دعا الحقوقي الصحراوي ، حسنة مولاي الداهي، أمس الجمعة نواب فرنسيون بالتصدي لموقف حكومة بلدهم التي لازالت تقف، ومنذ عقود ، حجرة عثرة في وجه تحقيق تقدم في مسار التسوية الذي تشرف عليه الأممالمتحدة وإيجاد حل للقضية الصحراوية من خلال إجراء إستفتاء تقرير المصير الذي تنص عليه الخطة الأممية-الإفريقية والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للمنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة. جاء ذلك خلال لقاء المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، حسنة مولاي الداهي، باريس مع أعضاء في الجمعية الوطنية الفرنسية، حيث أطلعهم عن الوضع الراهن في الاراضي الصحراوية المحتلة وفي مقدمتها ما يجري من جرائم حرب وإنتهاكات جسيمة وممنهجة لحقوق الإنسان ، يرتكبها المغرب ،القوة العسكرية التي تحتل أجزاء كبيرة من الإقليم بصورة غير قانونية منذ إنسحاب الإستعمار الإسباني خريف عام 1975. وبحسب وكالة الانباء الصحراوية (واص) ، فقد تناول حسنة مولاي أمام محدثيه "الدور السلبي" لفرنسا في مسار التسوية الأممي، وقال أن باريس "ظلت ومنذ عقود تقف حجر عثرة أمام تحقيق السلام في الصحراء الغربية أو إحراز تقدم في مسار التسوية الذي تشرف عليه الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل للنزاع، كإستعمال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي للوقوف ضد أي دعم للشرعية والقانون الدولي" . واستدل هنا بالتهديد الذي أصدرته فرنسا في سنة 2013 بإستعمالها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به الولاياتالمتحدة ينص على توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية ، إضافة الى الضغط الذي مارسته على المفوضية الأوروبية ونوابها في البرلمان الأوروبي ودفعهم إلى إنتهاك قرار المحكمة الأوروبية بالتوقيع والمصادقة على إتفاقيات المصائد والتجارة الحرة مع المغرب تشمل أراضي ومياه الصحراء الغربية المحتلة دون إستشارة أو موافقة جبهة البوليساريو ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وفقا للأمم المتحدة. ودعا عضو رابطة حماية السجناء الصحراويين في السجون المغربية ، نواب الشعب الفرنسي إلى التصدي للتدخل الفرنسي الذي يهدف الى خلق خلاف داخل الإتحاد الاوروبي الذي يجمع كل أعضائه على ضرورة تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية بطريقة سلمية من خلال إجراء إستفتاء تقرير المصير الذي تنص عليه الخطة الأممية-الإفريقية والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة. للاشارة استهل حسنة مولاي إجتماعه بلقاء النائبتين ،ألبان غايو، عن الحزب الحاكم وماتليد بانو، عن حزب ''فرنسا غير الخاضعة'' استعرض خلاله ، وضعية الأسرى المدنيين الصحراويين لدى الإحتلال المغربي والممارسات القمعية والعنصرية التي يتعرضون لها بطريقة ممنهجة. كما تطرق حسنة مولاي، إلى إرتفاع وتيرة إستهداف النشطاء الحقوقيين من قبل الإحتلال المغربي، كإعتقال الناشطة الصحراوية محفوظة لفقير والحكم عليها بالسجن لستة أشهر نافذة، أو حالات الإبعاد القسري لبعض النشطاء عن أسرهم من خلال ابعاده عن أماكن عملهم نحو مدن أخرى سواء داخل المغرب او في الصحراء الغربية المحتلة دون سند قانوني مثل حالة رئيس رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية عبد الرحمان زيو ونائبه حسنة أدويهي، أو حالة الفصل عن العمل الذي تعرضت له قبل أيام الناشطة الصحراوية مينة أباعلي. ويأتي اللقاء الذي جرى بمقر البرلمان الفرنسي، ضمن سلسلة اللقاءات التي عقدها ،حسنة مولاي الداهي، رفقة ، حمدي عمر، مسؤول الشؤون الخارجية في منظمة إتحاد شبيبة الساقية الحمراء وواد الذهب، المدرجة في جدول أعمال الزيارة التي تقودهم إلى فرنسا منذ 24 نوفمبر، للمشاركة في فعاليات طبعة 2019 من الأسبوع الدولي للتضامن الذي يشرف عليه مجلس ولاية فال دو مارن. وفي اطار سلسلة لقاءاته التي استهلها منذ أكثر من شهر مع الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية في فرنسا، عقد الوفد الصحراوي الأربعاء الماضي لقاء موسعا بقصر "لوكسمبورغ" مع النائب بمجلس الشيوخ الفرنسي، عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، كريستين برونو، تم خلاله استعراض القضية الصحراوية وآخر مستجداتها. يجذر الذكر هنا ، أن مقر مجلس الشيوخ الفرنسي احتضن منذ فترة قصيرة ندوة دولية حول "سيادة الشعب الصحراوي على ثرواته الطبيعية" شارك فيها خبراء ومحامون ومنظمات دولية إلى جانب شخصيات سياسة ودبلوماسية وحركات التضامن مع الشعب الصحراوي من مختلف البلدان. وتعهد المشاركون في البيان الختامي للندوة الدولية، بالعمل جنبا إلى جنب مع باقي حركات التضامن لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة تجاه الاتحاد الأوروبي حتى يلتزم بتطبيق أحكام محكمة العدل وحماية موارد الشعب الصحراوي إلى حين نيل استقلاله.