوزراء على مشروع القانون المعدل والمكمل لقانون يوليو 1963 المحدد للأعياد القانونية, حيث كانت "فرصة للرئيس بوتفليقة ليدعو الحكومة إلى الإسراع في تقديم مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية الموضوعة تحت إشراف رئيس الجمهورية أمام البرلمان, علما وأن تحضيرات هذا المشروع قد قطعت أشواطا كبيرة". وكان الرئيس قد أمر الحكومة خلال إعلانه في اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم 27 ديسمبر الماضي, عن قراره المتعلق بتكريس يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر اعتبارا من تاريخ 12 يناير 2018, ب"عدم ادخار أي جهد لتعميم تعليم واستعمال اللغة الأمازيغية وفقا لجوهر الدستور", كما كلفها ب"الإسراع في اعداد مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية". ويرى الخبراء أن عمل هذه الهيئة يجب أن يقوم على مبادئ اللسانيات التي تعترف بالاختلاف وتصفه قبل الانتقال الى ضبط المتغيرات ثم معرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى لغة موحدة, حيث أصبح من الضروري تشكيل "مدونة عامة للغة الأمازيغية" على أساس المتغيرات وتشكيل معجم خاص بكل متغيرة. وقد شهد تعليم الأمازيغية التي تعد حاليا اللغة الوطنية الثانية تقدما مشهودا, كما قطعت اللغة الأمازيغية أشواطا كبيرة على المستوى البيداغوجي الذي يعد محركا أساسيا لترقيتها حيث لم تَعد برامج تكوين الأساتذة والأدوات البيداغوجية لتعليمها تشكل هاجسا في مسار تعلمها. وبلغ عدد التلاميذ الدارسين للغة الأمازيغية خلال سنة 2017-2018 حوالي 350.000 تلميذ على مستوى 38 ولاية من البلاد يؤطرهم 2.757 أستاذا, أما تعليم اللغة الامازيغية فقد انتقل من 11 ولاية عام 2014 إلى 38 ولاية خلال السنة الدراسية 2017-2018 ليشمل بذلك 343.725 تلميذا مقابل 252.155 تلميذا مسجلا خلال 2014-2015 حسبما أكدته وزيرة التربية الوطنية, نورية بن غبريت, كما عرف تعليم هذه اللغة ارتفاعا منذ 2002 منتقلا من 13.426 تلميذا في طور التعليم الثانوي العام والتقني إلى 68.436 تلميذا خلال العام الدراسي 2017-2018. أما بالنسبة لعدد الأساتذة فتشير وزارة التربية إلى أنه تضاعف خلال العام الدراسي الجاري حيث بلغ 2.757 أستاذ مقابل 1.902 خلال السنة الدراسية 2015-2016. وأمام هذا التقدم في مجال تكوين الأساتذة قدمت المحافظة السامية للغة الأمازيغية أرقاما أخرى تتعلق بكل فئات المتعلمين الذي بلغ حوالي 600.000 متعلم عبر كامل التراب الوطني, كما أصبحت اللغة الأمازيغية متداولة بشكل واضح في وسائل الإعلام. وفضلا عن حضورها في وسائل الإعلام الثقيلة مثل الإذاعة والتلفزيون الوطنيين, فقد تم التكفل باللغة الأمازيغية في القنوات التلفزيونية الخاصة والقنوات الإذاعية المحلية وفق فترات زمنية محددة. كما سجلت اللغة الأمازيغية مكاسب جديدة في المجال الاعلامي بفضل مجهودات وكالة الأنباء الجزائرية (وأج), فعلاوة على استحداثها موقعا الكترونيا باللغة الأمازيغية بالحروف الابجدية الثلاث (اللاتينية والعربية والتيفيناغ) فان (واج) تسهم بشكل ملموس في تزويد الأمازيغية بأنواعها المختلفة بلغة إعلامية مفهومة للمتكلمين بها.