تم سهرة أمس الجمعة بالجزائر العاصمة عرض الفيلم الوثائقي "محمد بهاز معلم القناوي" المخصص لأحد أعمدة موسيقى الديوان بحضور مخرجته دومينيك لافيني. وعرض هذا الفيلم الوثائقي خارج المنافسة في إطار الطبعة العاشرة للمهرجان الدولي للسينما بالجزائر(فيكا) ويتناول مسار محمد بهاز أحد الوجوه البارزة وأعمدة فن الديوان وموسيقى القناوي. ويبرز الفيلم على مدار 46 دقيقة المسار الطويل والحافل بالذكريات لهذا الفنان الذي ولج عالم الديوان منذ طفولته كونه ولد في عائلة من محبي الفن والموسيقى بمدينة البليدة حيث يقص تجاربه الفريدة واللحظات الفارقة التي تخللت مشواره. ورفقة صديقة الفنان التشكيلي دوني مارتيناز الذي يوجه له أسئلة خلال جولة عبر حي الدويرات العتيق بمدينة الورود يشاطر محمد بهاز -المصاب بإعاقة بصرية جراء مرض- مشوار يمتد على نصف قرن خصصه لهذا الفن الشعبي. ولا يزال اللاعب البارع لآلتي القرقابو والقمبري -المنتشرتين في صحراء الجزائر (أدرار وبشار وغرداية) وفي بعض البلدان المجاورة على غرار مالي والمغرب- يتذكر أداءاته الأولى بالشارع واحتفاليات طقوس الديوان التي كانت تحضرها جموع غفيرة. واستعانة بالأرشيف تسلط المخرجة الضوء على المعلم بهاز أثناء قيامه بطقوس هذه الموسيقى الروحانية عبر الرقص والغناء ولعب القرقابو والقمبري. كما ضمنت المخرجة فيلمها شهادات بعض أقارب الفنان لاسيما ابنته جميلة المنتمية إلى جانب إخوتها الثلاثة إلى فرقته "الهلال". من مواليد 1942 يبقى محمد بهاز أحد أقدم الوجوه البارزة في فن الديوان الجزائري حيث لا يزال يبرع بالرغم من تقدمه في السن ومشاكله الصحية. و يتنافس في الطبعة العاشرة لمهرجان فيكا الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الفارط 24 فيلما بين الوثائقي والخيالي. للإشارة، فإنّ 3 أفلام وثائقية -خارج المنافسة- ستعرض اليوم السبت المقبل وهي: "محارق الظهرة" و"العشرية السوداء" و"نار".